يبدو أن نبوءتى التى نشرتها هنا منذ شهور عن فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهورى الأمريكى وهيلارى كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع إجراؤها فى مطلع الشتاء المقبل ستتحقق. وقد كتبت أن هيلارى كلينتون هى التى ستفوز فى نهاية المطاف بالمنصب الرئاسي لماذا رغم أن ترامب (حتى الآن) يفوز فى السباق التمهيدى بأغلبيات مريحة فيما هى تفوز بصعوبة كبيرة..لا بل لماذا نبنى تقديراتنا حول اتجاهات التصويت بناء على تصورات نظرية لم تثبت صحتها، مثل أن السود سيؤيدون هيلارى قياسا على شعبية زوجها بينهم أو دعم أوباما لها بصفتها المرشحة لتمثيل حزبه، أو أن ترامب لن يفوز فى الولايات التى تعيش فيها أغلبيات من الهسبان (اللاتين) أو السود أو الآسيويين لأنه صار مشهورا بالعداء للأجانب وازدرائهم، لا بل بالعنصرية. السود ربما لن يصوتوا فى نسبة كبيرة للحزب الديمقراطى الذى لم ينفذ كما ينبغى برامج الرعاية الصحية للفقراء وفيهم نسبة معتبرة من السود، ومن ثم فسوف تتأثر فرص كلينتون على نحو عكس ما هو متوقع. ومن جهة ثانية فان ترامب حصل على أغلبية كاسحة فى ولاية نيفادا، رغم أن عددا كبيرا من الهسبان (اللاتين) يعيشون فى تلك الولاية، لا بل أن منافسة ماركو روبيو له أصول مختلطة ولاتينية بالذات ومع ذلك لم يتحصل إلا ما يجاوز نصف أصواته بقليل. وعلى ذلك النحو أكرر أن ترامب هو الذى سيمثل الجمهوريين وهيلارى ستمثل الديمقراطيين، انما لماذا رأيت أن هيلارى ستفوز فى الانتخابات الرئاسية بنهاية المطاف؟ لأن ترامب بنى حركته ودعايات «الحملجية» الذين يعملون فى حملته على اثارة وتعزيز عدم ثقة الأمريكيين بمؤسسات الحكم التقليدية فى الولاياتالمتحدة.. وهذا هو الذى يجعلنى أراهن على فشله فى النهاية لأنه استثار كل مؤسسات الحكم وعلى نحو سيدفعها الى حشد كل قواها ضده، فيما تظل هيلارى هى ابنة هذه المؤسسات المدللة حتى لو ظللتها فضائح تسريبات بريدها الإليكتروني. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع