بمناسبة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كوريا الجنوبية، والتى تعد الأولى منذ عام 1999، أكد السفير الكورى بالقاهرة جونج كوانج كيون أهمية تلك الزيارة فى الوقت الحالي. وشرح فى حوار للأهرام واقع ومستقبل العلاقات والتأثيرات الإيجابية المتوقعة للزيارة.. إلى تفاصيل الحوار: ما وجهة نظركم حول العلاقات وماذا تتوقع فى المستقبل؟ على الرغم من حداثة عهد العلاقات الدبلوماسية وبعد المسافة الجغرافية بين بلدينا، فانا أؤمن بأن كوريا ومصر العربية قد أسستا علاقات ثنائية مزدهرة يحتذى بها، حيث شهد عام 2015 احتفال البلدين بالذكرى ال 20 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، و بذلك تكون العلاقات الثنائية قد وصلت إلى مرحلة النضوج، وأعتقد أننا سوف نصل بهذه العلاقات إلى مرحلة أكثر نضجا وحيوية. إن لمصر دورا رئيسيا فى المنطقة وخارجها. وتثمن كوريا مصر كشريك رئيسى لها وتؤكد على تعزيز العلاقات بين البلدين. كما تتطلع إلى تعزيز أواصر علاقاتنا لتصل الى مرحلة بلوغ المصداقية الفعلية على نطاق واسع. ومع اكتمال خارطة الطريق السياسية بمراحلها الثلاث فى ديسمبر الماضي، و كذا تشكيل مجلس النواب الجديد فى ينايرهذا العام، تكون مصر على أهبة الاستعدادا للانطلاق نحو بناء «مصر جديدة». وتقف كوريا، التى مرت بنفس تجربة التنمية، على استعداد تام للتعاون مع رؤية مصر العظيمة، وفتح آفاق جديدة فى جميع المجالات، بما فى ذلك الطاقة والبنية التحتية وتطوير المواني، والنقل، والتعليم، وتنمية الموارد البشرية، والرعاية الصحية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كيف تنعكس هذه الزيارة الرئاسية على البلدين وما هى أهميتها؟ يطيب لى أن أعبر عن مدى ثقتى أن هذا العام سيشهد مرحلة جديدة من التعاون بين كوريا ومصر. فعقب لقاء القمة بين الرئيسة الكورية بارك جيون هاى و الرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى عام 2014، زار رئيس وزراء كوريا مصر فى عام 2014 لمناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية. وقد زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جمهورية كوريا فى نوفمبر الماضي، فى إطار الاستعدادات لزيارة الرئيس إلى سيول. كما عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعاً ثنائياً فى ميونيخ فى فبراير عام 2016، حيث ركزا جهودهما والتزاماتهما على الزيارة الرئاسية المصرية القادمة إلى كوريا. وفى خضم هذه الأجواء الواعدة، يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة سيول ، وأنا أتطلع إلى الزيارة الناجحة للرئيس، وهى الأولى منذ عام 1999 أى الأولى منذ 17 عاما. وبناء على ذلك، فإن الزيارة ستولد زخما كبيرا لدفع علاقات الصداقة والتعاون إلى مستوى جديد. وأنا على يقين أيضا من أن شراكتنا ستنمو أكثر قوة. وأعتقد أننا سنشهد علاقات تعاون أقوى وعلى نطاق اشمل، مما سيؤدى إلى ازدهار واستقرار مشترك. وتحديدا، ستكون حجر الزاوية لتعميق علاقاتنا وذلك بعد التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى مجالات التجارة والصناعة والتعليم وتنمية الموارد البشرية، والنقل، وتطويرالموانئ ، وغيرها من المجالات. كما ستعمل زيارة السيسى لسيول على جذب انتباه المستثمرين الكوريين المهتمين بفرص الاستثمار المحتملة فى مصر، بحيث ستكون بمثابة نقطة تحول تفتح فصلا جديدا من التعاون بين كوريا ومصر فى السنوات المقبلة. ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين مثل التجارة، والاستثمار، وغيرها؟ وماذا تتوقع فى عام 2016 وما بعده؟ مصر لديها ثروة بشرية هائلة، حيث يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، ويشكل الشباب الذين هم أقل من 30 عاماً ما يقرب 60% من إجمالى عدد السكان، و هو ما يمثل المحرك الرئيسى للنمو والازدهار فى السنوات القادمة. و فى الوقت نفسه، تتمتع مصر بموقع جغرافى استراتيجى متميز يربط بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا. وقد أظهرت الاستثمارات الكورية فى مصر اتجاها تصاعديا منذ عام 2013، حيث ارتفعت بنسبة 64% فى عام 2015 ، و ترتكز معظمها فى مجالات الصناعات الإلكترونية، والمنسوجات، والصناعات البتروكيماوية. وفى مارس 2015، نجح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذى عقد فى شرم الشيخ في جذب المستثمرين العالميين، بما فى ذلك المستثمرون الكوريون، خاصة بعد الكشف عن رؤية مصر للتنمية المستدامة وخطة الإصلاح الاقتصادى وإطلاق عدداً من المشروعات الكبرى من بينها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وتطوير البنية التحتية واللوجستية و إعلان مشروع تنمية منطقة قناة السويس الطموح بعد الافتتاح الرسمى لقناة السويس الجديدة فى أغسطس من العام الماضي. و قد جعلت تلك المقومات العظيمة من مصر مركزاً لاهتمام العالم أجمع، بما فى ذلك العديد من الشركات الكورية. و مع تنفيذ مبادرات الحكومة المصرية لتحسين بيئة الاستثمار، فإننى على يقيين من أن يشكل ذلك دفعه كبيرة للاستثمارات و يدفع لمزيد من الشراكة المثمرة مع الشركات الكورية. ما هى الطرق التى تُمكن مصر وكوريا من زيادة التعاون فى مجالات التعليم والتكنولوجيا والتصنيع؟ نهضت كوريا من أنقاض وويلات الحرب ومحنة تقسيم البلاد إلى مرحلة التصنيع والديمقراطية فى خلال نصف قرن فقط. وكونها بلدا عانى من ويلات الحرب، فالمرور بتلك التجربة الفريدة من نوعها التى ألهمت هذا الشعب روحا ديناميكية تدفع دائماً إلى الأمام. وفى هذا الصدد فإن كوريا حريصة كل الحرص على أن تشارك العالم تلك الدروس المستفادة من تجربة النمو السريع. وكشريك، فإن مصر تمهد طريقها لتحقيق معجزة إقتصادية شبيهة بتلك المعجزة الكورية. وفى هذه الرحلة فإن كوريا على أهبة الاستعداد لتكون «رفيقا» صدوقا لمصر. وبناء على ذلك، فينبغى تعزيز التبادلات الشخصية حتى يتسنى تسهيل التعاون الثنائى فى كافة المجالات بين البلدين.