قضايا وملفات كثيرة مفتوحة فى منطقة الشرق الأوسط، ما بين إرهاب وعدم إستقرار الأوضاع فى ليبيا وسوريا وغيرها. وتتقارب وجهات النظر المصرية اليابانية فيما يتعلق بهذه القضايا خاصة مكافحة الإرهاب بعد أن بات خطرا يهدد العالم أجمع. وأستعرض الأهرام وجهة النظر اليابانية من خلال حوار مع سفيرها فى القاهرة تاكيهيرو كاجوا. وفيما يلى نص الحوار:
{ يواجه العالم بكامله حاليا حربا ضد الإرهاب وهو الخطر الذى تعجز دولة عن مواجهته وحدها، فهل هناك تعاون بين مصر واليابان فى مجال مكافحة الإرهاب؟ {{ الإرهاب ليس مشكلة بلد واحد فقط، بل هو تهديد للسلام فى المنطقة والمجتمع الدولي، ويُعيق بشكل كبير التنمية الاقتصادية والاجتماعية. خصوصًا، كارثة الهجمات الإرهابية المتتالية فى عدة أماكن فى السنوات الأخيرة أصبحت تشكل تهديدًا لاستقرار العالم. إن الإرهاب لا يمكن تبريره لأى سببٍ من الأسباب، واليابان تدين بحزم الإرهاب بجميع أشكاله. ونحن ندعم جهود الحكومة والشعب المصرى فى هذا المجال. { كيف ترى اليابان الوضع فيما يتعلق بالقضية السورية مع التطورات السريعة التى يشهدها الوضع هناك وفى ظل اجتماع جنيف الاخير؟ وهل ترى اليابان ان بشار الأسد جزء من الحل أم أن رحيله أمر أساسى لحل هذه الأزمة؟ {{ نظرًا لمشاكل اللاجئين وتدابير مكافحة الإرهاب، استقرار الوضع فى سوريا ضرورة حتمية. ويعتبر الحل السياسى من خلال بيان جنيف أمرًا أساسيًا من أجل تحقيق استقرار الوضع السياسى فى سوريا. وعلى الرغم من أنه تم تعليق المشاورات بين ممثلى الحكومة السورية والمعارضة فى جنيف بشكل مؤقت، لكننا مازلنا نأمل فى أن يحدث تقدم فى العملية السياسية فى سوريا بناءً على قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2254. إن اليابان، فى ظل مفهوم الأمن البشرى، متمسكة بحزم بجهودها الرامية إلى تمكين الأفراد وتنمية المجتمعات والتى من شأنها مقاومة جذب التطرف العنيف. لهذا السبب قدمت اليابان 2.5 مليار دولار مساعدات غير عسكرية للمنطقة. بدءًا من مساعدة فى إعادة إعمار غزة، ومرورًا بتوفير فرص التعليم للأطفال السوريين ووصولاً إلى تقديم التدريب المهنى للأشخاص الذين يعيشون فى المخيمات. وبالإضافة إلى ذلك، فى الشهر الماضى وافق البرلمان اليابانى على تقديم 350 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية للشعب السورى والشعب العراقي { يتم التنسيق بين اليابان وروسيا فيما يتعلق بالتصدى للتجارب النووية التى تجريها كوريا الشمالية، فهل تسعى اليابان لاستصدار قرار من مجلس الأمن وهل يكفى هذا القرار لوقف التجارب النووية لكوريا الشمالية؟ {{ التجارب النووية التى تجريها كوريا الشمالية وإطلاق الصواريخ الباليستية هو عمل استفزازى خطير على الأمن يمس السلام والأمن فى المجتمع الدولى والمنطقة بما فى ذلك اليابان المجاورة لها جغرافيًا، كما أنه يُعد أيضًا انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن. إن ما تقوم به كوريا الشمالية من هذه الأفعال يشكل تهديدا على الأمن المباشر لليابان. اليابان تعارض بشدة وتدين بصرامة ما تقوم به كوريا الشمالية، وإنها تتعاون وتتضامن مع المجتمع الدولى للتعامل معها بحزم، وتعتقد اليابان أنه من المهم أن يقوم المجتمع الدولى بإرسال رسالة توجس قوية تجاه كوريا الشمالية ومن الضرورى أن يتبنى مجلس الأمن قرارًا جديدًا قويًا يشمل «إجراءات إضافية مهمة»، فضلًا عن إدانته ما قامت به كوريا الشمالية. فى هذا الصدد، سوف تستمر اليابان فى العمل بشكل وثيق مع البلدان المعنية من أجل تبن سريع لهذا القرار الذى يشمل إجراءات صارمة. كما تطالب اليابان أيضًا كوريا الشمالية بشدة باتخاذ إجراءات ملموسة من أجل التوصل إلى حل شامل للقضايا العالقة، مثل الأسلحة النووية والصواريخ وحوادث اختطاف مواطنين يابانيين من قبل كوريا الشمالية. كما تطالب اليابان بشدة بالتنفيذ الفورى والكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة تجاه كوريا الشمالية. اعترف الناتو بارتكاب خطأ التدخل العسكرى فى ليبيا دون دراسة العواقب، وتحولت ليبيا لبؤرة إرهابية تهدد ليس فقط المنطقة بل العالم كله مع تنامى خطر تنظيم داعش هناك. فى الوقت نفسه هناك مشكلة عدم توحد الصفوف الليبية، فكيف ترى اليابان الوضع وامكانية الخروج من الدائرة المفرغة التى تعانيها ليبيا وتهدد العالم كله. نشعر بالقلق إزاء توسع قوات مايسمى تنظيم داعش فى ليبيا . ومن المتوقع أن يتم تشكيل حكومة وطنية فى أقرب وقت تشتمل على جميع القوى السياسية فى إطار عملية الوساطة السياسية التى تقودها الأممالمتحدة. بالتأكيد من أجل استقرار ليبيا والدول المجاورة والمجتمع الدولي، وبمساندة دعم المجتمع الدولى فى البداية نتمنى فى المستقبل أن يتم إقامة نظام حكومى قوى من قبل الشعب الليبي. { هناك فجوة حضارية كبيرة بين الشرق والغرب ، ازدادت بسبب استغلال الجماعات الإرهابية للإسلام بصورة غير صحيحة، فزاد التحامل من الغرب ضد الإسلام، كيف ترى امكانية تصحيح صورة الإسلام والتعاون من قبل كل الأطراف لتخطى الفجوة الحضارية؟ {{ كل عنصر بشرى ومجتمع وإقليم لهم تاريخهم وثقافتهم الخاصة، وهناك العديد من القيم المتنوعة واحترام هذا التنوع فى حد ذاته مهم من أجل سلام واستقرار العالم وتقدم المجتمع البشري. من أجل تحقيق ذلك، لا غنى عن تعميق التفاهم المشترك من خلال الحوار والتبادل. كما أن مكافحة التطرف هو تحد مشترك للعالم كله، كما ندرك أن الإسلام والتطرف شيئان مختلفان تمامًا. وتهتم الحكومة اليابانية بالحكمة التى تقول «خير الأمور أوسطها» وتحترم حكمة القدماء فى المنطقة التى تحترم الاعتدال.