وسط إجراءات أمنية مشددة، فتحت مراكز الاقتراع فى جميع أنحاء الجمهورية الإيرانية أبوابها صباح أمس، لبدء عملية التصويت فى الانتخابات البرلمانية لولاية من أربع سنوات فى دورته العاشرة، وخبراء القيادة لولاية من ثماني سنوات فى دورته الخامسة. وذكرت تقارير وسائل الإعلام المحلية أن نسبة المشاركة مرتفعة، فيما أكد شهود عيان أن الطوابير تمتد خارج الكثير من مراكز الاقتراع. ومن جانبه، قال عبد الرضا رحمانى وزير الداخلية الإيرانى إن فترة عملية التصويت هى 10ساعات، وإذا لزم الأمر ستمدد، ومن المتوقع صدور النتائج الأولية فى غضون 24ساعة، ونتائج العاصمة طهران بعد ثلاثة أيام. ويشارك فى هذه الانتخابات نحو 55مليون ناخب مسجلين، وسط حراسة 250ألفا من قوات الأمن لتأمين الانتخابات. فى الوقت الذى يقوم فيه 473مراسلا أجنبيا من 29دولة بمهمة متابعتها. وفى أول ردود الأفعال الداخلية، دعا المرشد الأعلى آية الله على خامنئى الناخبين إلى التصويت بأعداد كبيرة، قائلا إن هذا سيحبط أعداء طهران. وأضاف خامنئى بعد أن أدلى بصوته فى طهران"أقترح أن يدلى أبناء شعبنا بأصواتهم مبكرا. يجب أن يختاروا مرشحيهم بحكمة. الإقبال الكبير سيحبط أعداء إيران ويدعم من استقلال بلادنا". من جانبه، أعلن الرئيس الإيرانى حسن روحانى الذى أدلى بصوته فى وزارة الداخلية أن حكومته ترى فى الانتخابات "دلالة ثقة كبيرة" وأن كل المؤسسات المعنية بتنظيمها ستضمن أن تكون"شرعية وسليمة". وفى السياق نفسه، قال الرئيس الأسبق أكبر هاشمى رافسنجانى إن فشل الإصلاحيين فى الانتخابات الجارية سيكون بمثابة خسارة كبرى للبلاد. من جهته، اعتبر محمد جواد ظريف وزير الخارجية الانتخابات "صفحة ذهبية" فى تاريخ إيران و"تلعب دورا مهما فى تقرير مصيرنا". وتابع أنه"كلما كانت المشاركة الشعبية أكبر.. سيفهم العالم أكثر أنه يجب التعاطى مع إيران بلغة الاحترام". ويتنافس على مقاعد البرلمان البالغ عددها 290نحو 4آلاف و979مرشحا، بينهم 500امرأة تم تأييد أهليتهم من جانب مجلس صيانة الدستور، فيما يتنافس على مقاعد مجلس خبراء القيادة البالغ عددها 88نحو 159. ويراهن الرئيس حسن روحانى المنتخب فى 2013 على أن يعزز نجاح الاتفاق النووى حجم تمثيل مؤيديه من الإصلاحيين والمعتدلين فى مجلس الشورى بشكل خاص، وهو ما سيساعده فى تطبيق جملة من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية قبل نهاية ولايته العام المقبل 2017، بفضل الاستثمارات الأجنبية التى يأمل فى جذبها إلى إيران. ولزيادة فرصهم وتجنب تشتيت أصواتهم تحالف الإصلاحيون مع المعتدلين وبينهم محافظون عبر قائمة أميد"الامل". فى المقابل، شكل المحافظون"ائتلاف الأصوليين الكبير" المتوافق مع خط المرشد الأعلى الذى يقوم على محاربة أى "تغلغل" أجنبى فى إيران فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.