لخريجي الثانوية العامة والدبلومات.. تنسيق المعهد الفني الصحي 2025 (التوقعات بالدرجات والنسبة المئوية)    «زي النهارده».. وفاة اللواء عمر سليمان 19 يوليو 2012    موعد انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. استعلم عن لجنتك الانتخابية ب«طريقتين»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية ببداية الأسبوع السبت 19 يوليو 2025    سعر المانجو والموز والفاكهة ب الأسواق اليوم السبت 19 يوليو 2025    لماذا تجاوزت البيتكوين حاجز 120 ألف دولار لأول مرة في تاريخها؟    مجاهد يكشف تفاصيل حذف بيان الاتحاد الفلسطيني في أزمة أبو علي    رد رسمي من الزمالك بشأن غياب فتوح عن معسكر إعداد الفريق    انتهت.. عبده يحيى مهاجم غزل المحلة ينتقل لصفوف سموخة على سبيل الإعاراة    السيطرة على حريق كابينة كهرباء داخل عقار ب شبرا الخيمة    «الداخلية» توضح حقيقة فيديو تضرر قاطني الجيزة من سرقة الأسوار الحديدية أعلى الطريق الدائرى    نشاط الرياح وانخفاض «مفاجئ».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: 72 ساعة فاصلة    مصرع طفلة سقطت في فتحة تطهير مصرف مغطى بالفيوم    تامر عاشور يشارك أنغام في الغناء بمهرجان العلمين: «مبسوط ب ألحاني لمطربة كبيرة زيها»    5 أبراج على موعد مع فرص مهنية مميزة: مجتهدون يجذبون اهتمام مدرائهم وأفكارهم غير تقليدية    «شوفوا البنات طيبين ازاي».. أنغام توجه رسالة ل الرجال في افتتاح مهرجان العلمين    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    تعاني من الأرق؟ هذه التمارين قد تكون مفتاح نومك الهادئ    أبرزها الزنجبيل.. 5 طرق طبيعية لعلاج الصداع النصفي    ماركوس يبحث مع ترامب الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الفلبينية    الجيش السوري يرسل تعزيزات لريف حلب    "القومي للمرأة" يستقبل وفدًا من اتحاد "بشبابها" التابع لوزارة الشباب والرياضة    كسر بماسورة مياه الشرب في شبرا الخيمة.. والمحافظة: عودة ضخ بشكل طبيعي    «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرا جماهيريا لدعم مرشحي مجلس الشيوخ في القليوبية    تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يكشف بشكل رسمى سبب غياب فتوح عن المعسكر    "لا نضيع وقتنا".. كومو الإيطالي يكشف حقيقة مفاوضاته لضم رونالدو    وكيل توفيق محمد لمصراوي: اللاعب لديه عروض خارجية.. ومفاوضات من الأهلي والزمالك    ب37.6 ألف ميجاوات.. الشبكة الموحدة للكهرباء تحقق أقصى ارتفاع في الأحمال هذ العام    "الدنيا مريحة" .. أسعار السيارات المستعملة مستمرة في الانخفاض| شاهد    اليمن يدعو الشركات والمستثمرين المصريين للمشاركة في إعادة الإعمار    خبراء: خطوة تعكس توجه الدولة نحو اقتصاد إنتاجى مستدام.. وتمثل استثمارًا فى رأس المال البشرى    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بين سيارتين بالقليوبية    اليوم.. الاستماع لمرافعة النيابة في قضية «مجموعات العمل النوعي»    "هشوف الفيديو".. أول تعليق من والد هدير عبدالرازق على واقعة التعدي عليها داخل شقة    الانقاذ النهري بالقليوبية ينتشل جثة طفل بنهر النيل بطوخ    توم باراك: نتنياهو والشرع يوافقان على اتفاق لوقف إطلاق النار بدعم أمريكي    روسيا: التسوية في أوكرانيا مستحيلة دون اعتراف الاتحاد الأوروبي بأسباب الصراع    الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن جوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي    مي عمر جريئة وريم سامي بفستان قصير.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| أول ظهور ل لطفي لبيب بعد خروجه من المستشفى وإصابة حسام حبيب وتعرض فنانة لحادث سير    المخرج خضر محمد خضر يعلن ارتباطه بفتاة من خارج الوسط الفني    شاهد| الدكتور نبيل علي.. العالم المصري الذي أنطق الحاسوب قبل طفرة الذكاء الاصطناعي    وزير الخارجية اللبنانى لنظيره الأيرلندى: نطلب دعم بلدكم لتجديد "اليونيفيل"    سلام: ورقة المبعوث الأمريكى هى مجموعة أفكار لتنفيذ وقف الأعمال العدائية    خبير اقتصادي: رسوم ترامب تهدد سلاسل الإمداد العالمية وتفاقم أزمة الديون    5 طرق فعالة للتغلب على الكسل واستعادة نشاطك اليومي    أصيب بنفس الأعراض.. نقل والد الأشقاء الخمسة المتوفين بالمنيا إلى المستشفى    "الصحة" توجه نصائح مهمة للوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري    بعد موافقة استثنائية من الاتحاد الدولي.. مصر تستضيف بطولة إفريقيا لشباب الطائرة في سبتمبر    نادي دهوك يتوج بكأس العراق للمرة الأولى في تاريخه بعد نهائي مثير أمام زاخو    رئيس الأوبرا: انطلاق النشاط الصيفي للأوبرا وهذا سبب اختيار إستاد الإسكندرية لإقامة الحفلات (فيديو)    عبد السند يمامة عن استشهاده بآية قرآنية: قصدت من «وفدا» الدعاء.. وهذا سبب هجوم الإخوان ضدي    فوز فريقين من طلاب جامعة دمنهور بالمركز الأول فى "Health Care" و "Education Technology"    هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟.. أمين الفتوى يجيب    براتب 10000 جنيه.. «العمل» تعلن عن 90 وظيفة في مجال المطاعم    الهيئة الوطنية تعلن القائمة النهائية لمرشحي الفردي ب"الشيوخ" 2025 عن دائرة الإسكندرية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فشكراً أشرف!?    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم أن حبست مصر أنفاسها
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 05 - 2012

انهم يدفعون بالأحداث الي المسار الكارثي الذي يحاول المجلس الأعلي للقوات المسلحة تفاديه والابتعاد عنه بكل هذا القدر الذي لم يكن متوقعا من ضبط النفس والتحلي بالصبر والتمسك بالسير الي آخر المدي في خريطة الطريق نحو الدولة المدنية التي تؤسس للجمهورية الثانية درة تاج ثورة 25‏ يناير‏..‏ خلت شوارع القاهرة والمدن الكبري طوال يوم الجمعة من المارة, وحبست مصر أنفاسها بينما كان كل أبنائها المخلصين قابعين داخل بيوتهم في هلع وقلق وعيونهم شاخصة الي المصيبة الكبري التي حلت بالثورة المصرية التي تكاد تختنق وتلفظ أنفاسها الأخيرة علي أيدي هؤلاء الذين راحوا يكررون الأحداث نفسها التي كانت تصاحب دوما كل خطوة جادة نحو الانتهاء من مرحلة بناء الدولة الحديثة.. والخطوة هذه المرة هي الخطوة الأخيرة انتخاب الرئيس واعداد الدستور, والمستهدف هذه المرة هو الحصن الأخير لمصر والشعب والدولة ممثلا في قواته المسلحة التي وصفها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بأنها خير أجناد الأرض وهو الذي لا ينطق عن الهوي مهما حاول المرجفون والمتلهفون علي غنيمة الوطن الكبري أن يتطاولوا عليه وعلي أبنائنا واخوتنا بين صفوفه الذين تحملوا في سبيل حماية شعبهم وثورتهم ما لا يمكن أن يحتمله بشر.. ولعل القارئ الكريم قد لاحظ أنه في أثناء أزمة الجمعة الحزينة خرج علينا البعض في محاولة للتشكيك في مصداقية حديث الرسول الكريم حول مصر وأجنادها, وهو ما يؤكد جدية هؤلاء في محاولاتهم المستمرة في الايقاع بالقوات المسلحة برمتها وليس فقط في اسقاط المجلس العسكري.. هل هناك سخف وخفة وخروج عن الأمة أكثر من ذلك؟!.
ما حدث أمام مقر وزارة الدفاع كان مصيبة كبري وكابوسا جثم علي صدور المصريين غير مصدقين أن يكون هؤلاء من أبناء جلدتهم وهم يحملون كل هذا الحقد والغل ضد جيشهم النبيل الذي انحاز الي الثورة علي الظلم والطغيان, وأقسم علي ادارة الدولة في مرحلتها الانتقالية بقدر ما يستطيع من جهد وما يحمل من خبرات محدودة في العمل السياسي بحكم الانتماء الي مؤسسة عسكرية تفرغت تماما لحماية الوطن ضد أعداء الخارج.. ومنذ اللحظات الأولي لنزول الجيش الي الشارع يوم28 يناير كانت مهمته حماية شرعية الميدان التي صاغها الملايين من أبناء مصر الشرفاء مقدمة علي واجب حماية الشرعية الدستورية التي كانت حتي هذه اللحظات الحرجة من تاريخ الوطن في صالح النظام السابق, واختار قادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة بدون تردد الانحياز للثورة بكل أهدافها, ولم يكن في الحسبان علي الاطلاق والأمر هكذا أن ينطلق من بين شباب الثورة من يطعن قواته المسلحة من الخلف بكل هذه الخسة والنذالة. مسئولية احداث الجمعة الدامية تقع علي عاتق هؤلاء الذين أعلنوها صراحة: انها الحرب والجهاد من اجل مرشح مستبعد, واولئك الراكبون علي اكتاف الثورة وهي منهم براء ممن يدعون الي هدم اركان الدولة, وهؤلاء الذين يطلقون نعيق البوم علي حسابات الفضاء الالكتروني متخفين وراء تغريدات البلابل مدعين ان هناك قمعا للمتظاهرين السلميين قبل وقوع كارثة الاربعاء السابق لأحداث الجمعة بثلاثة ايام, وكذا اولئك الذين وافقوا علي قواعد واسس اختيار اللجنة التأسيسية للدستور ثم عادوا ليرفضوها من خلال البرلمان.
أطراف عدة شاركت في تهيئة المناخ والتحريض علي احداث المصيبة الكبري وكل له حساباته الضيقة التي قدمها علي مصلحة الوطن في الاستقرار والخروج من عنق الزجاجة أو من ذلك النفق المظلم.. أطراف عدة ساهمت في تكوين العقل الجمعي لمجموعات من الشباب البائس واليائس والمغيب والجاهل بحقائق الأمور, والسيطرة عليه وتوجيهه الي غير الوجهة الحق.. والمؤسف أن أغلبية مرشحي الرئاسة قد ركبوا الموجة وانهالوا بالطعن علي القوات المسلحة أملا في كسب صوت من هنا وصوت من هناك, فيما بقي اثنان فقط من المرشحين ثابتين علي موقفيهما تجاه ضرورة الحفاظ علي هيبة وسلامة القوات المسلحة وادانة أي محاولات للنيل منها, ادراكا بأنها الحصن الأخير الذي اذا سقط, تداعت كل مقومات الأمة وضاعت كل الاحلام في بناء الدولة الحديثة.. عمرو موسي وأحمد شفيق.
ولعل موقف هذين المرشحين من هذه الأحداث المؤسفة الحزينة يعلن بجلاء عن الفارق الجوهري بين رجال الدولة وبين رجال كل همهم البحث عن سلطة ووجاهة كرسي الرئاسة حتي ولو كان قطعة من الديكور.. ولعل ايضا موقف هذين المرشحين موسي وشفيق من مسألة صلاحيات الرئيس في الدستور الجديد وضرورة أن تكون هذه الصلاحيات قادرة علي تمكينه من الفعل الجاد نحو تطبيق برامجه في ظل رقابة صارمة من البرلمان.. لعل ذلك يوضح أننا في هذه المرحلة التاريخية نحتاج الي رجل دولة يبتعد عن الشعارات الرنانة ويقترب أكثر من الواقع المرير بخطي ثابتة لتغييره الي الأفضل.
لقد تصور البعض أن هدم وزارة الدفاع والايقاع بها وهو هدف معلن منذ اسابيع قليلة بعد اندلاع الثورة والتأكد من سقوط النظام السابق يمكن أن يحقق الاستقرار والأمن والعدالة والحرية.. اقل ما يوصف به هذا الاعتقاد أنه نوع من الأوهام والتمنيات الشيطانية التي سوف تدخل البلاد في دوامة لاتنتهي من القلاقل وربما يغري مثل هذا الوضع لا قدر الله دولة اسرائيل لإعادة سيطرتها علي سيناء الي حين ان تتضح الرؤية ويكون في مصر دولة ونظام وحكومة يمكن التحدث معها.. بخلاف حمامات الدم التي سوف تسيل في الشوارع والحواري والأزقة.
وفي هذه اللحظات التاريخية ورغما عن كل الأحداث المؤسفة التي وقعت والتي لا تعبر عن الثورة المصرية ونقائها ومشروعيتها, من المؤكد ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة سوف يصر علي انهاء كل خطوات التحول الديمقراطي وفقا للاعلان الدستوري والبرنامج الزمني المحدد لتسليم السلطة الي الرئيس المنتخب.. ولكن من المؤكد ايضا أنه عند تسلم الرئيس الجديد لمسئولياته, واذا استمرت هذه الفوضي المدمرة من جانب أنصار الفرقاء الخاسرين, واذا أثيرت الاتهامات التي يجري تجهيزها من الآن بتزوير الانتخابات, سيكون لكل حدث حديث حيث لا يمكن أن تستمر سياسات الطبطبة والدلع الماسخ لتحدد مصيرا مجهولا لدولة في حجم ووزن مصر.
ولعل الجميع قد استوعب الدرس من أحداث الجمعة الدامية.. تستطيع القوات المسلحة- المتحصنة بتأييد واسع المدي من كافة قطاعات الشعب المصري أن تفعل في الوقت المناسب ماهو ممكن لصالح استقرار الوطن.. وهي قد اتخذت في هذا الشأن الحد الأدني من الاجراءات الضرورية, وفي صباح اليوم التالي كان المرور قد انساب في شارع الخليفة المأمون ومحيط منطقة العباسية, وكانت قد أزيلت تماما كل مظاهر ومخلفات الفوضي.. وكأن شيئا لم يكن.!
المزيد من مقالات محمد السعدنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.