تميزت «الأهرام» منذ صدور العدد الأول فى 5 أغسطس 1876 بالقامات الكبيرة من المبدعين فى شتى المجالات الذين تألقوا على صفحاتها، وانطلقوا منها إلى العالمية. لكن قامتين فقط من هؤلاء صنعتا تاريخا جديدا للصحافة والسياسة محليا وعربيا وعالميا، هما الأستاذ محمد حسنين هيكل مؤسس الأهرام الحديث وعميد الصحافة العربية، والدكتور بطرس غالى الذى انطلق من رئاسة تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام ليكون أول عربى يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة وعميد الدبلوماسية العالمية. فى الصحافة تمكن الأستاذ هيكل من صناعة نموذج جديد للصحافة العربية - من خلال الأهرام - جمع بين الخبر والتحليل، فكانت الانفرادات الصحفية التى تنقلها كبريات وكالات الأبناء عن الأهرام، وفى الوقت نفسه التحليل الرصين الذى يعتمد على كثير من المعلومات المهمة، ويكشف عن اتجاهات الإستراتيجية المصرية وتحديات الأمن القومى العربى. أسس الأستاذ هيكل مدرسة صحفية جديدة أثرت بشكل كبير فى السياسات العربية، مدرسة تعتمد على التوثيق والتحليل، وتحصل على المعلومات من مصادرها الأساسية، خاصة كبار الزعماء والشخصيات السياسية، محليا وعربيا وعالميا، وتثرى التفاعل بين الجانبين.. الصحافة والسياسيين. بينما قدم الدكتور بطرس غالى نموذجا لرجل الدولة الذى تحمل مسئولية السياسة الخارجية المصرية فى أوقات دقيقة، وخرج من عباءتها إلى أكبر منصب سياسى على مستوى العالم أمينا عاما للأمم المتحدة. وإذا كانت «الأهرام» قد أخرجت كل هذه القامات، التى أبدعت على صفحاتها إلى النور، لتقود الحياة السياسية والإعلامية والثقافية فى مصر والعالم العربي، فإنها مستمرة فى رسالتها التنويرية، ودورها المهم على كل المستويات، لتقدم كل يوم قامة جديدة للقارئ العربى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام