أمثلة صارخة للفساد وإهدار المال العام، طالت العديد من المشروعات التابعة للوزارات والهيئات، بكفر الشيخ. أول نموذج لإهدار المال العام يتمثل فى وزارة الآثار حيث تقاعست طيلة أكثر من 20 عاما عن تشطيب وافتتاح متحف الآثار داخل مدينة كفرالشيخ بعد أن أهدت المحافظة الأرض المقام عليها هذا المتحف مجانا وهى أرض أملاك دولة ومساحتها 2000 متر مربع وثمن متر الأرض الآن يتجاوز 70 ألف جنيه، وقد بلغت تكاليف إنشاء المتحف 60 مليون جنيه ولكن للأسف الشديد تقاعست هيئة الأثار- سابقا والوزارة حاليا - عن تشطيب المتحف وافتتاحه ليضم الآثار المبعثرة فى أماكن شتى داخل المحافظة ومحافظات الجمهورية، وذلك بسبب 20 مليون جنيه فقط قيمة الأعمال الباقية بالمتحف. وقد تسبب هذا الفساد الإدارى فى إختفاء وسرقة 9 قطع أثرية وتكرار محاولات سرقة آثار كفرالشيخ من مخازن منطقة «تل الفراعين» بمركز دسوق والمنطقة المحيطة حول هذا المخزن الأثرى المجاور للتل، والبالغ مساحته حوالي 200 فدان ولم يتم التنقيب فيه سوى فى مساحة فدانين فقط، وتم اكتشاف آثار فرعونية مهمة تكفى وحدها لأكثر من متحف مما جعلها مطمعا للصوص الآثار بين الحين والآخر. ومع فشل 8 محافظين سابقين حتى الآن فى حل مشكلة المتحف مع وزارة الاثار تحول المتحف الى (اسطبل للخيول والدواب) وصالة أفراح من قبل ذلك.ولجأ مؤخرا عدد من المحامين وأبناء المحافظة الى القضاء لحسم هذه المشكلة . فهل أن الأوان أن تستيقظ وزارة الآثار من سباتها العميق ،وتحافظ على البقية الباقية لهذه الآثار وانهاء متحف كفرالشيخ الأثرى وإنهاء عمليات التنقيب فى هذه التلال الأثرية واستخراج كنوزها المدفونة بدلا من تركها مطمعا لمافيا الأثار،واستغلال الأراضى فى المشروعات السكنية والاستثمارية والصناعية بدلا من ترك آثارنا بهذا الشكل المؤسف عرضه للسرقة جهارا نهارا. نموذج الفساد الثانى يتمثل فى صورة أكثر هزلية ومأساوية فى المبنى المخصص للمجمع الثقافى على مساحة 2000 متر مربع وتبرعت بها المحافظة فى مواجهه مديرية التربية والتعليم، والذى بدا العمل به منذ 15 عاما بتكلفة وصلت الى أكثر من 50 مليون جنيه على أرض متميزه جدا داخل عاصمة المحافظة وقام الدكتور محمد صابرعرب وزير الثقافه السابق، بافتتاحه تجريبيا منذ أكثر من عام، ولم يتم تشغيله حتى الان للأسف الشديد بسبب عدم وجود وسائل الحمايه المدنيه، حيث يتطلب الأمر 3 ملايين جنيه فقط من الهيئة العامة لقصور الثقافة لتنفيذ ستارة مضادة للحريق ومراوح شفط أعلى سلالم المبنى وتركيب كاميرات مراقبة وبوابات أمنية من أجل حماية المسرح فى حالة وقوع حريق مفاجئ كما حدث فى مأساة مسرح بنى سويف من قبل. ويتكون المجمع الثقافى الجديد من 5 طوابق تشتمل فى الطابق الأرضى منه ورش للفن التشكيلى ومرسما وقاعة معارض وناد للأطفال، والدور الثانى توجد قاعة تسع 1000 فرد للاجتماعات والأمسيات والندوات وكافتيريا ومسرح مجهز بأفضل التقنيات والدور الثالث به قاعة للأنشطة الشعبية ومكتبة وفريق الموسيقى العربية، والدور الرابع يوجد به أندية الأدب والمرأة والفنون الشعبية وقاعة للكمبيوتر والدور الخامس مطعم وكافتيريا وفندق لاستضافة كبار الزوار فى المحافظة من المبدعين والمثقفين وحتى يكون مركزا إشعاعيا ثقافيا وحضاريا كبيرا في إقليم وسط الدلتا. فهل يتدخل اللواء السيد نصر محافظ كفرالشيخ لاجراء الإتصالات مع وزير الثقافة لوضع حد لهذه المهزلة واعتماد 3 ملايين جنيه لتشغيل المجمع الثقافى الجديد وافتتاحه رسميا خاصة وأن المبنى الحالى لمديرية الثقافة كفرالشيخ مبنى أثرى، وعليه حكم نهائى بالطرد؟.