فتح الرئيس التركى رجب طيب إردوغان أمس النار على الجميع، بعد تدفق اللاجئين السوريين على بلاده، وبعد المكاسب التى حققتها الميليشيات الكردية فى الأيام الأخيرة. فقد اتهم إردوغان فى تصريحات غاضبة له واشنطن وحملها مسئولية تحويل بلاده إلى «بحر من الدماء»، بحسب تعبيره، وأكد أن الوضع السورى أصبح يشكل أزمة أمنية بالنسبة لتركيا. وأرجع إردوغان سلبية الدور الأمريكى إلى عدم فهم الولاياتالمتحدة طبيعة حزب العمال الكردستانى والتحالف القائم بينه وبين الاتحاد الديمقراطى الكردى فى سوريا. وأكد الرئيس التركى أن صبر بلاده ربما ينفد إزاء الأزمة فى سوريا، وقال: إنها قد تضطر للتحرك، داعيا الأممالمتحدة لبذل المزيد من الجهود لمنع ما وصفه بأنه «تطهير عرقي» فى البلاد. واتهم إردوغان الأممالمتحدة بعدم الصدق لدعوتها تركيا لبذل المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين السوريين، بدلا من التحرك لوقف إراقة الدماء فى سوريا. كما هدد إردوغان فى كلمة أمام منتدى اقتصادى بإرسال الملايين من طالبى اللجوء المتواجدين بالفعل فى بلاده إلى دول أخرى، وذلك ردا على انتقادات رفض تركيا فتح حدودها أمام عشرات الآلاف من اللاجئين الجدد، وأكد أردوغان بحدة أن «كلمة أغبياء ليست مكتوبة على جباهنا»، مشددا على توافر الطائرات والحافلات اللازمة لعملية الترحيل العملاقة، وذكر أنه سبق وأبلغ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك أن تركيا ربما تفتح فى مرحلة ما أبوابها للمهاجرين للسفر إلى أوروبا. وقال إردوغان أيضا: إنه لا يمكن حل الأزمة السورية دون طرح خيار تشكيل «مناطق آمنة»، وهو ما رفضته واشنطن ودول حلف شمال الأطلنطى «الناتو». وكانت القوات الكردية مدعومة بغطاء من القصف الروسى قد نجحت أمس فى استعادة قاعدة «منغ» الجوية من أيدى المعارضة السورية على الحدود مع تركيا.