تتصدر الأزمة السورية أجندة اجتماعين مهمين خلال الأيام القليلة القادمة، الأول اجتماعات حلف شمال الأطلنطى "الناتو " المقررة غدا الأربعاء فى العاصمة البليجكية بروكسل إلى جانب قمة السياسة والأمن بميونخ والتى تبدأ أعمالها الجمعة القادم. ويشارك وزراء دفاع دول الناتو إلى جانب وزراء دفاع التحالف الدولى لمكافحة داعش فى اجتماع خاص بعد غد الخميس للتشاور مع الدول المجاورة فيما يتعلق بالأزمة السورية، ومناقشة مبادرة السعودية بمشاركتها بقوات برية لمحاربة داعش فى سوريا. وفى غضون ذلك، أعلنت السلطات الأمنية فى مدينة ميونخ الألمانية حالة الاستنفار الأمنى لتأمين أعمال مؤتمر السياسة والأمن فى دورته 52، والذى يعقد خلال الفترة من 12إلى 14فبراير الحالي. وتحتل الأزمة السورية الصدارة على جدول أعمال المؤتمر، إلى جانب قضايا اللاجئين والسياسة الأمنية فى أوروبا والوضع فى منطقة الشرق الأوسط إلى جانب محاربة الإرهاب. ومن جانبه، صرح السفير فولفجانج أشينجر رئيس المؤتمر بأنه سوف يشارك فى المؤتمر عدد من رؤساء الدول ووزراء خارجية ودفاع ورؤساء حكومات من 23دولة، إلى جانب ممثلى وسائل الإعلام المختلفة، و550مشاركا من 30دولة. وأضاف أشينجر أنه يأتى على رأس المشاركين الملك عبد الله الثانى عاهل الأردن والرئيس البولندى أندريزى دودا الرئيس الأوكرانى بيترو بيرشينكو ورئيس وزراء روسيا ديمترى مدفيديف ورئيس وزراء العراق حيدر العبادى، فضلا عن وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدة جون كيرى ونظيره الروسى سيرجى لافروف وسامح شكرى وزير الخارجية المصرى وفرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى، إلى جانب أورسولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية وميكائيل فالون وزير الدفاع البريطانى وجون إيف لورديان وزير الدفاع الفرنسى. ومن المقرر أن يعقد شكرى على هامش المؤتمر 15 مقابلة مهمة مع عدد من وزراء خارجية العالم . وفى الوقت ذاته، أعرب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن غضبه إزاء دعم الولاياتالمتحدة أكراد سوريا الذين يعتبرهم مقربين من حزب العمال الكردستاني، داعيا واشنطن إلى الاختيار بين تركيا وما وصفه ب"إرهابيى عين العرب". وقال الرئيس التركى بحسب ما نقلت عنه الصحف المحلية إنه"ينبغى على واشنطن أن تختار بين تركيا أو حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى كشريك لها". وأضاف أن"حزب الاتحاد الديمقراطى تنظيم إرهابي، هو نفسه حزب العمال الكردستاني"، مذكرا بأن حزب العمال الكردستانى مصنف "كمنظمة إرهابية" من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ميدانيا، أعلن مصدر عسكرى أن الجيش السورى وصل إلى مسافة 25كم من الحدود السورية التركية لأول مرة منذ أغسطس 2013. وأفاد المصدر أن الاشتباكات مستمرة فى ريف حلب الشمالى بغطاء جوى روسى وسورى بين الجيش والقوى المؤازرة له من جانب، وجبهة النصرة وفصائل أخرى من جانب آخر، حيث تمكن الجيش وقوات الدفاع الشعبى من السيطرة على قرية كفين مقتربا بذلك من بلدة تل رفعت الاستراتيجية. وأوضح أن"قوات الجيش السورى تتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت ومن بعدها أعزاز وهدفها الوصول إلى الحدود التركية لمنع أى تسلل للإرهابيين أو دخول للسلاح من تركيا". وأشار إلى استمرار الاشتباكات بين الجيش والقوى المؤازرة له من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر فى ريف حلب الشرقي، بدعم طائرات حربية سورية وروسية، وسط معلومات عن تقدم الجيش وسيطرته على منطقة تل مكسور.