كانت جامعة القاهرة ومازالت وستبقى درة الجامعات المصرية والعربية..فهى الأطول عمرا والأكثر بريقا وتأثيرا ووهجا ومنها تخرجت أجيال تصدرت مسيرة الفكر والثقافة ليس فى مصر وحدها ولكن فى كل ربوع العالم العربى. من خلال ما جاء فى رسالة د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة التى نشرناها لابد من إعادة النظر فى القوانين التى تضع الضوابط فى نظام الإعارات لأساتذة الجامعات حتى لا نحرم جامعاتنا من كوادرها البشرية التى غابت زمنا طويلا وكانت من أهم أسباب فساد التعليم الجامعى فى مصر. أن يلتزم اساتذة الجامعات الذين حصلوا على إعارات خارجية بالعودة الى جامعاتهم بعد فترة محددة لتكن اربع او ست سنوات اما ان تستمر ثلاثين عاما يحجز الأستاذ فيها مكانه ويحصل على ترقياته ويعود فى سن المعاش لا يستفيد احد منه شيئا فهذه نظم مختلة..إن أفضل ما فى هذه الحالات ان يقدم الأستاذ استقالته ويترك الفرصة لأجيال اخرى من حقها ان تشارك فى مسيرة العمل الجامعي. إن المبالغ البسيطة التى تحصلها الجامعة من الأساتذة المعارين لإنشاء المعامل او تجديدها يمكن ان تسهم فى تطوير البحث العلمى خاصة ان رجال الأعمال رفضوا المساهمة فى هذه العمليات ونسى هؤلاء ان جامعة القاهرة كلها أنشأتها بمالها الخاص الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل..ولا يعقل ان معامل كلية علوم القاهرة لم تجدد منذ عهد الملك فؤاد حين يكون عدد الأساتذة المعارين من جامعة القاهرة وحدها ستة آلاف استاذ فلنا ان نتصور هذا العدد فى كل جامعات مصر لكى ندرك الأسباب التى وصلت بالتعليم فى مصر الى هذا المستوى من الانهيار لاشك ان هذا الهروب الدامى من الجامعات المصرية للعمل فى الخارج حرم مصر من أبرز وأهم عقولها حتى وصلت القضية الى تجريف العقل المصرى والثقافة المصرية وكان رحيل اساتذة الجامعات من أخطر الظواهر فى السنوات الماضية. القضية على درجة كبيرة من الحساسية لأننا نتحدث عن عقل مصر المهاجر وكيف نفتح له الأبواب لكى يعود مرة أخرى . [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة