أكد ألكسندر جمال رضوان النائب بالبرلمان الألمانى «بوندستاج» أن مصر فى حاجة للكثير من الشركات والمشروعات الصغيرة لتحقيق النجاح، وذلك رغم الأهداف المتعلقة بدعم الشركات والصناعات الكبري. وطالب - فى تصريحات ل «الأهرام» - بإحراز المزيد من التقدم فى العلاقات بين برلينوالقاهرة، مؤكدا أن بلاده تسعى للمزيد من المناقشات الثنائية لايجاد سبل لدعم مصر فى طريقها نحو المستقبل. جاء ذلك عقب لقاءات عقدها رضوان مع وزير التعليم، ومسئولين بوزارتى التخطيط والزراعة، فضلا عن البنك المركزي. كما اجتمع ببعض أعضاء البرلمان الجديد، وعدد من رجال الأعمال. وأكد النائب الألمانى أن البلدين قد اتخذا الخطوات الأولى على مسار العلاقات الثنائية، خاصة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا، وما تلاها من زيارات متبادلة. وأشار إلى زيارة وزير التعاون الاقتصادى الألمانى جيرد موللر إلى القاهرة فى ديسمبر الماضي، وقراره بزيادة الأموال التى ستخصصها ألمانيا لمجال التدريب المهنى فى مصر، مشددا على أهمية تحقيق تقدم أكبر فى هذا المجال. وعبر عن قناعته بأن الأولويات الثلاث الأولى بالنسبة لمصر تنحصر فى التعليم. وأشار إلى أهمية العمل لبناء المستقبل للأجيال الجديدة، محذرا من إهدار الوقت. وألمح إلى أن هناك على الأقل 1٫5 مليون طفل مصرى يولد كل عام. وأوضح أن المجال الصناعى متسع أيضا أمام التعاون الثنائي، فضلا عن السياحة. وفى المجال الزراعي، قال إن الأمر لم يعد يتعلق بعملية الزرع والحصاد فقط، وانما بالانتاج والتصنيع الغذائى ليكون صالحا للتصدير. وأعرب رضوان عن سعادته بوجود قدر من اللامركزية فى مصر، وأن المحافظات لديها قدرة أكبر للتنمية. وأضاف أن ذلك يعد منهجا جيدا، حيث إن وجود قدر من المنافسة بين المحافظات يحقق للبلاد تقدما جيدا. وضرب مثالا فى هذا الصدد بالأقاليم الألمانية. وحول الوضع الاقليمي، أكد النائب الألمانى ضرورة وجود اقتراب دولى إزاء الوضع فى ليبيا، وقال إن المجتمع الدولى بكامله لابد أن يحارب الإرهاب. وأشار إلى أهمية أن تكون دول المنطقة مثل مصر والسعودية جزءا من هذه المقاربة الدولية. وحول أزمة اللاجئين السوريين، قال إن الرؤية الألمانية تتمثل فى منح المساعدة للخائفين على حياتهم أو القادمين من الحرب. وقال إنه لابد من خفض الأعداد لأن الكثيرين جاءوا من بلاد لا حرب فيها وانما بحثا عن حياة أفضل. وأكد أنه ليس كل من يريد حياة أفضل يمكنه المجىء لألمانيا أو أوروبا. وصرح بأن ألمانيا ستنظر فى اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، فمن يحتاج المساعدة سيحصل عليها ومن لا يحتاجها سيكون عليه العودة من حيث أتي. وقال إن هناك سبيلين بعد ذلك: بدء المساعدة لدمج اللاجئين فى المجتمع الألماني. أما الشباب السورى المعافي، فيجب أن يساعدوا بلادهم لإعادة بنائها مرة أخرى إذا تم تحقيق السلام وأصبح من الممكن العيش مجددا فى سوريا. وردا على سؤال حول وجود عقبات أمام الاندماج، أكد أن الأمر لن يكون سهلا بالطبع. لكنه أكد أن الاندماج ممكن، مستشهدا بتجربته الشخصية بالإشارة إلى أن والده مصري. واستبعد ألكسندر رضوان تغيير قواعد الشنجن مؤكدا أن بلاده لديها مصلحة فى استمرار هذا النظام. لكنه أضاف أن هناك شرطا أول لذلك: أن تكون حدود أوروبا الخارجية آمنة. وحول التصريحات السلبية التى عادة ما تخرج من البرلمان الأوروبى حول الوضع فى مصر دون الاعتراف بالتحديات التى يواجهها المصريون، أوضح ألكسندر- الذى كان عضوا بالبرلمان الأوروبى لنحو عقد - أن كل عضو فى البرلمان لديه الحق فى التعبير عما يعتقده، والإعلام يختار ما يكتبه حيث إنه لايمكن السيطرة على ما ينقله الاعلام. وأضاف أن هناك بالفعل أصواتا تنتقد أمورا تتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان، لكنه أشار إلى تفضيله المنهج البراجماتى دون التخلى عن فكرة الديمقراطية وحقوق الانسان. وأكد فى هذا الصدد أهمية استقرار الدولة وكيفية تحقيق ذلك. وأضاف أن المنهج فى مصر الآن أكثر استقرارا، وأنه يجب الآن القيام بالخطوات التالية. وحول وضع الاخوان فى أوروبا، أوضح النائب الألمانى أن السؤال فى بلاده يدور عمن هو الإرهابي؟ وقال إن الإرهابيين لابد من محاربتهم أما المتعاطفين تجاههم فيجب بدء حوار معهم. وأشار إلى أن هذه المشكلة ليست فى أوروبا فقط وانما فى العالم كله. وطالب الدول الاسلامية ودول المنطقة بالبدء فى شرح الدين الإسلامى وروبا، مشيرا إلى أن الكثير من الألمان والأوروبيين صاروا يخافون من الاسلام بسبب من يقتلون الناس باسم الدين. وعبر ألكسندر عن حبه لمصر حيث إنها بلد والده وجذوره تمتد إليها.