تسلمت هولندا رئاسة الاتحاد الأوروبى مطلع العام الجديد فى وقت يواجه فيه الاتحاد اختبارا عسيرا حول بقائه. حماس كبير بدا من تصريحات المسئولين الهولنديين إزاء ما يمكن انجازه. وفى حوار ل «الأهرام» مع سفير هولندابالقاهرة جيرارد ستيخس، أكد أن هناك 4 أولويات لرئاسة بلاده للاتحاد تتمثل فى الوصول لمنهج متكامل حول الهجرة والأمن الدولي، واتاحة الطريق لتأسيس أوروبا مرة أخرى كمحرك للاقتصاد العالمي، وأمام تطوير الاتحاد المالى وتقوية الهياكل المالية، والعمل بكد من أجل استدامة السياسات الاوروبية فيما يتصل بمؤتمر باريس حول المناخ. وفيما يلى نص الحوار: ما الجهود المتوقعة على مسار العلاقات الثنائية خلال العام ؟ علاقاتنا الثنائية قديمة وصلبة للغاية، لدينا مجالات تعاون عديدة منذ زمن بعيد. وفى مجال المياه بشكل خاص، هناك برنامج تنمية والآن لدينا شراكة أكبر. نحن قدمنا المساعدة وعملنا مع مصر فى مجال تطهير شبكات المياه، وحماية السواحل، والاستخدام الأمثل للمياه فى الزراعة. والآن نبذل جهودا لمساعدة مصر فى مشروع المليون ونصف المليون فدان. أيضا نعمل على أسس استشارية مع هيئة قناة السويس لتقديم ما يمكن فيما يتعلق بتنمية منطقة القناة. لذا نحن شركاء مع مصر بطرق عدة ونسعى للاطمئنان على نجاح مصر فى المرحلة الانتقالية الصعبة، نحو دولة حديثة وقوية. وخلال فبراير المقبل، ستجرى مشاورات بين وزارتى الخارجية للبلدين، فى هولندا. نحن لدينا علاقات مزدهرة للغاية، ونأمل خلال النصف الثانى من العام فى حضور وفد تجارى هولندى إلى مصر لبحث الفرص التجارية بين البلدين. مع تقلد هولندا الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبى فى فترة تشهد إعادة تنشيط العلاقات الأوروبية المصرية، كيف يمكن دفع هذه العلاقات إلى الأمام؟ تحديث سياسة الجوار الأوروبى أمر مهم للغاية، وهى من أدوات المفوضية الأوروبية . وهولندا كرئيس للاتحاد الأوروبي تود فى دفع الأجندة الأوروبية والتعاون مع مصر فى مجالى الهجرة ومكافحة الإرهاب، خاصة أن هولندا ستترأس الاجتماعات الوزارية وجلسات المناقشات الفنية. قضية الهجرة تحتل الآن أولوية داخل الاتحاد الأوروبي، وهناك بعض الدعوات لتعديل القانون الدولى حول حق اللجوء بما يعنى أن المهاجرين السوريين فى تركيا لن يكون من حقهم السعى للجوء إلى أوروبا، كيف ترى هولندا التعامل مع هذه القضية؟ هولندا كرئيس للاتحاد الأوروبي، تحاول ألا تصدر آراء قبل التوصل إلى اتفاق. ونود التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء على كيفية التعامل مع هذه الأمور. لابد فى الوقت الراهن من إدارة عملية صنع القرار بطريقة نعرف من خلالها ما سنفعله. لقد جرت مفاوضات كثيرة مع تركيا لإقامة منشآت فى تركيا للاجئين. ما نحاول فعله هو إدارة تدفق اللاجئين بطريقة تجعل كل دول الاتحاد الأوروبى فى ارتياح حول التحرك بصدد هذا الأمر. القادمون من الشرق الأوسط إلى مطارات أوروبا صاروا يشعرون بحساسية فى التعامل مع تأشيرات «الشنجن»، كيف ترون مستقبل هذا النظام؟ - فى الوقت الراهن لا توجد هناك تغييرات متوقعة فى نظام الشنجن. لاتوجد اقتراحات على الطاولة لتغيير قواعد الشنجن، ولكن سيتم تطبيقها بشكل أكثر صرامة. على سبيل المثال، سيكون عليك تحديد الدولة الوجهة الأولي، إذا حصلت على تأشيرة الشنجن من سفارة هولندا فعليك دخول هولندا أولا، لا توجد مشكلة أن تتوجه بعد ذلك إلى فرنسا أو ألمانيا مثلا. لكن إذا كنت ذاهبا إلى ألمانيا، فليس من المفترض أن تحصل على التأشيرة من سفارة هولندا. فى بعض الحالات فى الماضى وفى بعض البلدان، ذلك لم يكن حقا مشكلة. السلطات فى برلين كانت تسمح بالدخول بتأشيرة من سفارة هولندا. الآن إذا حصلت على التأشيرة من سفارة ألمانيا ووصلت أمستردام فسيسألونك فى المطار عن سبب حصولك على التأشيرة من سفارة ألمانيا. هذا النوع من الأسئلة سيكون أكثر وضوحا، لكن نظام الشنجن سيستمر تطبيقه. وفيما يتصل بالحدود بين الدول؛ بين السويد والدنمارك مثلا، فهناك تفتيش متزايد فيما يتصل بالانتقالات الشخصية. داخل الشنجن، هناك إمكانية بوجود صرامة أكبر فى التحقق من عدم سوء استغلال التأشيرة. هناك تحديات تواجه دمج اللاجئين بعد أن استقبلت القارة عددا كبيرا منهم، من أبرزها تصاعد «الاسلاموفوبيا» وبخاصة بعد هجمات باريس..ما رأيكم؟ لا أحب استخدام كلمة «اسلاموفوبيا» فى هذه الحالة. أعتقد أن غالبية الناس فى أوروبا ليسوا ممن ينطبق عليهم هذا الوصف. هناك بالطبع شعبويون يحاولون إثارة مشاعر سلبية حول الاسلام. أعتقد أيضا أنه من الواضح للغاية فى دول أوروبية عديدة أن اللاجئين السوريين كان مرحبا بهم. فقد تم منحهم السكن وما يحتاجونه. فى هولندا كانت هناك متاجر الترحيب حيث يمكنهم الحصول على عجلات للأطفال وملابس ثقيلة. أعتقد أنه مع كل الأمور السلبية التى نقلها الإعلام لايجب أن ننسى أن الغالبية العظمى من السكان فى كل الدول الأوروبية تقريبا يحاولون التواصل مع اللاجئين والتطوع لمساعدتهم لايجاد طريق لهم فى البلد الجديد. بالفعل هناك ناس خائفون، ومهمتنا كحكومات الدول الأوروبية الشرح لشعوبنا من أين جاء هؤلاء اللاجئون وما عانوه، وكيف هى مسئولياتنا لمساعدة هؤلاء الناس، بعض الناس قد يكونون مستعدين لتفهم ذلك والآخرون يقاومون. نحن سنحاول وسنكون مواطنين مسئولين. وما سنحاول فعله كرئيس للاتحاد الأوروبى هو التأكد من أن كل الدول الأوروبية تتشارك فى العمل الاضافى المطلوب للتعامل مع أزمة اللاجئين. ما مجالات التعاون بين القاهرةوأمستردام فى مجال مكافحة الإرهاب؟ أعتقد أننا شركاء بالفعل لمصر فى الحرب ضد الإرهاب، كلانا يعانى الهجمات والعنف والتهديد. ما نقوله دائما إن هناك حاجة لحوار حول التوازن بين مكافحة الإرهاب والحقوق المدنية للمواطنين. وهذا التوازن صعب فى أوروبا ومصر. قد يكون ضروريا بعض الوقت إجراء حلول وسط. ولكن فى حربنا ضد الإرهاب يجب ألا ننسى أنه يجب أيضا حماية حقوق الناس التى نحن من أجلها هنا. نحن شركاء أقوياء ضد من يريدون القتل لأجندات دينية أو سياسية. نحن جزء من التحالف ضد داعش فى العراق، وهناك الكثير من المناقشات الجارية فى هولندا الآن حول ما إذا كان يجب الانضمام أيضا للقتال ضد داعش فى سوريا، ولكن هذا لم يقرر بعد. نحن نقف كتفا بكتف مع مصر فى الحرب ضد داعش، نحن نتقاسم القلق الذى لدى مصر أيضا حول تمدد داعش فى ليبيا وأعلم أنه مصدر قلق كبير لمصر.