بعد إعلان الحكومة أمس الأول، انتهاءها من برنامجها تمهيدا لعرضه على مجلس النواب، يأمل الشعب المصرى أن يأتى هذا البرنامج ملبيا لطموحاته، خاصة بعد ثورتيه العظيمتين فى الخامس من يناير 2011 والثلاثين من يونيو 2013، وبعد استكمال خريطة المستقبل التى رسمها الشعب لمستقبله، بانتخاب البرلمان الجديد، الذى يعلق المصريون عليه آمالا كبيرة. لذلك يتمنى المواطن ألا يكون برنامج الحكومة الجديد كبرامج الحكومات السابقة، مجرد عناوين وشعارات جوفاء ووعود براقة من المسئولين سرعان ما يتم نسيانها، وإنما يريدها بنودا محددة قابلة للتنفيذ ومصحوبة بالجداول الزمنية وآليات التنفيذ للبدء والانتهاء من المشروعات والمخططات فى أوقاتها المحددة، وذلك حتى لا نقع فى أخطاء الماضى ونكرر سياسات الترقيع والمسكنات الوقتية التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، والتى تسببت فى ترحيل المشكلات ومن ثم تراكمها وتضخمها. يريد المواطن أفعالا لا أقوالا، يريد أن يرى كلام الحكومة واقعا متجسدا على الأرض، فى مشروعات تمس جوانب حياته اليومية فى خدمة ترتقى به وبمستوى معيشته، فى مستشفى يلتمس لديه الشفاء. ويجد العلاج المناسب بدون واسطة أو محسوبية، فى مدرسة أو جامعة يعلم فيها أبناءه تعليما راقيا متقدما، ينمى قدراته وذكاءه، لا يعتمد على الحفظ والتلقين، إنما يعتمد على التجربة والملاحظة، يريد أن يرى برنامج الحكومة فى طريق ممهد يضمن له السير بأمان وسلامة ويقيه شر الحوادث اليومية التى تحصد الآلاف من الأرواح سنويا، حتى أصبحنا فى مقدمة الدول فى معدلاتها وفى عدد ما تحصده من أرواح وما ينتج عنها من مصابين. يريد محدود الدخل أن يسمع صدى آلامه وأوجاعه فى قلب البرنامج، وأن يكون الصعيد وسيناء والمناطق النائية والفقيرة والمهمشة على رأس أولوياته، يريد أن يرى عائد المشروعات القومية منعكسا فى مستوى الخدمات المقدمة إليه، يريد طفرة تنموية تسهم فى تحسين اقتصاد بلاده والنهوض بها، يريد أن يجد كل شاب فرصة عمل مناسبة لمستوى تعليمه ومؤهلاته، كما يريد أن يرى العدالة الاجتماعية واقعا متجسدا فى ربوع الوطن، الأمر الذى يسهم فى شعوره بالقناعة والرضا، ويدفعه للعمل والإنتاج. لمزيد من مقالات رأى الاهرام