في مواجهة حاسمة لأحداث العنف التي شهدها ميدان العباسية والشوارع المؤدية إليه أمس, والتي أسفرت عن إصابة نحو150 شخصا, قرر المجلس الأعلي للقوات المسلحة فرض حظر التجوال في ميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع والطرق المؤدية إليها. , بدءا من الساعة الحادية عشرة مساء أمس الجمعة وحتي السابعة صباح اليوم السبت. وأهاب المجلس العسكري بجميع المواطنين في بيان له مساء أمس الالتزام التام بقرار الحظر, مؤكدا أن القوات المسلحة ستتصدي بكل حزم وحسم لكل من يحاول مخالفة ذلك. كان مصدر عسكري أعلن أنه تم إلقاء القبض علي170 متهما حاولوا اقتحام وزارة الدفاع وأحدثوا إصابات بعسكريين في أثناء تأديتهم مهامهم, وأضاف المصدر أنه يجري التحقيق حاليا مع المقبوض عليهم من قبل النيابة العسكرية. وقد توقفت الحركة في عدد من محطات مترو الأنفاق, هي غمرة والدمرداش ومنشية الصدر بسبب الأحداث. كانت اشتباكات عنيفة قد وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن والشرطة العسكرية أمام وزارة الدفاع بالعباسية, أسفرت عن إصابة نحو150 بينما ساد الهدوء أمس ميدان التحرير الذي شهد مظاهرة حملت شعار حماية الثورة وحقن الدماء. وفي نهاية يوم مشحون بالتوتر والمحاولات المتكررة من جانب المتظاهرين للوصول إلي مقر وزارة الدفاع, تمكنت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي من فض المتظاهرين بالشارع المؤدي إلي مقر الوزارة, ومن إحراق خيام المعتصمين وإزالتها, بعد قيام بعضهم باستخدام الأسلحة النارية تجاه قوات الجيش. وفور بدء عملية فض الاعتصام في نحو الخامسة بعد ظهر أمس, لاذ المعتصمون بالفرار إلي ميدان العباسية في المنطقة المحيطة بمسجد النور, وتسبب ذلك في تدافعهم مما أدي إلي زيادة عدد الإصابات وبعدها انسحبت قوات الشرطة نهائيا من الميدان. وأكد مصدر عسكري أن قوات الشرطة التي تقوم بتأمين مقر وزارة الدفاع التزمت بضبط النفس إلي أقصي درجة رغم استفزازات وتحرشات المعتصمين, الذين قام بعضهم بمحاولة تخطي الحواجز الشائكة في محاولة للوصول إلي مقر الوزارة وقاموا بإلقاء الحجارة والزجاج علي رجال الشرطة العسكرية مما أدي إلي حدوث إصابات بين عدد من أفراد الشرطة العسكرية. وأضاف أن الشرطة اضطرت لاستخدام المياه لتفريقهم. وقد تمكنت قوات الدفاع المدني من السيطرة علي حريق أشعله مجهولون بالقرب من مبني مرور الوايلي بالعباسية قبل امتداده إلي المبني. وفي ميدان التحرير, أعلن الآلاف احتجاجهم علي إراقة دماء المصريين, وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية خلال المرحلة الانتقالية.