تأخرت دعوة الرئيس محمود عباس لكل العرب والمسلمين ليزوروا القدس ويعمروا مساجدها وكنائسها ويسرجونها بالزيت اقتداء بدعوة الرسول.. وأخذواً بفقه الواقع واصدروا فتاوي تحريم زيارة بيت المقدس وقاموا بلعن علي جمعة مفتي الديار الذي قام بالزيارة رغم انه وضح انه حاصل علي تأشيرة دخول من الأردن وليس من الجانب الأسرائيلي. لقد دعا الرئيس عباس جميع المسلمين لزيارة القدس ليس من أجل تطبيع العلاقة مع اسرائيل، وليس من أجل جني أرباح ما للسلطة الوطنية، بل جاءت لعدة أسباب ومن أهمها لتعزيز الوجود العربي الاسلامي فيها من خلال القيام بزيارات لها, حاجة القدس للدعم المعنوي والأقتصادي من خلال زيارة الأفواج السياحية للمقدسات والأهم ان التواجد المستمر للمسلمين في داخل الحرم وبشكل متواصل يوفر له حماية كبيرة..وبالتالي إذا كانت بعض الدول العربية لا تريد دعم القدس مالياً، فالأقل تسمح لمواطنيها بزيارة القدس، ومن خلال تواجدهم توفر الدعم المعنوي لأبنائها. وبالتالي نجد أن دعوة الرئيس عباس لم تكن من أجل التطبيع، بل من أجل تعزيز صمود المدينة والوقوف الى جانب أبنائها.. يأتي ذلك في الوقت الذي يتعرض فيه القدس لعملية تهويد منظمة ودقيقة ومخططة بشكل جيد جدا...يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الحصار بل ويتم تهديده دائما بالنفي أو بالسجن أو بقطع المعونات ...يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيين من اجل الحصول علي قوت يومهم. لماذا لا تنهض شعوب الأمة العربية والأسلاميه لتحج الى القدس بالملايين ؟... لماذا لا يشتبك مسلمو ماليزيا والهند والصين وروسيا وتركيا وكافة مسلمي وعرب العالم مع الاحتلال ويكسرون حلقاته؟...لماذا نصر علي عزل القدس؟....لماذا نصر علي ان يغيب المعتمرين والزوار عن زيارة المسجد الأقصي؟. ألم يقل الرسول انه لا تشد الرحال الا لثلاثة منها المسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين. أليست القدس للعرب والمسلمين؟ فما واجبهم تجاهها؟ وهل منع الفلسطينيين تحريرها بالقوة ليرد عليهم بتحريم زيارتهم بالسلم؟... لماذا نقوم بخلط السياسة بالفتاوي الدينية؟. الجانب الإسرائيلي يحاول جاهداً تحويل القدس الى مدينة محتكرة دينياً لليهود فيما يضع العراقيل أمام رجال الدين والمؤسسات الإسلامية والمسيحية ومن هنا فإن محاولات التهويد للقدس يجب مجابهتها بخطة متعددة الأشكال والأطراف تهدف من ناحية الى منع أو حصر الاحتكار اليهودي وفي نفس الوقت تعمل على الأرض في القدس لتعزيز أهمية القدس إسلامياً ومسيحياً. وفي هذا المجال، لا ينفع اختصار ذلك في مؤتمرات تعقد في الخارج بل المطلوب حركة فكرية دينية ثقافية تعددية تضع حداً لتلك المحاولات الإسرائيلية. وفي ظل غياب الحسم العسكري وانتصار التحرك السياسي يبقى العنصر الشعبي محكاً هاماً وفعالاً في الصراع حول القدس وهويتها القومية... فزيارة السجين ليست بأية حال اعترافاً بالسجان او دعماً له. إن الصراع حول القدس هو صراع وجود وبقاء ويجب ألا يتم فقدان هذه البوصلة في خضم المزايدات والتي لا تأخذ بعين الاعتبار رغبات سكان القدس الفلسطينيين. إن القدس هي عاصمة بلاد الشام وفلسطين المباركة المقدسة وبها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهى عقر دار الإسلام وبها وحولها وإليها طائفة الحق المنصورة يوم القيامة. الذي يريد دعم القدس والأقصى وأهله عليه أن يثقف الناس ثقافة مقاومة وأن يحمي المقاومة و يدعمها، وأن يستثمر في القدس عن طريق أهل القدس، وأن يشجع أهلها للبقاء فيها، وأن يحميهم، وأن لا يسمح لنفسه بالتفكير في تقاسم القدس، وأن لا يفكر في قدس شرقية ولا غربية، بل هي قدس واحدة وأرض واحدة وشعب واحد. واختتم بحديث لرسولنا الكريم علية افضل الصلاة والسلام: ""ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا"". [email protected] المزيد من مقالات رانيا حفنى