مع اقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة6 مايو المقبل يخشي المرشحان المتنافسان علي طريق الاليزيه. المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومرشح الاشتراكيين فرانسوا اولاند من ارتفاع نسبة مقاطعة التصويت وبصفة خاصة من صفوف الشباب..لامر الذي سيلقي بظلاله من وجهة نظرهما علي حظوظهما بالفوز...وحسب ما يتوقع المراقبون ان نسبة المقاطعة او التصويت الابيض في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية غير مستبعدة نظرا للامتناع المزمع لشريحة عريضة من المؤيدين للجبهة الوطنية المتطرفة فضلا عن النسبة الاصلية التي تغيبت عن الجولة الاولي وقوامها مايفوق20% من تعداد المسجلين علي قوائم الانتخابات ال5,44مليون ناخب. ومما لاشك فيه ان عدم المشاركة الجادة للشباب تبوأت اهتمام ومخاوف المرشحين لسباق الاليزيه.وأكدته استطلاعات مراكز الرأي وأظهرته أخر دراسة قام بها معهدإيفوب قبيل الانتخابات اذ تبين أن59% من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين18 و22 عاما لم يختاروا بعد المرشح الذي سيصوتون له. ويذكر ان تردد الشباب قد جاء لظروف مختلفة ضمنها ان الحملة الانتخابية أفقدتهم الحماس لخواء برامج المرشحين من حلول لمشاكلهم وأهمها: ضبابية المستقبل,تعثر الحصول علي فرص عمل,فضلا عن مشاكل التعليم وغلاء المعيشة وعدم قدرتهم علي الشراء. وقد سبق لفرانسوا كروس المسئول بقسم الآراء الاستراتيجية في معهد إيفوب السالف ذكره الاشارة الي أن فئة الشباب لا تهتم كثيرا بالانتخابات وهي تغير خياراتها الانتخابية بسرعة. الا ان بعض الأبحاث قد اشارت الي ان الشباب الفرنسي يفتقد الي الدراية الكاملة والتفاعل مع قضية الانتخابات الرئاسية مؤكدة أن31% من الشبان قد سبق لهم وامتنعوا عن التصويت في الانتخابات الرئاسية المنصرمة في.2007 ولما انتبهت بعض الجمعيات الفرنسية الي تداعيات عدم تفعيل الشباب في الحياة السياسية وتخاذلهم في المشاركة لاختيار من يمثلهم بقصر الاليزيه.ذهبت لإقناعهم بتنظيم حملات إعلامية لتوعيتهم.وفي هذا السياق اشارت اراء شريحة من الشباب إلي أن عدم اهتمامهم بالانتخابات الرئاسية نتاج شعورهم بأن المرشحين لا يهتمون بالمشاكل التي تعنيهم مثل البطالة وانخفاض القدرة الشرائية أو السكن الجامعي.ورأي البعض الاخر ان المرشحين في سباق الاليزيه يبيعون الأحلام فمثلا جان لوك ميلنشون اقترح رفع الحد الأدني للأجور إلي1700 يورو ونيكولا ساركوزي اقترح إجازة الحصول علي رخصة قيادة اثناء الدراسة في المرحلة الثانوية. في حين يري البعض الاخر أن فرانسوا اولاند هو المرشح الوحيد الذي عبر عن رغبة في مكافحة البطالة ووضع الشباب والتعليم في قلب برنامجه الرئاسي. لذلك جاءت النتيجة السالفة للجولة الاولي من السباق وحسب ايفوب للاستطلاع لتشير الي ان28% من الشباب المسجلين علي قوائم الانتخابات من الشريحة التي تقل اعمارهم عن35 عاما قد صوتوا للمرشح الاشتراكي فرانسوا اولاند في حين صوت21% من بينهم لنيكولا ساركوزي وحازت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن المحسوبة علي اليمين المتطرف ب20% من أصواتهم بينما امتنعت النسبة المتبقية عن التصويت. والملفت ان شريحة لا بأس بها من الفرنسيين ذو الاصول العربية قد صوتوا لابنة لوبن التي حلت علي رئاسة حزب الجبهة الوطنية المتطرفة خلفا لوالدها بعد تقاعده.وسجلت هذه النسبة15% من مجمل الجالية المسلمة العربية البالغ تعددها التقريبي المقدر بستة ملايين مسلم نظرا لعدم جواز التعداد بفرنسا علي اصل الدين ذلك تماشيا مع اصول العلمانية المأخوذ بها في البلاد وبرر المصوتون للوبن ان العرب والسود قد أساءوا الي سمعتهم واصفين اياهم بالحثالة. وعلي نفس الصعيد قد سبق ل سيلفان كربون وهو احد المتخصصين في شئون الجبهة الوطنية المحسوبة علي اليمين المتطرف أن اشار الي ان مارين لوبن استطاعت هي أيضا استقطاب فئات من الشبان خاصة الذين لا يحملون شهادات دراسية عليا.وفي غضون ذلك مازالت التنبوءات تشير الي ان مرشح الاشتراكيين فرنسوا اولاند هو الافر حظا علي طريق الاليزيه.2012