سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من علماء الدين إلى رجال الشرطة فى عيدهم: شهداؤكم فى الجنة.. والعيون الساهرة لا تمسها النار حماة الوطن أجدر بالتكريم والاحتفاء بهم إعلاء لقيمة الأمن والأمان
«عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ»، هذا هو وعد الله تبارك وتعالى وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، لمن يسهرون على أمننا وأماننا، وينظمون حياتنا وحركة سيرنا فى الشوارع والميادين .. ومن يقفون صامدين فى الحر الشديد وفى البرد الشديد، فى الصحاري، وعلى الحدود.. يقاومون الإرهاب بكل أشكاله، ويتسابق كثير منهم للذهاب إلى أرض الخطر لدحر الإرهاب، وهم سعداء بذلك لأنهم يقومون بواجب وطنى عظيم. إنهم رجال الشرطة البواسل، الذين يقدمون أرواحهم رخيصة فداء للوطن.. والذى يأتى الاحتفال بعيدهم هذا العام وسط جراح وآلام، فبين أسر فقدت عائلها، وأبناء تيتموا ونساء ترملت، وأمهات اعتصر الحزن قلوبهن على فلذات أكبادهن.. ناهيك عمن أصيبوا، أو أعيقت حركتهم أو بتر أحد أعضائهم، جراء بسالتهم وشجاعتهم فى القيام بواجبهم الدينى والوطنى فى حراسة أوطانهم وبنى أوطانهم، والتصدى لقوى الشر والخارجين على القانون. وفى الحرب الدائرة ضد الإرهاب فى سيناء يقدم رجال القوات المسلحة والشرطة معا تضحيات بالروح من أجل أن تبقى مصر دولة آمنة مستقرة لا مكان فيها للإرهابيين القتلة. إنه شرف الجندية فى الإسلام الذى لا يدانيه شرف، ولكنه عند المصريين تحقيق لنبوءة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بأنهم خير أجناد الأرض صبرا ومثابرة ورباطا ومرابطة ونظاما وتدريبا وقوة واحتمالا. وفى عيد الشرطة وجه علماء الدين رسائل إلى أبناء مصر البررة المرابطين على ثغورها فى كل مكان والمدافعين عن الأرض والعرض والأمن والأمان. مؤكدين أن من أشرف الأعمال على وجه الأرض الدفاع عن البلاد والعباد ضد الاعتداءات الخارجية لحماية الأرض والعرض وهو يعد من الجهاد فى سبيل الله، والمقتول حينئذ شهيد، كما أن المقتول من المعتدين فى النار وبئس القرار. ويقول الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الأمن نعمة كبرى من الله عز وجل، وقد بشر الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم الأمن فى الدنيا والآخرة، فقال.. الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون، فالله عز وجل جعل الأمن جائزة للمؤمنين الموحدين به، فالأمن شعار الإسلام وقانونه الذى لا يلين، وحديدته التى يجب ألا تتعرض لنار أبدا، فالأمة الآمنة تنتج وتتقدم وتؤدى رسالة الله من الخلق وهى إعمار الكون، قال تعالى «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها»، فبدون الأمن لا يكون الإعمار وبدون الأمن لا يمكن لأى أمة أن تنتج أو تنهض أو تكون ذات حضارة ومما تميز به ديننا الحنيف أنه دين الأمن والهدوء والاستقرار والسكينة. ويوضح مهنا أن رجالات مصر من الجيش والشرطة الساهرين على حماية هذا البلد من خير جنود وجيوش العالم، تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذى بين أن جند مصر هم خير أجناد الأرض، وليس المقصود بالجند هنا رجال الجيش أو الشرطة وحدهم بل كليهما معا فكلاهما يسهر على حماية هذا الوطن وأبنائه سواء بالداخل أو بالخارج. حماة الوطن أجدر بالاحتفاء وأشار مهنا إلى أن الاحتفاء بالشرطة فى يوم بالعام أو ما يسمى بعيد الشرطة ليس مزايدة لفريق أو مجاملة لأحد، ولكنه جزء من حق هذا الفصيل من المجتمع على المجتمع ككل إعلاء لقيمة الأمن والأمان التى لا تتحقق بدون هؤلاء، فحماة البلاد أجدر بالتكريم والاحتفاء، كل يوم وليس يوما واحدا فى العام، والاحتفاء والتكريم الحقيقى يكون فى صدورنا بأن ندعو لهم ولولى الأمر بالتوفيق والسداد، تحقيقا لقول الحسن البصرى رحمه الله «لو أن لى دعوة مستجابة لادخرتها للحاكم». فإذا وفق الحاكم وتحقق الأمن على يديه أمكن للأمة أن تنهض وتتقدم غيرها من الأمم. الواجب المقدس وعن منزلة العيون الساهرة يقول الدكتور ناصر محمود وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس، إن الإسلام أعلى من قدر ومكانة القائمين على توفير الأمن والأمان لإخوانهم، كالجيش والشرطة بأن النار لا تمسهما، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس فى سبيل الله»، لذا فيجب على كل فرد من أفراد الجيش والشرطة ان يعلموا أن ما يقومون به ليس مجرد مهنة أو عمل عادي، ولكنه مهمة مشرفة ذات قدر عند الله عز وجل، ومن ثم فإن ذلك يقتضى ممن قدر الله له الالتحاق بهذا العمل أن يتقى الله فى عمله وفيمن سخره الله لتحقيق الأمن والأمان لهم، دونما استغلال لنفوذ أو ظلم بسلطان، فالنفوذ والسلطان زائلان، ولا يبقى سوى العمل الصالح، وبقدر ما يتقى الإنسان ربه فى عمله ويقدمه خالصا لوجه الله بقدر ما يثيبه الله خيرا على هذا العمل فى الدنيا والآخرة. فعلى هؤلاء البواسل أن يجددوا النية دائما ويراقبوا الله فى جميع أعمالهم، فلا يدرى أحدهم إذا خرج لمهمة أيعود إلى بيته ثانية أم يلقى ربه شهيدا بإذن الله!. نعمة الأمن ونعمة الأمن والأمان من النعم الغالية التى يحتاجها الإنسان، فبدون أمن لا حياة ولا استقرار، ولعل هذا ما يبرز أهمية الحديث العظيم للنبى صلى الله عليه وسلم رغم بساطة ما جاء به «من بات آمنا فى سربه معافى فى بدنه لديه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».. فماذا لو افتقدنا نعمة الأمن.. لا نأمن على أنفسنا ولا على أموالنا، ولا على نسائنا، ولا أطفالنا.. ولعل الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد عقب ثورة يناير تؤكد أهمية هذه النعمة (نعمة الأمن)، وأهمية هؤلاء الرجال الذين سخرهم الله لتحقيقها. ويوضح الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق أن الشرطة والجيش هما صمام الأمان لهذا البلد، فوق أنهم حراس الوطن، مشيرا إلى أن الشرطة المصرية لها تاريخ عظيم فى مقاومة المستعمر، وقدمت ولا تزال شهداء كثيرين تحقيقا للأمن والأمان الذى ينشده الجميع. هنيئا للشهداء وهؤلاء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وتحقيقا لأمن وسلامة أبنائه، هنيئا لكم بما قدمتم فى الدنيا وبما ينتظركم فى الآخرة، فالعين الساهرة على تحقيق الأمن لا تمسها النار، والنفس التى أُزهقت ذودا عن الوطن وجهادا فى سبيل الله هى فى الجنة بإذن الله ونحسب صاحبها من الشهداء فى الآخرة، فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول «من مات دون أرضه فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد، وهؤلاء يموتون فى سبيل كل ذلك، فلهم الحسني، وهنيئا أيضا لذوى هؤلاء الشهداء»، فالشهيد يشفع فى بعض أهله، والذين أصيبوا فى معارك الشرف والعزة والكرامة، لهم الأجر العظيم عند الله تعالي. ولو علم المصابون أجر ما ضحوا به عند الله تعالى لتمنوا أن لو ضحوا بسائر أجسادهم لقاء ما ينتظرهم من أجر ومثوبة. وعلى أسر الشهداء أن يتذكروا دائما قول الله تعالى و«لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ.