متي بدأت ظاهرة الاقفاص السمكية غير المرخصة.. ولماذا تركنا الظاهرة حتي إستفحلت وأصبحت تهدد حياة المواطنين؟ تساؤلات حائرة تطرح نفسها، بعد نفوق 81 طنا من أسماك السيلفر في محافظتي البحيرةوكفر الشيخ والجهود المبذولة من الأجهزة المحلية لانتشال كميات الأسماك النافقة من فرع النيل برشيد ودفنها في المدافن الصحية، وتشكيل لجان رؤساء المدن ، وممثلين من الإدارة الصحية والبيطرية وشئون البيئة والثروة السمكية بالتنسيق مع حماية الشواطئ، وتأكيدات اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ أن أصحاب الأقفاص السمكية غمروا الأقفاص خوفا من الإزالة، مما أدي إلي نفوق الأسماك وطفوها علي سطح النيل، وإلي ارتفاع نسبة الأمونيا والمواد العضوية بالمياه ، و موت أسماك البوري والبلطي بالنهر.. وفي السطور القادمة نحاول البحث عن إجابات. الدكتورة ابتسام عبد الغني رئيس قسم أمراض الأسماك بمعهد بحوث الحيوان تؤكد أن التقارير والجهات العلمية حذرت وطالبت بإزالة الأقفاص السمكية منذ ست سنوات، بعد تشكيل عشرات اللجان العلمية التي أثبتت أن الأقفاص السمكية ملوثة للبيئة وأن الأسماك الموجودة بها غير صالحة للاستهلاك الآدمي لما يوجد بها من زرنيخ ورصاص وتسربها إلي محطات المياه وتعرضها للتلوث لوجودها علي طول امتداد شاطئ النيل في مواجهة تلك الأقفاص. وتقول أن ظاهرة الأقفاص السمكية بدأت في عام 1986، حيث وافقت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية علي إقامة أقفاص فقط لتربية الأسماك في نهر النيل، إلا أنها أعدادها تزايدت أعدادها بشكل كبير وعشوائي حتي بلغت عشرين ألف قفص معظمها دون أي موافقة أو ترخيص من الجهات المعنية . وأشار الدكتور نشأت عبد المتعال أستاذ أمراض الأسماك المتفرغ، إلي أن الخطورة في انتشار الأقفاص السمكية أن أصحابها يستخدمون مخلفات مزارع الدواجن والمجازر ومخلفات الصرف الصحي وبعض أدوية الهرمونات كعلف للأسماك الموجودة داخل مجري نهر النيل وتصل إلي محطات مياه الشرب بهذه المناطق التي تغذي المدن والقري الواقعة علي مجري نهر النيل ، بالإضافة إلي استخدام العديد من الأدوية والهرمونات البيطرية والخاصة بالمزارع السمكية ووضعها في مياه نهر النيل داخل هذه الأقفاص ، لضمان نمو الأسماك وكبر حجمها بسرعة لتحقيق مكاسب كبيرة علي حساب تلوث مياه نهر النيل وبذلك نجد أن عمليات التلوث وصلت الأقفاص السمكية المخالفة التي لم تتوقف عن «تسميم» مياه النيل. ويؤكد الدكتور نشأت، أن أول مؤشرات أخطار المزارع السمكية ظهرت في منطقة مركز رشيد بالبحيرة، بعد أن طفت كميات من الأسماك الميتة بالنهر بسبب موت أسماك النهر والمزارع والتي فسرها الخبراء أنها نتيجة لنقص الأكسجين في الماء وامتنع الكثير من المواطنين عن شراء الأسماك بكافة أنواعها تخوفا من إصابتهم بالتسمم، وأنه أمكن أخيرا انتشال أكثر من عشرات الأطنان من الأسماك النافقة من النهر وإعدامها بالمدفن الصحي ، وتشديد الرقابة بالأسواق لمواجهة تسرب تلك الأسماك للمواطنين.