محلاها عيشة الفلاح التي تغني بها فنان الأجيال محمد عبد الوهاب في الزمن الجميل لم يعد لها وجود علي أرض الواقع بعد أن أصبح الفلاح يعاني الأمرين من ارتفاع تكاليف أسعار مستلزمات الانتاج الزراعي. ونقص مياه الري في بعض المناطق. والمأساة الحقيقية التي يعيشها في الوقت الحاضر هي تدني أسعار بعض المحاصيل الزراعية إلي أقصي حدودها الدنيا وعدم تحقيقها ماأنفقه عليها خلال موسم الزراعات الشتوية وبات لسان حاله يردد مااتعسها عيشة الفلاح الأمر الذي جعله يفكر في الإحجام عن زراعة هذه المحاصيل في المواسم المقبلة خاصة القطن الذي لايزال انتاج العام الماضي حبيس منازل ومخازن الفلاحين ولم يتم التصرف فيه حتي الآن ومما زاد من حجم المشكلة تدني أسعار المحاصيل الشتوية أيضا, وهو ماجعل الفلاح يهجر أرضه ويتجه لبيعها لينشد البعض عود باع أرضه. يقول المهندس محمد الصبحي مدير عام إحدي الشركات المتخصصة في انتاج وتسويق المحاصيل الزراعية: إن المشكلة التي تواجه الفلاح هي ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية مشيرا الي ان سعر طن الكيماوي المطلوب لتسميد الأرض الزراعية يبلغ3 آلاف جنيه في السوق الحر والجمعيات الزراعية لا تقوم باعطاء الفلاح احتياجاته كاملة من الأسمدة الكيماوية مما يضطره الي اللجوء للسوق السوداء للحصول منها علي باقي احتياجات أرضه. ويضيف فؤاد بركات البيبة: أن محصول القطن لايزال متواجدا في منازل الفلاحين وسعره1200جنيه حسب اعلان وزارة الزراعة ولم يقم المسئولون بشراء المحصول مما اضطر بعض الفلاحين الي بيعه بمبلغ900 جنيه للقنطار وفضل البعض الآخر تخزينه علي أمل ارتفاع أسعاره مثلما حدث منذ3 سنوات وأدي هذا الوضع إلي إحجام معظم الفلاحين عن زراعته في الموسم الجديد حيث لم يتم زراعة سوي17 ألف فدان بالدقهلية فقط حتي الآن رغم ان المستهدف زراعته50 ألف فدان هذا العام ورغم زراعه الدقهلية منه في العام الماضي868 ألف فدان. ويقول عطية وادي أحد كبار زراع البطاطس بالدقهلية: إن توقف تصدير البطاطس أدي الي تدني أسعارها في السوق المحلية حيث وصل سعر الطن الي نحو800 جنيه فقط رغم أن تكلفة زراعة الفدان تزيد علي12 ألف جنيه لافتا الي ارتفاع أسعار التقاوي المستوردة والعمالة الزراعية ومستلزمات الانتاج خاصة الأسمدة بالاضافة الي تكاليف مقاومة الأمراض( الندوة) مما أدي الي خسائر كبيرة لمعظم مزارعي البطاطس. ويضيف المهندس جمعة مصطفي: أن شون تسلم القمح كانت تفتح أبوابها في منتصف شهر أبريل من كل عام إلا أنها لم تفتح أبوابها حتي الآن لاستقبال الأقماح الجديدة رغم ان كثيرا من المزارعين قاموا بحصاد القمح ولا نعرف هل الحكومة جادة في تسلمه من الفلاح بالأسعار المعلنة سلفا وهي385 جنيها للأردب وهل وفرت الاعتمادات المطلوبة لذلك أم لا ؟ ويطالب عبد الخاق أحمد عبد الخالق عضو الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي علي مستوي الجمهورية ورئيس الجمعية المركزية للائتمان الزراعي بالدقهلية المسئولين بوزارة الزراعة بضرورة الاسراع بإنشاء صندوق لموازنة أسعار المحاصيل الزراعية تكون مهمته دعم الفلاح بجميع المحافظات في حالة تدني أسعار مختلف المحاصيل وذلك عن طريق تحصيل نسبة من ثمن بيع هذه المحاصيل في سنوات الانتاج الوفير وارتفاع الأسعار ولتكن20% علي سبيل المثال حيث مني الفلاح بخسائر كبيرة جراء زراعته محاصيل مثل القطن والأرز والخضر والفاكهة لافتا الي تدني أسعار البرتقال الي حدودها الدنيا أيضا.