حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة حول «دعوة الأنبياء والرسل للإصلاح فى ضوء القرآن الكريم»، وطالبت الوزارة الأئمة والخطباء فى جميع المساجد، بالالتزام بالخطبة الموحدة، وتوعية الناس بأثر الصلاح والإصلاح على الفرد والمجتمع. وقال الشيخ محمد عبدالرازق رئيس القطاع الدينى بالوزارة، إن محاور خطبة الجمعة تدور حول مفهوم الإصلاح والذى يعد إحدى القيم الإسلامية التى حث عليها ديننا الحنيف لتحقيق عمارة الكون، وبيان أنه مطلب شرعى يدور معناه حول إزالة أسباب الفساد والشقاق، والسعى للتقارب بين الناس حتى تستقيم أحوالهم فى الحياة، لأن الإصلاح هو الغاية المنشودة من العباد فى أعمالهم وأقوالهم، وبغيره لا يُقبَل العمل، وقد ورد لفظ الإصلاح بمشتقاته فى القرآن الكريم نحو مائة وسبعين مرة، وأن الإسلام يهدف إلى إصلاح الإنسان فى اعتقاده وسلوكه وعباداته ومعاملاته وسائر حياته. وأوضح أن القرآن الكريم ربط بين الإيمان بالله عز وجل والإصلاح فى مواضع متعددة، كما ربط القرآن بين التقوى والإصلاح فقال ( فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )، كما ربط أيضا بين التوبة والإصلاح فقال تعالى (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا)، وإذا تتبعنا أخبار الأنبياء والرسل مع أقوامهم، وجدنا أن رسالة كل الأنبياء واحدة، وهى إصلاح الكون من الفساد والمعاصي، ومن الأمراض التى تفشت فيهم، وجاء كل نبى ليصلح فسادا قد انتشر فى زمانه، فأرسلهم الله عز وجل إلى خلقه مبشرين ومنذرين بعقيدة وشريعة وأخلاق، تصلح النفوس وتجردها من دنس الشرك. من جانبهم أكد علماء الدين أن الدعوات المغرضة التى تظهر من وقت لآخر للتظاهر والتخريب، ما هى إلا حلقة ضمن حلقات تشويه سمعة مصر فى الخارج، للتأثير على السياحة وضرب الاقتصاد، وطالبوا بضرورة توعية المواطنين بخطورة مثل هذه الدعوات. وقال الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الحاقدين والمتطرفين الداعين إلى التظاهر يوم الخامس والعشرين من يناير، يستهدفون تهديد حالة الاستقرار، وأنه يجب علينا جميعا مواجهة هؤلاء المتهورين، والتصدى لهم وكشفهم أمام الشعب، كما يجب علينا توجيه أبنائنا وأصدقائنا وطلابنا وجيراننا بخطورة هذه المغامرات، لأن هذا واجب ديني، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»، وهذا الحديث يوجب على كل مسلم أن يكون ايجابيا، طالما كان قادرا على دفع المنكر، ويتمثل المنكر هنا فيما يصاحب هذه المغامرات من فوضى وتشابك، مما يؤدى إلى إزهاق أرواح كثيرة، ويجب علينا التصدى لهؤلاء وتوجيه الناس بخطورة أفعالهم. وفى سياق متصل وجه الدكتور علوى أمين الأستاذ بجامعة الأزهر، رسالة للشباب وطالبهم بضرورة البعد عن هذه الممارسات التى تؤثر فى استقرار الوطن، والبعد عن كل المظاهر السلبية التى تعطل مصالح الناس، وتشجيع العمل والإنتاج. وأضاف، إن حب الأوطان من العقيدة، كما أن إصلاح النفس مطلب شرعى وواجب ديني، خاصة فى هذه الأيام، ولذلك لابد أن تقوم كل المؤسسات الثقافية والإعلامية بدورها فى توعية الشباب، لأن هناك مخاطر كثيرة تحيط بالوطن، وطالب وسائل الإعلام باستضافة العلماء المتخصصين، لتوعية الشباب بكل هذه المخاطر، والتركيز على حقوق الأوطان ومكانتها فى الإسلام .