التقارب الكبير الذى شهدته العلاقات المصرية الصينية دفع المركز القومى للترجمة إلى إدراج اللغة الصينية على قائمة اللغات التى يتبنى ترجمة إنتاجها المعرفى إلى العربية، لتبدأ حركة ثرية لترجمة أشهر الكتب الصينية فى الأدب والفلسفة والتاريخ. ومن أهم إصدارات المركز القومى الحديثة والمترجمة عن اللغة الصينية: "الكتب الأربعة المقدسة" ترجمة الدكتور محسن فرجانى، و"تيم كليسولد رجل الصين" ترجمة سمير كريم، ورواية "الذرة الرفيعة الحمراء" للأديب مو يان الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2012 ترجمة الدكتور حسانين حسين، وتعتبر واحدة من أهم الروايات الصينية التى تمثل الرواية العائلية، ورواية الريف، ورواية الحرب فى الأدب الصينى المعاصر، وتركز الرواية على تناول تاريخ حرب المقاومة الصينية ضد الاحتلال اليابانى خلال الفترة من 1937 إلى 1945. وقد أكد الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، أن توجه مصر نحو تعزيز علاقاتها مع الصين، سيكون فارقا فى تنمية التبادل الثقافى مع ذلك البلد صاحب الحضارة العريقة، التى أثمرت كنوزا من صنوف الآداب والعلوم والفنون للإنسانية جمعاء على مر التاريخ. وأضاف أن هذا التقارب الثقافى الصينى المصرى سيسهم بقوة فى زيادة حركة الترجمة من الصينية، وجذب المترجمين الشباب لتلك اللغة العريقة، مما يثرى الساحة بالعديد والعديد من الكنوز المعرفية الصينية، خصوصا التراثية، ليتعرف المصريون إليها، لافتا إلى أنه منح المترجمين الحرية في اختيار ما يروق لهم من صنوف الإصدارات الصينية لترجمتها، وأن العام الجارى سيشهد المزيد من تلك الترجمات فى المجالات كافة. تأتى الترجمة من الصينية ضمن خطة وضعها المركز القومى للترجمة لتشجيع المترجمين الكبار، وجذب الشباب إلى الترجمة بلغات أخرى جديدة على قائمة ترجمات المركز السابقة، منها البوسنية وبعض اللغات الإفريقية، حيث قرر رئيس المركز مضاعفة مكافآت المترجمين، لتشجيعهم على ترجمة كتب مختلفة من هذه اللغات وفى جميع المجالات، وخصوصا الصينية. ومن المقرر أن تكون الترجمة أحد أهم فعاليات الاحتفال بمرور60عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية المصرية- الصينية عام 1956، حيث سيكون 2016 عاما ثقافيا مشتركا بين البلدين، وستمتد هذه الفعاليات على مدار العام، وقد تم إصدار كتاب "60 عاما من العلاقات المصرية الصينية" باللغتين العربية والصينية، فضلا عن ضخ طبعات جديدة للكتب الصينية المترجمة، وترجمة المزيد من الإصدارات الأخرى. وقد قام المركز القومى للترجمة منذ إنشائه بترجمة وإصدار نحو 2500 كتاب من 35 لغة مختلفة تنتمى إلى جميع قارات العالم، ونجح فى فتح نافذة على الثقافات المختلفة، من خلال نقل أهم منجزات تلك الثقافات للتعرف على حضارات دول العالم. وكان المركز تحول إلى كيان مستقل عام 2006 بعد أن بلور فكرته الدكتور جابر عصفور، رئيس المجلس الأعلى للثقافة فى ذلك الوقت، وساهم فى إنجاحه كثيرون من نوابغ المترجمين وخبراء اللغات، الذين حرصوا على اختيار كتب تضيف معارف جديدة إلى المكتبة العربية، وتساهم فى تحقيق هدف تنويرى للمجتمع وزيادة وعيه ومعارفه.