منذ أيام قليلة دشن الرئيس عبدالفتاح السيسى موقع برنامج تأهيل الشباب للقيادة، من أجل إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية. كى تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى بالدولة، وذلك من خلال إطلاع الشباب على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملي، وزيادة قدرتهم على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجه المشكلات التى تحيط بالدولة المصرية.. وعلى الرغم من أهمية هذا العمل فإن الموقع تجاهل شريحة كبيرة من الشباب تقدر ب «الملايين « وهم شباب المكفوفين وضعاف البصر، الذين يتمنون خدمة وطنهم، لذلك استطلعنا آراء عدد منهم حول هذا الموقع لنضع المشكلات التى واجهتهم والحلول التى يقترحونها لنطرحها على المسئولين. فى البداية يقول محمد أبوطالب – كفيف ومدرب كمبيوتر فى معهد نور البصيرة للمكفوفين بجامعة سوهاج – قمت بتصفح موقع برنامج تأهيل الشباب للقيادة وكما كنت أتوقع وجدت الموقع لا يصلح لاستخدام المكفوفين أمثالى لعدة عوامل منها، عدم إعداد الموقع لكى يكون سهل الاستخدام للمكفوفين عن طريق قارئات الشاشة التى نستخدمها فى تعاملنا مع الكمبيوتر، عدم تفعيل أدوات قابلية الاستخدام والتى تسهل علينا تصفح الموقع والتعامل معه بأنفسنا كما نتعامل مع سائر المواقع الإلكترونية بشكل عادى جدا وبمنتهى الاستقلالية، عدم مراعاة آليات إمكانية الوصول فى الموقع والتى تجعل الموقع سهل فى تصفح محتوياته بواسطة قارئات الشاشة التى نستخدمها كمكفوفين، فإذا كان حديث السيد الرئيس عن ضرورة مشاركة ذوى الإعاقة فى المجتمع فأعتقد أنه يحق لنا أن نشترك فى هذا «البرنامج التأهيلى للشباب على القيادة» وإذا كان الموقع الرسمى غير معد لاستخدامه لى كشخص كفيف، فبالتالى فرصتى فى الاشتراك أو حتى مجرد التصفح للموقع باتت شبه مستحيلة بسبب تجاهل تقنى من الممكن أنه كان يدرك وإذا كنا نؤمن بأن على الأقل المعرفة حق للجميع فكيف يتم تجاهل أن هناك مستخدما كفيفا يريد أن يتصفح الموقع سواء كنت سأقدم للبرنامج أم لا وإذا كنا ننادى بأنه لا تهميش للأشخاص من ذوى الإعاقة فتصفحى للموقع وهو أبسط الأشياء أكد لى أننى لا زلت فى دائرة التهميش لكونى ذى إعاقة.. لذا فإننى أتمنى أن تتم مراجعة كل المواقع الإلكترونية الحكومية بالكامل بما يضمن حقى فى تصفح الموقع بسهولة ويسر بما هو متاح لى كشخص كفيف من أدوات تقنية مساعدة تسهل لى التصفح بما يضمن لى استقلاليتى وحقى فى المعرفة أسوة بالآخرين. مراعاة المعايير العالمية ويتفق مع الطرح السابق إبراهيم حلمى عمارة - مدرس مساعد فى قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة طنطا – ويوضح أن البرنامج الرئاسى يعتبر فرصة جيدة لإعداد قيادات شابة تتولى المناصب القيادية فى المؤسسات الحكومية المختلفة, ولذوى الإعاقة باعتبارهم أحد الفصائل المشاركة فى صياغة واقع الأمة ومستقبلها الحق فى المشاركة فى مثل هذه البرامج التدريبية ومنذ الإعلان عن فتح باب التقديم للالتحاق بدورة التأهيل للقيادات كانت لدى رغبة فى الانضمام للبرنامج ولكن واجهتنى منذ الوهلة الأولى عقبة التقديم على شبكة الإنترنت حيث إن الموقع الذى تم تصميمه لتلقى بيانات الراغبين فى المشاركة لا يراعى ذوى الإعاقة البصرية، حيث لم يلتزم تصميم الموقع بقواعد وإرشادات يسر الوصول المعروفة عالميا والتى تضمن لذوى الإعاقة البصرية سبل ميسرة لاستخدام الموقع سواء من حيث لغة التصميم التى تم استخدامها فى بناء الموقع وكذلك مدى تنظيم الموقع ليسهل على المستخدمين المكفوفين تصفحه وملء البيانات المطلوبة وكذلك لم يراع الموقع ضعاف البصر بتكبير حجم الخط أو توفير إرشادات صوتية على الموقع كما هو الحال فى عدد كبير من البوابات والمواقع الحكومية، وهذا ما جعلنى أضطر إلى الاستعانة بشخص مبصر يقرأ لى المعلومات والإرشادات المكتوبة، ويقوم بملء الاستمارة الإلكترونية الخاصة بي، وهذا رغم وجود أحد جوانب فى الاستمارة تسأل عن مدى وجود إعاقة ونوعها وهذا ما أوحى لى أن هذا البرنامج يراعى منذ الوهلة الأولى ذوى الإعاقة باختلاف فئاتهم، ولكن لم أر ذلك على أرض الواقع ومع تقدمى فى المراحل المختلفة من البرنامج كنت أستعين بنفس الشخص المبصر ليطلعنى بنتائج كل مرحلة من الاختيار دون أن أعتمد على نفسى ولذا لم يكن مستغربا يوم السبت الموافق 9 يناير أن أجد نفسى بمفردى ممثلا لذوى الإعاقة البصرية فى برنامج التأهيل للقيادة أو ربما كان هناك عدد قليل لا يعكس حجم المعاقين فى المجتمع وربما أحجموا عن المشاركة بسبب عدم يسر استخدام الموقع أو لعدم توافر شخص يساعدهم فى ملء الاستمارة وربما كان هذا هو الانطباع الأول الذى جعلهم يخشون أن تكون كل مراحل البرنامج التدريبى لا تراعى ذوى الإعاقة ولا توفر لهم سبل الإتاحة اللازمة سواء مواد مطبوعة بطريقة «برايل» أو مواد صوتية أو مطبوعة بخط كبير وهذا ما دفعنا إلى أن نوصى القائمين على البرنامج أن يعيروا هذا الأمر اهتماما كبيرا فى المراحل القادمة حتى يمكننا أن نرى قادة من ذوى الإعاقة ولا يقف التاريخ عند الوزير الدكتور طه حسين.