فى ظل التسابق العالمى لابتكار نظم تكنولوجية عالية الكفاءة لنقل وتبادل المعلومات تضاعف من عوامل الأمان وتقلل من إحتمالات الخطأ البشرى، ظهر خلال السنوات العشر الأخيرة إهتمام متزايد بتطبيقات UHF RFID هى بمثابة ثورة جديدة فى مجال الإتصالات، وكما يوضح العالم المصرى دكتور خالد المحجوب الباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فإن هذه التقنية عبارة عن شرائح ذكية يتم لصقها بأى منتج لتبادل كم هائل من المعلومات عن هذا المنتج عن بعد عبر موجات الراديو. هذه التقنية كما يوضح د. خالد هى بمثابة تطور لتقنيات معروفة ومتداولة مثل الواى فاى والبلو توث بالهواتف المحمولة. وتتميز تلك التقنية بقراءة وتداول المعلومات لاسلكيا على بعد 12مترا وإمكانية قراءة بيانات 1200منتج مختلف فى الثانية الواحدة. ولتبسيط الأمر، فإن أشهر استخدام لهذه التقنية حاليا بالعديد من الدول المتقدمة هو فى المحلات الكبرىحيث من الممكن قراءة كافة أكواد المنتجات والبضائع مرة واحدة وتقدير التكلفة عن بعد دون الحاجة لإمرار كل منتج على جهاز قراءة أكواد المنتجات مما يوفر من الوقت ويقلل من طوابير الانتظار أمام ماكينات الدفع. ويضيف د. خالد أن تلك التقنية من الشرائح الذكية تعتمد تصميم شرائح ذكية من المعدن تثبت على المنتج ومزودة بمعلومات محددة عن المنتج وعن تسليط جهاز قارئ الشرائح الذكية عن بعد يقوم بقراءة البيانات المسجلة. كما من الممكن إضافة معلومات جديدة على الشرائح أو حتى مسح المعلومات وتغييرها لمرات عديدة.ونظرا لانخفاض تكلفة هذه التقنية وحداثتها فإن أغلب المراكز البحثية حول العالم تتسابق حاليا على استحداث آلاف التطبيقات لهذه التقنية لخدمة الصناعة حيث يتم الاستفادة بها حاليا للكشف الدورى على المخازن ومعرفة عدد المنتجات المتوافرة وما تم بيعه بدقة عالية وفى وقت قياسى. ويضيف د. خالد إنه من البحوث الهامة التى تم تنفيذها لتطبيق هذه التقنية بالتعاون مع جامعة تامبرا بفنلندا هو تصميم شرائح مزودة بقرون استشعار لتقدير درجة رطوبة لفافات الورق الذى تصدره فنلندا. فمن المعروف أن فنلندا من الدول الكبرى المصدرة للورق، وبالتالى يمكن عن تواجد اللفافات فى الميناء تحديد أماكنها بدقة وكذلك قراءة نسبة رطوبة الورق ومدى ملاءمة ذلك لمواصفات الدول المستوردة . ويضيف د.خالد المحجوب أن هذا المجال يتطور بشكل كبير بفضل دراسات احتياجات السوق التى تقوم بها الشركات الصناعية حيث تم دمج هذه التقنية مع تقنيات أخرى لإحدى شركات النقل وتصميم جهاز قارئ للشرائح الذكية ومزود بجى بى آر إس وهاتف محمول. هذا الجهاز يساعد متخذ القرار بشركات المقاولات وشركات البريد والشحن لمتابعة السائقين وناقلى البضائع للمراجعة الفورية أن كافة الأجهزة الطرود المراد نقلها موجودة فعليا بالسيارات مما يقلل من أخطاء التحميل واحتمالات التأخير أو الخطأ، كما يمكن عبر نفس الجهاز تتبع مسار كافة سيارات وتقدير وقت لنقل البضائع وسبل تفادى الزحام مما يقلل من الوقت والتكلفة الكلية. وطبقا لتجارب إدخال هذه التقنية بالعديد من محلات الملابس فقد وجد أن هذه التقنية ساهمت فى زيادة المبيعات بنسبة 30% وفى الحد من عمليات السرقة وكذلك التفرقة بين المنتج الأصلى والمزيف. وعن التطبيقات الممكنة لهذه التقنية محليا يقول د. خالد المحجوب إنه من الممكن الاستفادة من هذه التقنية للحد من اختطاف الأطفال فى المتنزهات والأماكن العامة، وذلك بإضافة هذه الشرائح على أساور الأطفال وذويهم بحيث تصدر بوابات المتنزهات صفارات الإنذار فى حالة خروج الأطفال بدون ذويهم حيث تكون هذه الأساور مزودة ببيانات حول أهمية تواجد الطفل مرتدى الإسورة دائما مع أحد والديه مرتدى الإسورة الأخرى، وإذا خرج طفله وحده أو مع شخص آخر يتم تنبيه رجال الأمن. كما يمكن تطبيق ذات التقنية فى دور المسنين ومراكز الرعاية لمرضى الزهايمر ومرضى الاضطرابات العصبية. ويضيف د.خالد المحجوب أن التوجه فى الوقت الراهن عالميا هو فى تصميم طابعات زهيدة لإنتاج هذه الشرائح . كما يمكن تطبيق هذه التقنية لتقليل طوابير الانتظار للسيارات والشاحنات لقطع تذاكر المرور على الطرق الصحراوية حيث من الممكن إضافة هذه الشرائح بالسيارات وتزويدها بقيمة المرور لمدة عام وعلى ذلك يمكن مع كل عملية مرور للشاحنة رصدها عن بعد واستقطاع تكلفة المرور دون الحاجة لإيقاف السيارة واستهلاك بضعة دقائق فى قطع التذكرة كما من الممكن الاستفادة من ذات التقنية فى متابعة مسار الشاحنات. هذا التطبيق يتم حاليا فى الإمارات. كما يتم حاليا إدخال ذات التقنية بمكتبة الإسكندرية للحد من احتمالات سرقة الكتب والجرد الدورى دون الحاجة لإغلاق المكتبة لعدة أيام كما من الممكن تحديد أماكن الكتب عن بعد. وينهى د.خالد محجوب حديثه بأنه من المهم أن توجه الجامعات والمراكز البحثية اهتمامها لبحوثRFID خاصة أن هذا المجال حديث نسبيا ومن الممكن أن يكون لنا دور فى تطوير هذه التقنية بدلا من أن نظل مستوردين للتكنولوجيا كما أن هذا المجال متكامل مع تطبيقات إنترنت الأشياء Internet of things وهى الثورة القادمة فى عالم الاتصالات حيث ستزود كافة الأجهزة المحيطة بنا بشرائح للتواصل ونقل البيانات. كما أن هذا المجال البحثى لايحتاج إلى تكاليف مالية كثيرة والبحوث فى هذا المجال قابلة للتطبيق محليا ودوليا. كما من المهم فى ذات السياق أن تكون معايير تقنيات RFID معروفة ومتداولة على النطاق المحلى لدعم البحوث الوطنية فى هذا المجال مما سيسهم فى تعزيز التطبيق الصناعى.