من المشاهد التي تشعرني بالحسرة والضيق, كلما سافرت بالطائرة شرقا تجاه الأردن مثلا, ذلك الخط الفاصل الواضح بين صحراء النقب شمالا, وصحراء سيناء جنوبا, فالشمال أخضر وعامر, أما الجنوب فأصفر قاحل! وأسأل نفسي دائما: ماذا ينقصنا كي نعمر نحن أيضا صحراءنا الغالية, الشهيرة, ذات المخزون الحضاري, والتاريخي, والديني العريق.. سيناء؟! الواقع أنه منذ انتصار أكتوبر العظيم في عام 1973, ثم بعد أن تم تحرير سيناء بالكامل في أوائل الثمانينيات, قيل الكثير عن تعمير سيناء, وعندما كنت عضوا في مجلس الشوري قدمت أكثر من طلب لمناقشة موضوع تعمير سيناء, لكنه لم يطرح للنقاش أبدا, لكنني اهتممت شخصيا بالموضوع واكتشفت أن جهدا كبيرا سبق أن بذل بالفعل, وشاركت فيه خبرات متميزة, وأجهزة عديدة, وربما خبراء أجانب, أثمر ما يعرف باسم المشروع القومي لتعمير سيناء أو (لتنمية سيناء) علي ما أذكر, وهو تصور علمي متكامل لتنمية سيناء زراعيا, وصناعيا, وسياحيا, فضلا عن إنشاء ترعة السلام, وكوبري السلام, ونفق الشهيد أحمد حمدي.. إلخ, أي أن هناك بدايات فعلية وممتازة, ليس فقط للشروع الجاد في تعمير سيناء, وإنما أيضا في تواصلها الجغرافي السهل مع بلدها الأم. إن سيناء, بشمالها ووسطها وجنوبها, كنز هائل, وذات إمكانات لا حدود لها للنمو والرخاء, ولا ينقصها إلا كثير من الإرادة والتصميم والإبداع! لذلك شعرت بارتياح كبير وأنا أقرأ في صحف الأمس أنباء زيارة المشير طنطاوي إلي سيناء, وافتتاح مصنع الأسمنت بمنطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء, بكل ما يشمله من خدمات متنوعة! لكنها تظل مجرد خطوة لمشوار طويل يمكن أن يحمل الخير العميم لمصر كلها! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب