تواصلت أمس ولليوم الثالث على التوالى ردود الأفعال الدولية تجربة كوريا الشمالية للقنبلة الهيدروجينية، حيث أعلنت منظمة الأممالمتحدة عزمها توسيع نطاق عقوبتها المفروضة على بيونج يانج منذ إجرائها أولى تجاربها النووية فى 2006وذلك فى الوقت الذى استأنفت فيه كوريا الشمالية بث دعاية مناهضة لجارتها الجنوبية عبر مكبرات الصوت على الحدود بين الكوريتين بعد يوم من قيام الشطر الجنوبى بعمل مماثل. ففى فيينا، أعلنت منظمة الأممالمتحدة فى بيان لها أنها تقوم حاليا بدراسة مجموعة من الإجراءات المهمة الجديدة التى من شأنها توسيع نطاق العقوبات المفروضة من جانبها ضد بيونج يانج. وقال البيو روسيلى مندوب أوروجواى فى الأممالمتحدة الذى يرأس مجلس الأمن الدولى لهذا الشهر للصحفيين، إن»أعضاء مجلس الأمن الدولى عبروا فى وقت سابق عن عزمهم اتخاذ المزيد من الإجراءات المهمة فى حالة إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية أخرى». وأضاف» انطلاقا من هذا الالتزام وخطورة هذا الانتهاك، فإن مجلس الأمن سيبدأ العمل فورا على هذه الإجراءات فى قرار جديد للمجلس لأن التجربة الجديدة تعد انتهاكا واضحا لقراراته». ومن جانبه، قال فوميو كيشيدا السفير اليابانى بالأممالمتحدة إن»مصداقية الأممالمتحدة وسلطتها ستكون على المحك فى حال لم تتخذ إجراءات جديدة ضد كوريا الشمالية». وأضاف «نعتزم العمل مع دول أخرى لتبنى قرار يحمل محتوى قويا فى مجلس الأمن الدولى فى أسرع وقت ممكن». إلا أنه لم يتم الكشف حتى الآن عن هذه الاجراءات الجديدة التى قد تتخذ بحق كوريا الشمالية. وفى سول، دعت بارك هون هيه رئيسة كوريا الجنوبية شعبها إلى التوحد فى مواجهة ما وصفته ب»التحدى الجديد» لبلادها، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مضادة قوية ضد كوريا الشمالية حول تجربتها لقنبلة هيدروجينية. وقالت بارك، فى تصريحات نقلتها وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، إن بلادها تنسق بصورة وثيقة مع المجتمع الدولى حول كيفية التعامل مع الاستفزاز الأخير لكوريا الشمالية. جاء هذا فى الوقت الذى قالت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية بدأت حملة دعائية بمكبرات الصوت الموجهة الى الشطر الجنوبى عبر حدودهما المشتركة فى استباق فيما يبدو لحملة دعائية مماثلة من جانب كوريا الجنوبية. وقررت كوريا الجنوبية استئناف حملتها الدعائية عبر مكبرات الصوت أمس الأول وهى خطوة أغضبت الشطر الشمالى من قبل. ومن جهتها، ذكرت وزارة الوحدة أن حكومة سول لم تتخذ بعد قرارا بشأن إغلاق مجمع كايسونج الصناعى الذى تديره بشكل مشترك مع كوريا الشمالية والواقع شمالى الحدود بين الجارتين وفى بكين، دعت وزارة الخارجية الصينيةكوريا الشمالية إلى الالتزام بتعهداتها بنزع السلاح النووى وتفادى اتخاذ خطوات تزيد الوضع سوءا منذ التجربة التى أجرتها الأربعاء الماضى. وحذرت هوا تشان يينج المتحدثة باسم الوزارة من أى تصاعد للتوترات فى شبه الجزيرة الكورية، داعية جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بالسعى لتسوية سلمية للقضية النووية فى كوريا الشمالية. ومن جانبها، علقت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية الرسمية على ادعاءات واشنطن بفشل بكين فى كبح جماح طموحات حليفتها بيونج يانج النووية. وجاء فى افتتاحيتها أمس أنه»على الرغم من أن نظام كوريا الشمالية اختار المسار الخاطئ للأمن، إلا أن الولاياتالمتحدة من ناحية أخرى التزمت كعادتها وبإصرار على اتباع سياسة عدائية تجاه كوريا الشمالية». وكان جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى قد انتقد استراتيجية الصين تجاه حليفتها كوريا الشمالية.وقال كيرى إنه أبلغ نظيره الصينى وانج يى خلال مكالمة هاتفية أن جهود الصين لكبح جماح طموحات بيونج يانج النووية لم تعد تعمل. وأضاف أنه « حان الوقت للجميع لضمان ألا يستمر هذا العمل كالمعتاد». من جهته، أكد جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تريد العمل بشكل وثيق مع الصين لتحديد الرد الأفضل على أحدث تجربة نووية لكوريا الشمالية. ونفى أرنست مزاعم أن واشنطن تناقش مع سول نشر نظام ثان للدفاع الصاروخى فى كوريا الجنوبية. وفى غضون ذلك، كشف جوزيف أوكوين قائد الأسطول السابع الأمريكى عن أن البحرية الامريكية تشعر بقلق متزايد بشأن التوترات فى شبه الجزيرة الكورية. وقال أوكوين إن الأسطول السابع يقف على أهبة الاستعداد لتقديم دعم للقوات الامريكية فى كوريا الجنوبية إذا ما كان ذلك ضروريا. وفى طوكيو، تبنى مجلس المستشارين اليابانى قرارا يدين التجربة الكورية الشمالية. ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء عن مجلس المستشارين وصفه التجربة بأنها»تمثل تحديا خطيرا للجهود الدولية لحظر انتشار الاسلحة النووية». وأجمع أعضاء المجلس ال 242 على أنه»لا يمكن على الاطلاق التسامح مع هذا العمل باعتبارنا الدولة الوحيدة التى عانت من تبعات القنبلة النووية».