جاء إعلان كوريا الشمالية مساء أمس الأول عن نجاحها فى إجراء تجربة القنبلة الهيدروجينية، ليطرح تساؤلات كثيرة مفعمة بالقلق، وعلى رأس هذه الأسئلة: هل ستمثل تلك الخطوة عقبة جديدة أمام الجهود الدولية المبذولة للحد من الانتشار النووي؟ إن التحول من الحديث عن القنبلة النووية إلى الحديث عن القنبلة الهيدروجينية، يعنى ببساطة أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، حيث ستعمل دول أخرى عديدة على محاولة الحصول على السلاح النووي، وهو ما يؤشر إلى مزيد من تفاقم الأزمات الدولية المشتعلة حاليا فى كل مكان. والذى يزيد من خطورة ما أقدمت عليه كوريا الشمالية أنها دولة مغلقة على نفسها، ولا يعرف العالم ماذا يدور بداخلها، بما يعنى أن المعلومات عن برنامجها النووى شحيحة، ومن ثم لا يستطيع أحد التكهن بحجم الخطر الناجم عن هذا البرنامج. وبعيدا عن التفاصيل الفنية لمخاطر السلاح الهيدروجيني، فإنه تكفى الإشارة إلى أن الانفجار الناجم عنه لا يمكن التحكم فى نتائجه، وهو أخطر كثيرا من السلاح النووي. ويتوقع الكثيرون أن هذا الإعلان الكورى الشمالى سيوقف كل الجهود المبذولة لحل المشكلة الكورية، كما أنه سيطرح علامات استفهام عديدة حول ردود أفعال الدول الرئيسية فى النادى النووي، كالولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وانجلترا، وفرنسا، وهكذا فإن العالم بعد هذه الخطوة الكورية سيصبح أكثر خطرا! وللتدليل على ذلك تكفى الإشارة إلى أن الصين أعلنت أمس عن إجلاء السكان الموجودين فى مناطقها الحدودية مع كوريا الشمالية، وأيضا يجب عدم التقليل من رد فعل بيونج يانج على الخارجية الأمريكية التى أدانت الإجراء الكورى الشمالي، لقد قال المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية إن بلاده لن تخضع لأى ابتزاز أمريكي، وإن قوة الردع النووى الكورية هى وسيلة ضرورية لحماية بيونج يانج من السياسات العدائية لواشنطن تجاهها، كما أن البرنامج النووى الكورى ليس موضوعا للمساومة، أو الطرح على مائدة المفاوضات. وبطبيعة الحال، فإن البيت الأبيض لن يقف مكتوف اليدين أمام مثل هذا التهديد الكوري، وسيكون للموقف الكورى نتائج خطيرة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام