فرانسوا أولاند المرشح اليساري في الانتخابات الفرنسية تعهد بفرض ضريبة تصل إلي 75 % علي كل فرنسي يزيد دخله علي مليون يورو سنويا وهذه ضريبة باهظة. ومع ذلك حصل أولاند علي تأييد 28% من الناخبين الذين اقتنعوا بأن ما يعرضه سيمكنه من حل مشكلات الاقتصاد الفرنسي, منافسة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي تعهد بإنعاش الاقتصاد من خلال برنامج لا يعتمد بصورة أساسية علي زيادة الضرائب ولا علي زيادة عجز الموازنة ولكنه يحتوي علي تفاصيل أخري اقنعت نحو 27% من الفرنسيين للتصويت له بقي أن نقول ان الاقتصاد يأتي علي رأس أولويات الناخب الفرنسي في الانتخابات الراهنة. الاقتصاد أيضا يأتي في مقدمة اهتمامات المصريين هذه الأيام وهم بصدد التوجه إلي الصناديق لاختيار أول رئيس مصري منتخب, بحق وحقيقي, غير ان المرشحين بدون استثناء يقدمون لناخبيهم برامج مطاطة تعد بتحقيق الوفرة وزيادة الأجور وتوفير ملايين فرص العمل خلال فترات قياسية دون أن يكشف أي منهم عن تفاصيل المعجزة الاقتصادية الذي هو بصدد تحقيقها للمصريين.. وهذا استخفاف لا يليق. المرشحان الفرنسيان للرئاسة استعانا بخبراء مرموقين في الاقتصاد لاقناع الناس بجدوي وفعالية ما يقدمانه من اقترحات لتجاوز الأزمة الاقتصادية الفرنسية, وعندنا لم يظهر اسم اقتصادي واحد يحمل تاريخا معتبرا لشرح تفاصيل أي من البرامج الاقتصادية التي تحمل الخير لمصر وهو ما يحول برامج المرشحين الي احلام تدغدغ المشاعر ولا تخاطب العقول. بالنسبة لي ولكثيرين غيري فلن نعطي أصواتنا لأي مرشح لا يقول لنا من أين سيأتي بالتمويل اللازم لزيادة النمو وتوفير فرص العمل وسوف نمنحه لكل مرشح يصارحنا بأن هناك قرارات مؤلمة يتعين اتخاذها لتجاوز الأزمة الاقتصادية من بينها زيادة الضرائب وخفض الانفاق علي الدعم الذي يلتهم ربع الموازنة العامة حتي يتمكن من تنفيذ برنامج فاعل للإصلاح.. هذا هو الفارق بين مرشحينا ومرشحيهم. المزيد من أعمدة عماد غنيم