رعاية المبدع ومساعدته علي التفرغ للإبداع هما الرسالة والهدف من منح التفرغ التي تقدمها وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلي للثقافة والادارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات والإدارة العامة لمنح التفرغ.عندما يستفيد الفنان بجدية من منحة التفرغ فإنه يقدم أفضل ما لديه. وهذا في ذاته أفضل حافز لوزارة الثقافة علي استمرارها في تقديم هذه المنح لتصل إلي مستحقيها من المبدعين في الفنون التشكيلية, لكن السؤال هل فعلا تحقق منح التفرغ الهدف المنشود منها؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال فإننا نتوقف قليلا عند عرض اشراقات التفرغ الذي أقيم أخيرا فقد شبه التفرغ بأنه الشمس التي تشرق في كل اتجاه فتضيء الكون وتبدد الظلام وتمنح الحياة ألوانا مشرقة بدلا من الظلام حالك السواد الحقيقة أن المعرض كشف عن أن منح التفرغ لا تسير في اتجاهها الصحيح ولا تحقق هدفها المنشود.. والدليل علي ذلك أن هناك ملاحظتين يجب التنبيه اليهما.أولهما أن هناك أعمالا معروضة لبعض الفنانين المشاركين انتجوها من خلال فترات سابقة رغم أنه من المفترض أن يقتصر المعرض علي إبداعاتهم خلال العام الماضي كنتاج لمنحة التفرغ, وبدون الالتزام والثانية, هي أن أغلبية المشاركين من الحاصلين علي المنحة من الشباب مع أن فلسفة التفرغ تستلزم تخصيصها لفنانين كبار في السن والمكانة وللعجب أن شروط التقدم للحصول علي المنحة لا تتضمن سنا محددة, وهو ما يجب تداركه مستقبلا. خاصة في مجال الفن التشكيلي, لذا نري أنه يجب تحديد السير وإقرار آلية للتأكد من أن الأعمال المعروضة تم تنفيذها فعلا في عام التفرغ منعا للالتفاف والتحايل أو ذهاب الفرصة إلي غير مستحقيها