عندما بدأت وزارة الثقافة مشروع التفرغ كان الهدف إثراء الحركة الثقافية. بمنح المبدعين المتميزين منحة تفرغ للابداع والفكر. بعيدا عن اي عوائق مادية أو اجتماعية قد تعترض طريقه. وتعوقه عن الابداع. لقاء مكافآت مالية شهرية. مع توالي السنوات فإن الهدف النبيل في رأي الكثير من المبدعين تحول الي "سبوبة" لبعض الذين لايحتاجون الي التفرغ. والي "تكية" لمجموعة من كبار المبدعين الذين لايطالبهم احد ربما حياء ان يقدموا مشروعات التفرغ في مواعيدها. لانه لايوجد مشروعات ولايحزنون! يبادر د. سعد أبوالرضا بالقول: ما أكثر مشروعات وزارة الثقافة التي تحتاج اعادة نظر في مشروعيتها ومن اهمها التفرغ الذي اصبح مصدر رزق لبعض المتعطلين الذين لايقدمون شيئا يخدم الثقافة والفن يضيف: جدير بنا بعد ثورة 25 يناير ان نجعل هذا المشروع وغيره من مشروعات وزارة الثقافة منوطا بإنتاج يخدم الفكر. ويثري الثقافة. ويعلي من قيمة الفن.. لكن ذلك لن يتحقق الا اذا وضعنا من الضوابط والمقاييس مايكفل تحقيق ذلك.. من هذه الضوابط والمقاييس ان يقدم طالب التفرغ مسودة مشروع متكامل ذي اهداف تحقق تنمية الانسان. وترقية وعيه وذوقه. ولتكن هناك لجنة تحكيم مؤهلة ومخلصة وقادرة علي سلامة الحكم وتقدير صلاحية هذا المشروع. وان يكون ذلك نتيجة خبرة بالثقافة والفن والادب والمعرفة. وان تجعل وزارة الثقافة قاعدة بيانات لهؤلاء الخبراء والمحكمين بناء علي تاريخهم الثقافي والفني والمعرفي الذي تؤيده الاعمال العلمية والفنية والثقافية المشهود لها. والتي يعرفها القاصي والداني. بذلك نضمن سلامة حكمهم وسلامة مشروعات التفرغ. الشفافية ويقول القاص عبدالناصر العطيفي ان منحة التفرغ بالشكل الحالي تجعل الكثير من المبدعين الجادين لايلتفتون اليها ولايهتمون بالتقدم لها. حيث المقابل المادي الهزيل الذي لايمكن بحال من الاحوال ان يفي بمتطلبات الحياة الكريمة لاسرة المبدع المتفرغ. لذلك يجب اعادة النظر في شروط التقدم وان يكون الاختيار قائما علي الموضوعية والشفافية بشكل عادل وان يكون الاختيار قائما علي الموضوعية والشفافية حيث تتاح الفرصة للجميع بشكل عادل. وان تنشر نتيجة المسابقة. وعدد المتقدمين لها. ولماذا تم اختيار هذا واستبعد ذلك. وكنا نسمع في عهد الوزير السابق فاروق حسني ان هناك كشوفا باسماء معينة تمنح التفرغ. وان هناك طلبات شخصية كانت تقدم للوزير للحصول عليها. ونحن لانعترض علي ذلك ان كانت هذه الاسماء تستحق المنح او الاستثناء لان لديها ظروفا ما قاهرة تستوجب ذلك بشرط ان يعلن عن هذا ويمنحها الوزير مايشاء تحت اي مسمي اخر بعيدا عن منحة التفرغ. ويذهب الروائي منير عتيبة الي ان الهدف الحقيقي من مشروع منحة التفرغ. هو اتاحة وقت الابداع لمن تمتص الوظيفة اوقاتهم انهم يحلمون بكتابات تحتاج الي وقت والي تفرغ ومن واجب الدولة ان تتيح لهم ذلك اما من يظنون انفسهم ادباء دون ان يحاولوا تقديم اي جهد للحياة العامة فأولي بهم قهوة النشاط يسلون فيها أنفسهم. علي أن يتسولوا احتياجاتهم المادية من وزارة التضامن.. التفرغ مشروع جميل .. ومهمته ان يقدم لنا اعمالا فالتة. مولت الدولة اصحابها ليبدعوا اجمل مالديهم. وحرام ان نسئ اليه بالمجاملات والوساطات بحيث يتحول بالفعل الي تكية ترعي الكسالي وفاقدي الموهبة. تجربة شخصية اما الشاعر مجدي عبدالرحيم فله تجربته الشخصية مع منحة التفرغ. يرويها كما يقول بكل صدق وموضوعية علي حد تعبيره لقد قرأت إعلانا في إحدي الصحف عن فتح باب التقدم لمنح التفرغ في فروع الثقافة المختلفة. والشروط الواجب توافرها في المتقدم. فتقدمت بسيرتي الذاتية. ودواويني المطبوعة. وخطة تفصيلية عن المشروع الذي انوي انجازه خلال عام التفرغ. وانتظرت ثلاثة شهور. وليس لدي علاقات ولاتربيطات مع اي شخصية تعمل في المجلس الاعلي للثقافة. أو حتي وزارة الثقافة نفسها. ولا اعرف حتي أسماء المحكمين في تلك المسابقة. واعتقد بناء علي تجربتي انها تتميز بالصدق والشفافية. وذلك ما اسعدني عند حصولي عليها لانني واثق مائة في المائة ان حصولي عليها عائد فقط لقدرتي علي الكتابة. واختياري للموضوع الذي تقدمت به. والذي اقنع السادة المحكمين بمنحها لي. واعتقد ايضا ان منحة التفرغ شئ رائع وجميل ومفيد لشباب الادباء لأنها وفرت لي الدعم المادي والوقت الذي ساعدني علي التفرغ للابداع والكتابة والبحث. المنحة مشروع جيد. وفي غاية الاهمية. وجديرة بالابقاء والمحافظة عليها ودعمها من اجل مواصلة دورها في مساندة الادباء والكتاب الذين تحول ظروفهم الحياتية والمادية عن مواصلة الابداع وانني اطالب باستمرارها وتطويرها وزيادة الدعم المادي وزيادة اعداد المستفيدين منها طالما لديهم الموهبة المتحققة. وتتوافر فيهم الشروط المعلنة. وارجو الا تصل اليها يد الخصخصة اما حرب الاشاعات التي تطلق عليها. فهناك الكثير للاسف ممن يهاجمونها فشلوا في الحصول عليها لسبب من الاسباب. ربما عدم جدية المشروع. او الخطة التي تقدموا بها او كان هناك من هو اجدر بالحصول عليها. وخلاصة القول ارجو من يتناول ويناقش موضوع منح التفرغ الحيادية والموضوعية. وان يكون علي علم ودراية بمختلف ابعادها وجوانبها حتي يتمكن من الحكم الصحيح عليها. وربما استطاع ان يقدم لنا رؤية تساهم في الحفاظ علي ذلك المشروع الحيوي المهم.