«شهد عام 2015 العديد من الأحداث الثقافية الهامة كان بعضها مفرحا والآخر كان حزينا على فراق عدد من كبار شعرائنا وأدبائنا ومفكرينا،كما شهدت أروقة وزارة الثقافة ولأول مرة صراعاً بين وزير الثقافة من جهة والمثقفين من جهة أخرى، الأمر الذى دفع المثقفين إلى لقاء رئيس مجلس الوزراء لحل الأزمة. - وقبل أن يلملم عام 2015 أوراقه, احتفل أدباء مصر ومثقفوها بمؤتمرهم السنوى الثلاثين بمحافظة أسوان محتفين بالأديبة الراحلة«رضوى عاشور». وانتهز الأدباء هذه الفرصة للتعبير عن رفضهم للإرهاب ودعمهم للسياحة من خلال وقفة احتجاجية أمام رمز الصداقة المصرية السوفيتية بمنطقة السد العالى. - وعقد المجلس الأعلى للثقافة الملتقى الدولى للرواية العربية بمشاركة ممثلين لعشرين دولة عربية وأجنبية (دورة الراحل «فتحى غانم» تقديرا لما قدمه من أعمال أثرت الحياة الأدبية)، وتمت مضاعفة القيمة المادية للجائزة لتصبح مائتى ألف جنيه لأول مرة منذ انعقاد الملتقى عام 1998وكانت من نصيب الروائى بهاء طاهر. - أقام المجلس الملتقى الإعلامى الأول للمرأة الإفريقية«نحو صورة مختلفة للمرأة الإفريقية فى الإعلام «بالتعاون مع نادى المرأة الأفريقية بالشراكة مع اتحاد إعلاميات مصر بمشاركة 12دولة. - وفى تقليد جديد استحدث المجلس ليالى عربية للأشقاء العرب متضمنة الإبداع الأدبى والفنى لكل دولة من أجل امتزاج الإبداع العربى على أرض مصر، بدأها«بليلة فى حب السودان» بالتعاون مع صالون «أرض الذهب»الثقافي. - عقد ملتقى السرد العربى الدائم مؤتمره بعنوان«المرأة والسرد بعد 25يناير»(وسماه أيضا باسم الراحلة «رضوى عاشور»), وعكس الملتقى الاتجاهات الفنية لتيارات الكتابة الجديدة ومدى تفاعلها مع الثورات العربية الأخيرة، ووثق للإبداعات السردية للمرأة المصرية فى مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية. - وأعلن المجلس أسماء الفائزين بجوائز الدولة لعام 2014حيث فازت الفنانة سميحة أيوب بجائزة النيل فى الفنون والكاتب جمال الغيطانى فى الآداب، د. حسن حنفى فى العلوم الاجتماعية. ولأول مرة تم هذا العام تطبيق التصويت الإلكترونى الذى أسهم فى سرعة عملية التصويت وكشف عن مبادئ الشفافية والنزاهة ودحض ما يوجه من انتقادات لعملية التصويت. - افتتاح قاعة الخدمات الرقمية بدار الكتب وتحوى 1200 كتاب و2600 دورية ، و1300 مخطوطة و700 نوتة موسيقية. وتهدف إلى إتاحة المحتوى الإلكترونى للتراث الفكرى والثقافى المصري، إلى جانب الحفاظ عليه من التلف، وكذلك تسهيل الحصول على احتياجات المستفيدين من التراث الثقافى والفكري. وتتضمن المخطوطات وأوائل المطبوعات، والدوريات والتراث الموسيقى والفنون. - وتحت شعار «الثقافة والتجديد» افتتح معرض القاهرة الدولى للكتاب دورته 46 بأرض المعارض. وكانت المملكة العربية السعودية هى ضيف شرف هذه الدورة بمشاركة 26 دولة وأكثر من 850 ناشرا قدم خلالها آلاف العناوين فى شتى المجالات، بالإضافة إلى إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والفنية بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين العرب والأجانب. - ولأول مرة حلت مصر ضيف شرف بمعرض براغ الدولى للكتاب حيث شاركت بأحدث إصداراتها المترجمة ،إلى جانب النشاط الثقافى والفنى بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين المصريين. - افتتاح المركز الدولى للكتاب على مساحة 900متر مربع. ويضم قاعة لحفلات التوقيع وقاعة للاطلاع والقراءة المجانية ومقهى ثقافيا، وقاعة اطلاع للأطفال وللرسوم الفنية.ويضم بالإضافة إلى إصدارات هيئة الكتاب كتب قطاعات وزارة الثقافة. - ونظم المركز عدة فعاليات منها ندوة وحفل توقيع كتاب«الرواد اللبنانيون فى مصر» من تأليف كريم مروة والصادر عن هيئة الكتاب, ويتحدث عن كوكبة من الرواد اللبنانيين الذين احتضنتهم مصر خلال قرن من الزمن وقدمت لهم كل ما كانوا بحاجة إليه لإنجاز إبداعاتهم فى ميدان الصحافة والفكر والأدب والفن . - وتأكيداً على قوة العلاقات بين مصر والصين فى كافة المجالات وخاصة الثقافية،وبمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات الرسمية بين البلدين, تم الاتفاق على اعتبار 2016 العام الثقافى المصرى الصينى، وتتضمن فعاليات العام الثقافى معارض فنون تشكيلية وبرامج عروض سينمائية ومسرحية، وعروض فنون شعبية فى كلا البلدين. - دشنت الأكاديمية المصرية للفنون, بالعاصمة الإيطالية روما، موسمها الثقافى الجديد لعام2015-2016، بباقة من الفعاليات التى عكست من خلالها الحراك الثقافى المصرى فى الوقت الراهن والرؤية الثقافية والحضارية التى تحرص مصر على تصديرها للخارج. - وتحت عنوان «المستشرقون الروس والثقافة العربية»افتُتِح المؤتمر الدولى للتواصل الثقافى الروسى العربى بدار الكتب، والذى احتفى بتكريم ثلاثة من كبار الكتاب الذين ارتبطت اسماؤهم بموضوعات الاستشراق والعلاقات العربية الروسية، وهم د. سمية عفيفي، د.اوغناطيوس كراتشكوفسكى والشيخ محمد عياد الطنطاوي. - شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى فعاليات مهرجان الشباب العربى للثقافة والفنون وإحياء التراث, الذى نظمه مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة العربية ووزارات الشباب والرياضة والسياحة والثقافة بشرم الشيخ. تضمنت المشاركة إقامة المعارض الفنية والحرف التراثية. - نظم مركز توثيق «التراث الحضارى والطبيعى احتفالاً بيوم المخطوط العربي, فى إطار الاحتفال السنوى الذى ينظمه«معهد المخطوطات » _ العربية لإلقاء الضوء على المخطوطات باعتبارها مصدراً تاريخياً وإحدى القنوات الهامة لمعرفة الحقائق التاريخية ، إضافة إلى ما تعكسه عن عصرها من الملامح العلمية والسمات الفكرية. - كما استضاف المعهد أيضا المنتدى التراثى الأول «إشكاليات فهرسة المخطوطات وتحقيقها» وتطرق الملتقى إلى إشكالية تزوير المخطوطات واحتوائها على وقائع ومعلومات غير صحيحة. - واستجابة لمبادرة الشيخ سلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة لإنشاء بيوت للشعراء فى الوطن العربي, تم إنشاء أول بيت للشعر العربى بمدينة الأقصر, لما تمثله من قيمة إنسانية وحضارية كبيرة، وما تملكه من آثار وتراث وزخم إبداعى فى مختلف المجالات. - وتحت رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلكسو), وبالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة الأهرام ممثلة فى«مجلة نصف الدنيا», عقد بالقاهرة «يوم الشعر العربى الأول». وقد تم اختيار الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مجلس أمناء مؤسسة البابطين الثقافية ضيف شرف هذه الدورة تقديراً لدوره ودور مؤسسته وإسهاماتها فى الحفاظ على الشعر العربى وإثراء الثقافة فى أرجاء الوطن العربى . - ونظمت مؤسسة البابطين بالتعاون مع بيت السنارى التابع لمكتبة الإسكندرية فعاليات يوم «الأندلس بين الأدب والتاريخ», الذى حظى هذا العام بمشاركة مغربية لأول مرة، حيث قام الخبير المغربى فى الدراسات الأندلسية د. جعفر بن الحاج السلمى بتتبع تطور شكل الكتابة الأسطورية فى عصر نهاية الأندلس ورصدها بالمنهج النقدى الأدبى البنيوي. - شهدت مكتبة الإسكندرية المؤتمر الختامى لمشروع «دعم التنوع الثقافى والابتكار فى مصر« بدعم من الاتحاد الأوروبي. وفى نفس الإطار نظم المشروع برنامج شمال وجنوب الذى ضم مائة شاب من مختلف أنحاء مصر، لينطلقوا فى رحلة إبداعية لتوسيع منظورهم للثراء الثقافى المصري، وتقوِّية قدراتهم الإبداعية. - كما نظمت المكتبة أيضا مؤتمر«الثقافة العربية استحقاقات مستقبل حائر» والذى يعقد لأول مرة بمشاركة أكثر من 300 مثقف مصرى وعربي. وأعلن خلاله عن ثلاث مبادرات جديدة لخدمة الثقافة العربية، وهي: مشروع «ذاكرة الوطن العربي»، «ديوانية الشعر العربي»، «ومبادرات الشراكة مع المؤسسات الثقافية فى الوطن العربي». وتهدف إلى تضافر الجهود ضد القوى الظلامية وأفكار التطرف. تكريم - وفى لمسة وفاء، أصدرت كلية دار العلوم كتابا تذكاريا للدكتور الطاهر مكى، بمناسبة بلوغه التسعين، تضمن معظم المحطات والنقلات المهمة فى حياة مكى بأقلام كبار المبدعين والنقاد. - كرمت دار الكتب «شيخ المحققين» د.حسين نصار لبلوغه التسعين وسط تلاميذه ومحبيه، مطالبين إياه بأن يضع كتابا عن فترة عمله فى الدار، وما تم إنجازه خلال هذه الفترة الثرية. - أقامت هيئة الكتاب احتفالية للشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى بمناسبة بلوغه الثمانين أعقبها حفل توقيع لأعماله الكاملة وكتابه «من ثقافة السلطة إلى سلطة الثقافة». لمسة وفاء - واحتفاء بذكرى أدبائنا الراحلين، احتفل المجلس الأعلى للثقافة بمرور مائة عام على ميلاد المفكر الراحل لويس عوض بندوة «لويس عوض..معاصرا» ناقش خلالها الحاضرون معاركه وقضايا المستقبل، وصدر بهذه المناسبة كتابان هما «لويس عوض مفكراً»، «لويس عوض.. قراءات نقدية» «وأعاد القومى للترجمة طباعة كتابه «النقد اليوناني». - وتحت عنوان «عاشق الحرية»، احتفل الوسط الثقافى باليوبيل الفضى لرحيل الأديب إحسان عبدالقدوس، كما أقيم معرض يضم مئات الصور للأديب الراحل، وصورًا لأفيشات الأفلام السينمائية المأخوذة من أعماله الأدبية. - كما احتُفِل باليوبيل الذهبى لذكرى رحيل شيخ النقاد محمد مندور تحت عنوان «مندور بين الفكر الأدبى والفكر السياسي». وتم استعراض تاريخه وحياته وإسهامه النقدى ونضاله السياسى ضد الاحتلال وفساد الطبقة الحاكمة حتى قيام الثورة، ثم عمله بالترجمة. - وإحياء لذكراه المائة أقيمت احتفالية «يوسف عز الدين عيسى رائدا»، ألقت الضوء على مكانة المحتفى به السامقة كرائد للدراما الإذاعية وكمبدع كتب الرواية والقصة القصيرة، والمسرحية بصفة أساسية، فضلا عن إسهاماته فى الشعر وأدب الأطفال والمقالات الفكرية. - وإحياء لذكرى رحيل شيخ النقادعبد القادر القط أقام صالون الأربعاء الشعرى احتفالية, باعتباره من أبرز النقاد الذين ساندوا حركة التجديد فى الأدب المعاصر بصفة عامة, وفى الشعر بصفة خاصة. - وبمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ أقيمت احتفالية ثقافية فنية بعنوان «ليلة فى حب الأستاذ» تضمنت محاضرات ثقافية, ومعرضا لكتبه, والأعمال التى تناولت إبداعاته, إلى جانب تنظيم معرض فنى لصور الراحل ولأفيشات الأفلام المأخوذة عن رواياته. راحلون - وغيب الموت عددا من كبار مبدعينا منهم الشاعرعبدالرحمن الأبنودى عن 76عاما وهو أول شاعر عامية يفوز بجائزة الدولة التقديرية, وفى ذكرى الأربعين افتتح متحف الأبنودى للسيرة الهلالية بقرية أبنود التابعة لمركز قنا، ويضم مجموعة النصوص الأصلية للسيرة الهلالية التى جمعها الراحل خلال أكثر من ثلاثين عاما، ويحوى مادة علمية خصبة ومنهلا لكل باحث فى مجال الدراسات الشعبية. - كما رحل بالجسد: الروائى جمال الغيطانى عن عمر ناهز السبعين عاما. وهو الذى تنوعت عطاءاته بين الكتابة عن الحرب، وكتاباته فى التراث الإسلامى المصرى الذى يبرز الهوية المصرية, إلى جانب إبداعه الروائى و القصصى، الذى أحيا جانب منه مذاق التراث. - والروائى إدوار الخراط عن عمر ناهز 89 عاماً، تاركا روايات متعددة أبرزها «رامة والتِنِّين»التى اعتبرها النقاد حدثاً أدبياً من الطراز الأول. - المترجم والناقد الأدبى وكاتب القصة القصيرة خليل كلفت عن 74 عاما, وهو المناضل المترجم والأديب صاحب التراث النضالى. - الكاتب عبد التواب يوسف عن عمر ناهز السابعة والثمانين عاما. ويعد من أبرز المعنيين بكتابة أدب الأطفال فى الوطن العربي, وأثرى المكتبة العربية ب951 عملا. - الروائى فؤاد قنديل عن عمر ناهز 71 سنة. وله 16رواية وعشر مجموعات قصصية وعشر دراسات وتراجم، وللطفل أربع روايات ومجموعة قصصية. - الشاعر مأمون الحجاجي، بعد حياة حافلة بالإبداع الشعرى والكتابة المسرحية، وكان له دور بارز فى إقامة مهرجان طيبة الأدبى ونادى الأدب وفرع اتحاد كتاب مصر بالأقصر. - وبعد مسيرة إبداعية استمرت لأكثر من نصف قرن، رحل الشاعر والناقد حسن فتح الباب عن عمر ناهز 92 عامًا. - وأبى 2015 أن يرحل إلا بعد أن يأخذ معه جسد أحد علمائنا الأجلاء: د.إبراهيم بدران رئيس المجمع العلمى عن 81 عاما.