سيظل التاريخ شاهدا على الصراع الدائم بين الكبيرين برشلونة وريال مدريد الأسبانيين، أكبر أندية العالم على الإطلاق، فلم يعد الصراع يقتصر داخل المستطيل الأخضر فقط، بل أصبح خارجه منذ سنوات ليست بالبعيدة، وفيها يحاول كل فريق تحقيق أكبر عدد من الأرقام القياسية، والتباهى بعدد البطولات التى حصل عليها كل فريق على مدار تاريخه ومشواره الحافل فى الليجا الأسبانية. والكل يعلم أن ريال مدريد هو صاحب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بلقب الدورى بحصوله على 32 لقب مقابل 23 لقب للبرسا، وفى نفس الوقت يملك برشلونة الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بلقب كأس ملك أسبانيا ب27 لقب مقابل 19 للريال، وما بين الصراع الطويل فى الشأن المحلى انتقل هذا الصراع ليشمل القارة الأوروبية ومحاولة كل منهما فى فرض السيطرة على الأخر، ولكن هذا لن يحدث، فكلهما كبير، وكلهما له تاريخ وحاضر ومستقبل يضمن له التفوق والاستمرار فى بؤرة المنافسة. ورغم أن العام 2015 شهد تفوقا كاسحا للبارسا بحصوله على خمس بطولات زادت من فارق البطولات مع الريال الذى سيخرج من هذا العام خالى الوفاض بعد أن فشل فى انتزاع أى لقب حتى الآن من بين أنياب البارسا سواء محلياً أو اوروبياً. وتواصلاً لرحلة المنافسة الشرسة بيين الكبيرين، فقد شهدت الفترة الأخيرة صراع على إضافة ألقاب وبطولات البعض يعترف بها والأخر ينكرها، وكان لقب كأس إيفا دوارتى دى بيرون المعروف بكأس السوبر الإسبانى فى المسمى الجديد هو أحد حلقات الصراع بين إدارة الناديين، فقد لعبت هذه المسابقة الرسمية بمسماها القديم خلال سبع سنوات ما بين العام 1947 و1953. وكانت صحيفة »موندو ديبورتيفو«، قد أفردت تحقيقاً حول هذا الأمر، واستقر بها الرأى إلى أن مركز البحوث للتاريخ والإحصائيات الإسبانى أكد شرعية هذه المسابقة ولذلك فإن برشلونة سيتصدر قائمة الأندية الإسبانية الأكثر تتويجاً بالألقاب مستفيداً بألقابه التى حققها بالمسمى القديم وكان له ثلاثة ألقاب مقابل لقب واحد للريال. وسعت إدارة النادى الملكى لعدم الاعتراف بهذا اللقب الرسمي، إلا أن أندية أخرى مثل برشلونة وفالنسيا وأتلتيك بلباو أعترفوا به، وهو ما اعترف به الإتحاد الإسبانى نفسه فى العام 2014. كما سبق وأن سعى ريال مدريد لإدراج لقب كأس العالم الصغيرة للأندية » كأس إنتر كونتينونتال«، ولكنه فشل، خاصة وأنها بطولة غير رسمية إذ لم تكن منظمة من طرف أى اتحاد كرة القدم أو الفيفا، وقد لعبت هذه البطولة بين عامى 1952 و1957 ونظمها مجموعة من رجال أعمال فنزويليين كنوع من استقطاب أفضل الفرق لمدينة كاراكاس، وحق ريال مدريد اللقب مرتين فى نسختي1952 و1956 وحققه برشلونة مرة واحدة 1957. ولكن يبقى العام 2015 هو وش السعد على برشلونة خاصة وأنه قبل العام الجارى كان يتفوق على الريال بلقب واحد فقط، ولكن بعد إضافة الألقاب الخمسة اتسع الفارق إلى 6 بطولات، سيحتاج الريال لوقت وجهد كبيرين للعودة ومعادلة رقم البارسا . وفى 2015 حقق برشلونة ألقاب الدورى والكأس ودورى أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبى وأخيراً لقب كأس العالم للأندية، وكان مرشح للقب سادس لو فاز على أشبلية فى كأس السوبر الأسبانى ووقتها كان سيحقق الثلاثية المحلية الغالية، ولكنه اكتفى بخمسه ألقاب محلية وقارية، واكتفى الريال بالجلوس فى مقاعد المشاهدين!! وبعد تدقيق طويل وتأكيدات من مركز البحوث للتاريخ والإحصائيات الإسبانى والاعتراف بشرعية كأس إيفا دوارتى دى بيرون أصبح البارسا هو كبير الأندية الأسبانية بعدد ألقابه، بل هو كبير أندية العالم، فهو يضم أفضل وأغلى اللاعبين على الإطلاق وأكثرهم شعبية. ورغم هذه الألقاب التاريخية والكبيرة إلا إن عشاق البارسا فى كل نقطة على الكرة الأرضية مازالوا ينتظرون منه الكثير والكثير من الألقاب والبطولات يتباهو ويسعدوا بها.