يعد الدكتور احمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، أحد رموز أمتنا العربية والإسلامية، عبر مؤلفاته التى بلغت أكثر من 110 كتب من بينها شرح صحيح البخارى فى 16 مجلدا وموسوعة للأحاديث الصحيحة مع شرحها، وهو واحد من ابرز علماء الأزهر المتخصصين فى علوم وشروح الأحاديث النبوية الشريفة. يرى أن من يثيرون الشبهات حول الإسراء والمعراج ومكان المسجد الأقصى يقدمون خدمة جليلة على طبق من ذهب للاحتلال الإسرائيلي، ويهدرون ما جاء به كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، خدمة لأعداء الدين والأمة ومن المستحيل أن يستجيب أحد لهم، لأن رب العزة تكفل بحفظ كتابه الكريم، حيث قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فكل ما ذكره القرآن محفوظ بإذن الله. وأكد أن حادث الإسراء والمعراج، مؤكد بالقرآن الكريم والسُنة الشريفة والتواتر وإجماع العلماء فى كل عصر، ومن يحاول هدم الإسلام أو إنكار السُنة والمتواتر وما هو معلوم من الدين يبعد نفسه عن حظيرة الإسلام، كما يؤكد ان إنكار السنة النبوية والهجوم عليها والمطالبة بالاكتفاء بالقرآن الكريم، دعوة زائفة تنهار أمام كل فكر صحيح .. وإلى نص الحوار: { ماذا تمثل لكم ذكرى المولد النبوي؟ {{ هى من أعز الذكريات الغالية على الإسلام والمسلمين، لأنه لم يكن ميلاد شخص ولكنه ميلاد أمة، ولدت الأمة مع ميلاده لأنه باعث هذه الأمة وباعث نهضتها والذى أخرجها من الظلمات إلى النور ووحدها بعد التفرق وبعد أن كان يحارب بعضهم بعضا، وجاء ولم الشمل ووحد الصف وعندما حاول بعض اليهود أن يثيروا أشجان المسلمين وغاظهم أنهم أصبحوا أمة واحدة فبعثوا إليهم من يحرك هذه الضغائن ويذكرهم بأيام (بعاث) فثاروا وحمل السلاح بعضهم على بعض، فلما علم النبي، جاء إليهم ونبههم ووجههم وقال لهم صلى الله عليه وسلم: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة) فثاب القوم إلى رشدهم وألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وبكوا عندما استجابوا وامتثلوا لأمر الرسول ونزل قول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا). { كيف كان دفاعكم عن السُنة النبوية؟ {{ تقدمت ب 5 كتب فى هذا الشأن للمكتبة الإسلامية وشرحت فيها صحيح البخارى أولا فى 16 مجلدا ونشر لى مجمع البحوث كتابا عن السنة النبوية فى مواجهة التحدي، ودافعت فيه عن السٌنة ورددت على شبهات المستشرقين وأعداء الإسلام، وأخرج لى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كتابا عنوانه (منهج الدفاع عن الحديث النبوي) قدمت فيه المنهج العلمى الحقيقى للدفاع عن الحديث النبوى ورد شبهات الذين يثيرون الشغب ويفترون على الرسول والسنة. { ما ردك على المشككين فى الإسراء والمعراج ومكان المسجد الأقصى، ولماذا تثار شبهات المستشرقين الآن؟ {{ التشكيك فى معجزة الإسراء والمعراج يوقع صاحبه فى دائرة الخروج من الدين، لأنها من الأمور التى ذكرها القرآن الكريم، ومن الأمور المعلومة بالدين بالضرورة حيث قال تعالى: (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) هذه الآية الأولى من سورة سميت باسم المعجزة وهى سورة الإسراء، فمن أنكرها أنكر أمرا جاء فى القرآن الكريم، وهى ثابتة بالقرآن الكريم وثابتة بالحديث النبوى الشريف، وقد أخرج الإمام البخارى فى صحيحه أول حديث فى كتاب الصلاة عن الإسراء والمعراج، وبين فيه معجزة الإسراء والمعراج، فثبوت معجزة الإسراء والمعراج مؤكد بالقرآن الكريم والسُنة الشريفة والتواتر وإجماع العلماء فى كل عصر، فخروج بعض الآراء الشاذة التى تحاول التشكيك فى هذه المعجزة أو البلبلة حول مسألة (المسجد الأقصى وأنه ليس هو الموجود الآن) هذا كلام لا أساس له من الصحة شكلا وموضوعا ويضحض هذه الشبهة القرآن الكريم الذى أثبتها وأثبت المسجد الأقصى والحديث الشريف وإجماع الأمة. { وما هدف هؤلاء من إثارة هذه الشبهات الآن؟ لا يخفى على إنسان ومعه عقله أن حرب الشائعات التى شنها أعداء الإسلام علينا ليست حديثة بل هى قديمة، ونحن نربأ بكل إنسان أن يصيغ سمعا إلى هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون، وينكرون الكتاب والسُنة. وهؤلاء يريدون أن يصرفوا الناس عن المقاومة وعن الدفاع وعن المقدسات، ويريدون أن يقدموا خدمة على طبق من ذهب لإسرائيل، ويريدون أن يهدروا ما جاء به كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، خدمة لأعداء الدين ولأعداء الأمة ومن المستحيل أن يستجيب أحد لهم، لأن رب العزة تكفل بحفظ كتابه الكريم ، حيث قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فكل ما ذكره القرآن محفوظ بإذن الله. { ما هو ردك على إنكار السنة النبوية والهجوم عليها والمطالبة بالاكتفاء بالقرآن الكريم؟ هذه دعوة زائفة تنهار أمام كل فكر صحيح، يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبيا ورسولا، لأن القرآن وحده لا يفهم إلا بالسنة، فالسنة النبوية توضح ما أبهم فى القرآن وتفصل ما جاء مجملا، وتقيد ما جاء مطلقا، وتخصص العام، وتشرح الأحكام، وهذا الذى قاله القرآن الكريم مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم، كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته، وقال تعالى: (أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)، فالقرآن يبينه الحديث ويشرحه ويفصله، بل إن السنة النبوية أتت بأحكام لم ترد فى القرآن الكريم، مثل زواج المرأة مع عمتها، والجمع بين المرأة وعمتها أو المرأة وخالتها، فهذا ليس موجودا فى القرآن ولكنه فى الحديث، ومعنى هذا أن السنة تستقل بالأحكام التشريعية، ولذلك نرى القرآن الكريم، يقول (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فهذا تفويض من رب العزة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولسنته، من بيان، وأمر لنا بأن نأخذ ما جاءنا به الرسول، وننتهى عما نهانا عنه، فالاكتفاء بالقرآن وعدم الأخذ بالسنة قول منهار لا أساس له من الصحة، فالسنة ملازمة ومبينة ومذكرة تفسيرية للقرآن الكريم، ولا غناء عنها أبدا. وقد قال صلى الله عليه وسلم (ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه) والكتاب هو القرآن ومثله معه هو السنة النبوية الشريفة، فالذين يحاولون إنكار السنة، يحاولون النيل من الإسلام نفسه، وقد صوبوا سهامهم نحو القرآن فلم يفلحوا، لأن الله تكفل بحفظه، فلما عجزوا عن النيل من القرآن صوبوا سهامهم للسنة، فقيد الله لها رجالا أمناء دونوها وحفظوها، يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. ولما عجزوا عن النيل من السنة حاولوا أن يجرحوا أصح كتاب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري، وقالوا بهتانا وزورا أن به أحاديث ضعيفة، وكل هذا الكلام خطأ لأن كل الأحاديث الموجودة بالبخارى صحيحة، وقد شرحت صحيح البخارى فى 17 عاما متواصلة ووفقنى الله فى شرحه فى 16 مجلدا من القطع الكبير، وأشهد الله أننى لم أجد فيه حديثا واحدا ضعيفا، بل كل ما فيه صحيح، وأحب أن أقول لمن يكذب على الرسول لقد قال سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، لمن يحاولون الكذب عليه، من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، وهذا الحديث وعيد شديد لمن يحاولون تكذيب أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم. والقرآن حين أمر بالصلاة قال تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)، ولم يذكر التفاصيل، وما كيفيتها أو عدد ركعاتها أو الزكاة وكيف يكون نصابها، وما مقدار هذا النصاب، وكذلك الصيام والحج، كل ذلك جاء على سبيل الإجمال فى القرآن، والسُنة هى التى فصلت المراد بذلك. وفسرت كيفية الصلاة وماذا نقول فى كل ركعة، وكيفية الزكاة وما هى الأنواع التى يجب فيها دفع الزكاة، وكم نخرج من المال، وما تخرج الأرض من الثمرات وعروض التجارة والأنعام، وأحكام الصيام جاءت فى السُنة مفصلة وأحكام الحج، وقال صلى الله عليه وسلم: (خذوا عنى مناسككم)، وهكذا فلا يمكن الاستغناء عن السٌنة الشريفة. { ماذا تقول لهؤلاء؟ {{ أقول لهؤلاء إن القرآن نفسه هو الذى أمر بالأخذ بما جاء به الرسول حينما قال (ما أتاكم الرسول فخذوه) وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم). { ما غرض هؤلاء القرآنيين؟ {{ غرضهم من هذا ضرب الإسلام فى مقتل ومحاولة هدم الدين لأن الدين لا يفهم بدون السنة، ولا تعرف أحكامه بدون السنة، هؤلاء هم أعداء الإسلام ولا تقوم لهم قائمة، وفريق سمى نفسه (بالقرآنيين) أى أنهم اكتفوا بالقرآن وحده، حتى يجذبوا الناس بهذا الاسم، حينما يسمع المسلم أنهم قرآنيون ينجذب إليهم، ولكن لم يعلم أن هذا العسل به سُم، فحينما ينكر السُنة، يتطاول على الإسلام، والمسلمين، ونحن لا نكفرهم طالما يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكن من يحاول هدم الإسلام أو إنكار السُنة والمتواتر وما هو معلوم من الدين فيبعد نفسه عن حظيرة الإسلام. { هل المجتمع وما يشهده من تحولات وتحديات ومخاطر بحاجة إلى إثارة مثل هذه القضايا الخلافية والشبهات التى لا طائل من ورائها؟ {{ المجتمع فى حل من هذه الشبهات، ومن هذا التطاول على الإسلام وعلى رسول الإسلام، بل إن واجب المسلمين فى المرحلة الراهنة أن يكونوا يدا واحدة ، وأن يدافعوا عن دينهم ومقدساتهم، وألا يستمعوا إلى هذه الأباطيل التى يروجها أعداء الإسلام ويقصوا المسلمين عن دينهم ومقدساتهم، فهؤلاء الذين يحاولون إنكار السنة مرة، ثم التطاول على شوامخ أئمة الإسلام والعلماء مرة أخرى، بل حاول بعضهم التطاول على المؤسسة الحصن الوحيد الباقى للمسلمين اليوم وهو الأزهر الشريف، وقد سمعت فى مؤتمر عالمى فى المملكة العربية السعودية قال بعض المؤرخين من لم يذهب لمصر فلا يرى مجد الإسلام ولا عزه لأن فيه الأزهر، لم يعد للمسلمين حصن باق إلا الأزهر، ويحاولون النيل منه، فيجب علينا أن نحافظ على مقدساتنا والمسجد الحرام والنبوى والأقصى، وأن نصون مقدساتنا من أباطيل أهل الباطل لأنها خزعبلات وأباطيل لا أساس لها من الصحة، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وواجبنا ومؤسساتنا وجامعاتنا أن تتصدى لهؤلاء الذين يشعلون الفتن ويحاولون أن يفصلوا الأمة عن مقدساتها وعن دينها، وعن دستورها السماوى وهو القرآن، وعن بيانه الواضح وهو السنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام. وحذر النبى من الذين يتقولون عليه. { ما رأيك فى الفتاوى التى تشتت عقول الناس فى الإعلام وماذا تقول لهم؟ {{ أقول لهؤلاء لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها وهو التمسك بالكتاب الكريم والسنة الشريفة، لأن النبي، قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتي، والذين يريدون زحزحة الأمة يريدون ضياع الإسلام والأمة ويريدون إحداث فتنة شنعاء مرة تعتنق الإلحاد ومرة أخرى توجه نحو التطرف والتشدد وكلاهما مرفوض فى الإسلام، لأن الإسلام دين الوسطية، وناديت به فى كتابى الذى أخرجته عن الخطاب الدينى وما ينبغى أن نقوم بتحديثه وتجويده وإتقانه ليخاطب الناس بما يليق بالناس بزمانهم ومكانهم.