كنت وما زلت أرى ان الاشتغال فى العمل العام يتطلب قدرا غير يسير من المرونة، بل أرى ان الذى يتصدى للعمل العام لا بد وان يكون «رجل علاقات عامة» فى المقام الاول.. ولو كان مسئولا جماهيريا فلابد وان يكون «رجل دولة» يقدر الظروف المحيطة ويعرف الحدود التى يمكن معها تطبيق اللائحة والحدود الاخرى التى يمكن معها ان يتم التعامل ب «روح اللائحة». ورأيى الشخصى المتواضع أن رئيس اتحاد الكرة جمال علام قد أخطأ كثيرا بعدم تدخله «الاستثنائي» فى عمل لجنتى الحكام والمسابقات، ولو بمكالمتين هاتفيتين لكل من الكابتن وجيه احمد الرئيس «المؤقت» للجنة الحكام وعامر حسين رئيس لجنة المسابقات.. ولا أظن أن كل مكالمة كان سيستغرق زمنها اكثر من دقيقة واحدة كانت كفيلة بأغلاق باب المشكلات من قبل ان يتم فتحه وبصورة ودية سرية لا احد يعلم عنها اى شئ. والذى حدث ان نادى الزمالك كان قد اعترض على الحكم محمود البنا، واعترض ايضا على ملعب الدفاع الجوى المرتبط بعقول ونفوس لاعبيه ومسئوليه وجماهيره بأسوأ الذكريات.. ومن غير ضرب للودع وقراءة الفنجان توقعت حدوث كل هذا السيناريو الذى حدث فى حال انتهاء مباراة الزمالك وطلائع الجيش بالنتيجة التى آلت اليها وما صاحبها من قرارات تحكيمية كان الجميع سيرفضها حتى لو كانت صحيحة. لا أريد ان اعفى جمال علام من المسئولية وكذلك نائبه حسن فريد وباقى اعضاء المجلس الاجلاء وخاصة المهندس محمود الشامى الاكثرفهما ومرونة و خبرة فى مواجهة مثل هذه المشكلات.. والقول الذى ردده وجيه وعامر حسين بأن النزول على رغبة نادى الزمالك كان سيعد انتقاصا لهيبة التحكيم والمسابقات مردود عليه بأن ما حدث بعد المباراة لم ينتقص من هيبة اتحاد الكرة كله ؟! باختصار اقول إن ماحدث وسيحدث من رئيس نادى الزمالك يؤكد المقولة الشهيرة :«اعظم النار من مستصغر الشرر». لمزيد من مقالات على بركة