أطلق الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية, حزب الدستور رسميا مؤذنا بميلاد تيار وسطي سياسي في مصر. ودعا الأحزاب إلي تشكيل قوة موحدة لانقاذ الثورة. وحدد البرادعي وكيل مؤسسي الحزب في المؤتمر الصحفي الأول للإعلان عن تأسيس الحزب أمس أهداف هذا الحزب, في إنقاذ الثورة المصرية بعد أن انحرفت عن مسارها وقاربت من إجهاضها, واستعادة وحدة المصريين في تحقيق أهدافها عيش حرية كرامة إنسانية ولم شملهم بعدما تم تنحيتهم جانبا خلال المرحلة الانتقالية, والعودة مرة أخري لبداية الثورة عن طريق عمل سياسي منظم وموحد الهدف لنقل السلطة رئاسة وبرلمانا وحكومة للجيل الجديد, والعمل علي بناء دولة مستقلة توفر الحياة الكريمة لكل المصريين وتمكنهم من الاعتزاز بكرامتهم والعيش أحرارا. وقال البرادعي أمام المئات من مؤسسي ومؤيدي الحزب الجديد في مقر نقابة الصحفيين أمس قد نكون خسرنا معركة قصيرة خلال الفترة الإنتقالية.. لكننا بالتأكيد سنكسب الحرب. وأضاف وسط هتافات الحاضرين شد القلوع يا برادعي.. مفيش رجوع يا برادعي إنه قد حان الوقت لنقل السلطة إلي جيل الشباب الذي فجر الثورة, والعمل علي بناء كوادر وقيادات من الشباب لتسليمهم السلطة في أول انتخابات تشريعية ورئاسية مقبلة. وكشف أن الكثيرين من أحزاب أخري طلبوا الانضمام ل الدستور, غير أنه أكد رغبة المؤسسين في التعامل مع ملف العلاقة مع الأحزاب الأخري بشكل منظم, تمهيدا للوصول إلي مرحلة من الاندماج أو تكوين جبهة أو ائتلاف. وبشأن إيديولوجية الحزب, قال البرادعي: ليس لنا ايديولوجية, غير أننا جميعا مصريون, مضيفا لا أعتقد في مرحلة بناء دولة من الصفر, أن ينشأ خلاف بين اليساري أو اليميني حول أولويات المرحلة الحالية من ضرورة توفير التعليم لمجتمع ثلثه لا يقرأ ولا يكتب, وتوفير رعاية صحية لنصف المجتمع الذي لا يخضع لأي مظلة رعاية صحية, ورفع مستوي الدخل لنصف المجتمع الذي يقل دخله السنوي عن0081 جنيه, وخمسه يعيش بثلاثة جنيهات في اليوم. ودعا البرادعي إلي العمل, ونسيان الشعارات الجوفاء قائلا: إيديولوجيتنا هي العلم والكفاءة, والمصداقية والمحاسبة والديمقراطية التي هي مدخلنا للإنطلاق إلي الأمام في مشروع نهضوي. وأبدي ثقته في أن الدستور سيكون هو الحزب الذي سيبني مشروع نهضة مصر المستقبل, كما سيكون حزب مصر الوسطية والاعتدال والمساواة والسماحة والعدل. وأعلن البرادعي عن عقد لقاء جماهيري موسع يوم الجمعة81 مايو المقبل لتدشين الحزب جماهيريا, مشيرا إلي أن إجراءات تنظيم الحزب ستستغرق نحو شهر أو شهرين. وقال الطبيب أحمد حرارة وكيل مؤسسي الحزب في كلمته التي ألقاها ممثلا للشباب: إنه دخل هذا الحزب لأنه يحلم بتغيير نفسه, فيما قالت جميلة إسماعيل في كلمتها التي ألقتها أمام المؤتمر ممثلة عن المرأة: هذا الحزب ليس لقطيع, وليس للبرادعي ولكنه لكل المصريين ولكل المهمشين. وفاجأ الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم, مؤسسي حزب الدستور, بحضور المؤتمر الصحفي الأول للإعلان عن تأسيس الحزب, وصعد نجم إلي المنصة وقبل الدكتور محمد البرادعي, والروائي علاء الأسواني العضو المؤسس معلنا انضمامه للحزب, لتدوي في القاعة عاصفة من التصفيق. وألقي نجم قصيدتيه اتجمعوا و صباح الخير علي الورد اللي فتح في جناين مصر, تحية للحزب, وسط هتافات الحاضرين قول يا نجم قول.. سمع الفلول وقام البرادعي إثر انتهاء نجم من إلقاء شعره, بالاتجاه نحو نجم ومعانقته بحرارة. كما أعلنت والدة الشهيد خالد سعيد عن انضمامها للحزب, بعد أن حياها الأسواني, وسط هتافات الحاضرين كلنا خالد سعيد. وشهد المؤتمر الصحفي اقبالا كثيفا من جمهور المؤيدين للحزب مما أدي الي حدوث مشاحنات بين لجنة التنظيم وعدد كبير من المشاركين بعدما تعذر دخولهم قاعة المؤتمر التي امتلأت عن آخرها, الا أن الدكتور البرادعي طالب في نهاية المؤتمر بفتح أبواب القاعة وقدم اعتذاره لهم ووقعت اصابات بسيطة بسبب الاحتكاك والتدافع, اثر محاولة جانب من الاعلاميين والجمهور دخول القاعة.