لنا جميعا آلات سفر عبر الزمن منها ما يعيدنا إلى الوراء, وتلك اسمها الذاكرة, ومنها ما يدفعنا إلى الأمام، وتلك نسميها الأحلام» هذه مقوله الممثل الإنجليزى جيرمى أيرونز التى عمل بها وطبقها شاب مصرى أطلق لخياله العنان وأخذ يفكر خارج الصندوق عندما صعد هرم خوفو وجبل سانت كاترين حتى وصل إلى جبال الألب الشهيرة.. وأنه المغامر المصرى المعاق حركيا مازن حمزة. يحكى مازن «28 عاما» قصته لصفحة «صناع التحدي» فيقول: ولدت فى العراق أثناء حرب الخليج، لذا لم أحصل على التطيعم مرض شلل الأطفال وتعرضت للإصابة بإعاقة حركية, لكن الله رزقنى بأب وأم على درجة كبيرة من الوعى والدراية جعلتهما لا يشعرانى مطلقآ بأى إعاقة، حيث التحقت بالمدرسة وكنت أتمرن على السباحة وشاركت ضمن فريق الكورال بدار الأوبرا المصرية، كل هذا أكسبنى ثقة شديدة بنفسى وجعلنى أعيش حياة طبيعية كلها حيوية، وكنت طفلا شقيا جدا, عندما وصلت إلى المرحلة الإعدادية أجريت عمليات فى قدمى ولكنها لم تنجح, وواصلت تعليمى حتى التحقت بكلية التجارة جامعة عين شمس، ولظروف خاصة قمت بسحب أوراقى من الكلية، وبعد عام تقريبا أردت استكمال الدراسة مرة أخري، ولكن إدارة الكلية لم توافق، فالتحقت بكلية الإعلام بالتعليم المفتوح وحاليا أدرس بالفرقة الثالثة. «خوفو» كان البداية وعن كيفية دخوله عالم المغامرة وأن يصعد قمم الجبال يذكر مازن: عندما قامت ثورة 25 يناير وجدت أنه لابد وأن أفكر بأسلوب مختلف وأبحث عن حقوقى وعبرت عن ذلك بصعودى هرم خوفو حاملا لوحة مكتوبا عليها (أين حقوق ذوى الإعاقة) بعد ذلك صعدت جبل سانت كاترين خلال ثمانى ساعات بصحبة فريق إيطالى قام بتشجيعى بحماس منقطع النظير، وهنا كانت بداية معرفة الجمعيات الخاصة بذوى الإعاقة بى واهتمامهم بنشاطي, وتوالت مشاركاتى معهم حيث شاركت فى لجان الاستماع للدستور, وذهبت من أقصى الصعيد إلى مرسى مطروح لتوعية ذوى الإعاقة بأهمية المشاركة السياسية. الحلم والحقيقة ويضيف: ذات مرة وجدت على شبكة الإنترنت إعلانا لإحدى شركات الاتصالات يقول أرسل لنا حلمك وسوف نحقق أحلام عشرة متسابقين، فشاركت وكان حلمى أن أكون أول معاق يصعد جبال الألب بسويسرا وأرسلت إليهم حلمى هذا ووصلت إلى المرحلة النهائية من المسابقة، لكن كان يشترط وجود جمهور يعطونى صوتهم, فى تلك الأثناء تلقيت دعوة من إحدى المؤسسات فى كوريا الجنوبية للمشاركة فى مؤتمر السلام للشباب وسافرت للمؤتمر وحصلت على شهادة تفيد بأننى شخص مهم فى السلام المجتمعى فى منطقة الشرق الأوسط وبعد ذلك عدت إلى مصر ووجدت 834ألف شخص قاموا بالتصويت لصالحي، وكانت مفاجأة مذهلة لم أكن أتصورها مطلقا، وسافرت إلى سويسرا وصعدت جبال الألب خلال ثلاثة أيام وعندما عدت إلى القاهرة وجدت استقبالا حافلا من المهتمين بذوى الإعاقة وأصبحت أحمل لقب «المغامر». أيقونة ذوى الإعاقة بعد ذلك قمت بالانضمام إلى أحد الأحزاب كأمين عام ذوى الإعاقة به، وأصبحت أقوم بتجميع ذوى الإعاقة فى المحافظات والجمعيات وتوعيتهم سياسيا وحاليا أبحث عن أربعة آلاف شخص من ذوى الإعاقة ليشكلوا قوائم المحليات، وبذلك يكون ذوو الإعاقة موجودين بالمشهد السياسي. ويختتم حديثة قائلا: أهم ما يشغلنى هو عمل تعداد صحيح لذوى الإعاقة لحصر عددهم وحل كل مشكلاتهم، وأحلم بأن أكون أيقونة لمتحدى الإعاقة وقريبا سوف أصعد إلى جبل «توبا» بالمغرب.