أمطرت سحابة الحزن دمعها فى قلوب المصريين ألما وأسى على الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن وهم يواجهون فئة إرهابية ضالة، باعت نفسها للشيطان واتخذ أعضاؤها من الإسلام رداء يحتمون ويقتلون به، وساروا وراء فتاوى التكفير، وجماعات الإسلام السياسى التى هى صنيعة أمريكية وربيبة أوروبية، ولقد فجرت غيمة الحزن ينبوع الثأر الوطني، وفى ظل الغضب الذى تعالى فى الأرجاء رحت أبحث عن نشطاء حقوق الإنسان الذين صدعوا رءوسنا على مدى سنوات لعلى أراهم متلبسين بمشاعر الوطن، ومواكبين أحزانه على شهدائه أين هم؟ ما موقفهم من المأساة؟ ماذا قالوا؟ هل أدانوا الفعل الوحشي؟ وهل وقفوا مع الشعب للثأر وتجاوز المحنة؟ هل اجتمعوا وقرروا مخاطبة نظرائهم فى الداخل والخارج لتوضيح المسألة؟ هل ذهبوا الى سيناء ودرسوا المكان والطبيعة واختراقات الأمن؟ هل اجتمعوا مع أهالى الشهداء.. الآباء والأمهات الثكالى والأطفال اليتامي؟ هل زاروا المصابين فى مستشفياتهم؟ وهل تبرعوا لهم بالمال والمؤازرة أو حتى الكلمة الطيبة؟! هل عقدوا مؤتمراتهم فى القرى والعشوائيات بعيدا عن الفنادق الرحبة لتوضيح الأمر، وبث الطمأنينة وغرس الأمل؟ هل وقفوا مع القادة، ومع القرارات الثورية التى تأخرت كثيرا لمواجهة الإرهاب؟. بحثت عن شيء، أو صفة، أو علامة، أو هيئة تثبت أنهم مصريون، يهمهم ما يحدث لوطنهم، ويحزنهم ما يدور فيه، وللأسف أصبت بصدمة، وتأكد لى أن من لا يدافع عن الوطن لا يستحق أن يحمل جنسيته، وأن من يأتمر بأوامر الخارج أمريكا وغيرها يجب ألا يترك هكذا ليبث السموم، ويهدم الوطن.. وإننى أتعجب كثيرا من موقف الدولة من هؤلاء.. وكيف نغمض العين عما يحدث فى الداخل ونفتحها على اتساعها خوفا من الشيطان الأكبر ومنظمات الغرب!؟ لقد فقد المواطن ثقته فيهم «نشطاء وحقوقيين»، وكشف خباياهم بدءا من المال الذى يأتى من الخارج، ومن البرامج التى تدربوا عليها لإثارة الفوضي، وتحقيق هدف الغرب الشيطاني.. وها هم يواصلون أدوارهم الدنيئة حين يدافعون عن المؤتمرين أمثالهم. ترى هل يستحق أمثال هؤلاء الاحترام؟ وهل هم جديرون بالانتساب الى الوطن؟! ثم هل يظلون فى مأمن بعيدا عن القانون الذى ضل طريقه اليهم؟!! الأديب: محمد قطب