'عزيزي دونالد ترامب, اسمي مروة, مسلمة, سمعت بأنك ترغب منا أن نرتدي شارات هوية, لإظهار أننا مسلمون, ولهذا قررت أن اتخير لنفسي واحدة, إذ لا يمكن التعرف علي بسهولة كمسلمة بمجرد النظر إلي, ولهذا تركت لك الشارة التي ارتديها لتعلمكمنأنا بفخر, الشارة التي تخيرتها هي شارة السلام, لأنها أنسب ما يمكن أن يشير إلي ديني, وتعاليمه, إنه الدين الذي حثني علي نبذ الظلم, وأمرنا بالوحدة, هو الدين الذي علمني أنقتلنفس بريئة بغير ذنب يعنيقتلالإنسانية جميعا, علمت أنك تريد تتبعنا, عظيم, يمكنك تتبعي في المسيرات التي أنظمها لأجل التوعية بمرض السرطان بالقرب من المدرسة المحلية, أو متابعتي في عملي الذي يهدف إلي خلق السعادة لدي الجميع, يمكنك كذلك أن تلاحقني لدي المسجد الذي ارتاده, والذي يقوم بإعداد وجبات للمشردين, ويرحب بهم جميعا في صحنه مهما كانت ديانتهم, فربما بعد تلك المتابعة والملاحقة, تدرك من أنا وتعرف أنني كمسلمة لا أقل إنسانية عنك. سلام عليكم'... وكان هذا ما كتبته الفتاة المغربية المسلمة مروه بالكار ردا علي تصريحات المرشح الأمريكي المحتمل للرئاسة دونالد ترامب الذي تفتق ذهنه عن آليات جديدة لتفعيل عنصرية من نوع خاص تجاه المسلمين المقيمين في أمريكا علي إثر أحداث الإرهاب الأخيرة في باريس والطائرة الروسية! وطبعا هنا وجب علينا التحية لمدعي الإنسانية وبارونات حقوق الإنسان علي كوكب الأرض أولاد العم سام ربنا ينتقم منه أصل عندهم بشر وعندنا غير آدميين, لكن تبقي المرأة العربية ذات نفوذ عقلية وكيدية من الطراز الأول, علي الرغم من الصورة المقززة التي يحاول تصديرها المتأسلمون حول شكل المرأة وعوراتها وخلافه, إلا أن التاريخ الإسلامي بات يرصد بطولات بنات حواء, وحيلهن لإعلاء الإسلام بل والحرية والكرامة, والباعث للأمل حقا هو حصول منشور' مروه' علي أعلي نسبة إعجاب وتعليقات ومشاركة علي موقع التواصل الاجتماعي' الفيس بوك' حيث حصد علي613 ألف علامة إعجاب وما يزيد عن163 ألف مشاركة مما أخرج' مارك زوكربرج' مؤسس الفيس بوك الأمريكي عن لياقته والتزامه بالحيادية والمشاهدة فقط فتم ضبطه متلبسا بعلامة إعجاب في سابقة هي الأولي من نوعها. بما لا يدع مجالا للشك أن الحق أحق أن يتبع, وأن الدول والمجتمعات لا تؤخذ علي عواهنها ولا بقادتها فكل بلد به الصالح والطالح, وبلادنا نحن أيضا بها عرب ومسلمون لا ينتمون إلا لجنسية' المال' وهوية' المصلحة' حتي ولو علي حساب أرواح الناس ولكم في' يوسف زيدان' خير مثال!! ذلك الشخص الذي قرر أن ينسف التاريخ بجرة قلم, بل ويسرب الشك الينا في معتقداتنا وهويتنا, ويسخر قائلا' لا معني من محاربة إسرائيل لأن الأقصي بتاعهم مش بتاعنا'!! فضلا عن إمبراطور التويتر المدعو البرادعي الذي يبذل قصار حروفه في تأجيج النار التي تحاصر الوطن بينما يتكيء هو علي وسادات' ريش النعام' الفاخرة متناولا قطع الشوكولاتة السويسرية الباهظة والتبغ الكوبي' البيور' والنبيذ الفرنسي الطازج, كنوع من المواطنة عن بعد وهو في الحقيقة عار علي اسمه الذي يحمله! بينما تحول صوت المرأة من عورة الي ثورة وربما صفعة علي وجه الأفاقين رغما عن المتأسلمين. لقد ضاقت الأنفس بما حملت ووصل الغضب الي الحلقوم من فرط تلك الفجاجات والإسفافات التي يرتكبها البعض تحت شعار' الوطنية' التي انتحرت في ظروف غامضة' والثورية' التي انحرفت الي سكة الحرام للبحث عن قرشين وسط الزحام, وعلينا الاعتراف جميعا أننا نحيا في عصر تكالبت عليه شهوات السلطة والمال بشكل أفقد الوطن توازنه! والحقيقة أن مصر لا تستحق كل تلك الآفات, لكنها باتت في أشد الحاجة الي العقول العامرة والأفكار المعمرة والأيدي الفاعلة, وكفي بكاء علي الأطلال, فماذا سيفعل الربان وسط الإعصار ان لم يع الجميع ماذا هم فاعلون لإنقاذ أنفسهم وسفينتهم قبل فوات الأوان, شريطة الامتناع عن التطبيل' لأن الطبلة دابت' ولا داعي للبخور' منعا للحساسية الصدرية'... يا رب نفهم! [email protected]