هذه وصية بليغة من كتاب «روضة العقلاء» نقلتها بتصرف فى زمن عزت فيه الوصايا، وقد كتبها الخطاب بن المعلى المخزومى لابنه، فقال: يابنى عليك بتقوى الله وطاعته وتجنب محارمه، وإياك وهزر الكلام وكثرة المزاح، فإن ذلك يذهب البهاء ويوقع الشحناء.. الق صديقك وعدوك بوجه الرضا وكف الأذي، وقلل الكلام وأفش السلام، وإن تكلمت فاختصر، وليكن مجلسك هاديا وحديثك مقسوما. وإذا وعدت فحقق وإذا حدثت فاصدق، ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم ولا تخافت به كتخافت الأخرس، وتخير محاسن القول بالحديث المقبول، واعلم أن الجشع يدعو إلى الطمع، والتعفف خلق كريم، ومن تعدى القدر هوي، والصدق زين والكذب شين، وتشبه بأهل العقل تكن منهم، وإياك واخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم، وقربهم أعدى من الجرب. يابنى إن زوجة الرجل سكنه، فإذا أردت الزواج فاسأل عن أهل زوجك. فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة. جعلك الله يا بنى ممن يقتدى بالهدى ويأتم بالتقى ويحب الرضي. والله خليفتى عليك والمتولى لأمرك»، وأقول لكل أب أيها الأب الكريم، ابنك فلذة كبدك وأمانة فى عنقك وزينتك، وذخرك فى الدار الآخرة، إن يكن صالحا فمثل ثواب عمله يكون لك، فينبغى أن تقوم عليه فى أدبه وتنظر فى أوده وتلهمه حلمك وتمنحه علمك حتى يقوى فكره، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وخير ما ورث الرجال بنيهم أدب صالح وطيب ثناء، خير من الدنانير والأوراق فى يوم شدة ورخاء. محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم بالشرقية