اسم يوسف زيدان يرتبط في أذهان قرائه برصد الواقع والتاريخ من خلال منظور روائي يأخذك إلى عالم مختلف. فعندما يكتب زيدان عن الحب يكون هذا الحب ضمن حقبة زمنية تمتلئ بتفاصيل كثيرة عن التاريخ والصراعات الدينية والسياسية من خلال أبطال تعيش معهم في عالمهم. كتابه «فقه الحب», الذي صدر عن دار الرواق للنشر، يختلف عن طريق يوسف زيدان الأدبي الذي اعتدنا عليه.الكتاب يحاول الارتقاء بالمشاعر الإنسانية في وسط زحام المصالح والصراعات وبحور الدم ، محاولة رائعة مكتوبة ببلاغة شعرية وألفاظ رشيقة وجُمل رائعة تبتعد معها عن هذا العالم, وكأن الكاتب أراد أن ينقلنا لما يسكن بداخلنا دون أن نشعر. فمن منا لم تؤثر فيه كلمات الحب ولغة العاشقين؟.. من الممكن ان ننسي في زحام الحياة, أن نسمع ونقول كلمات الحب, ولكنها عندما تمر أمامنا تجعلنا نعيش الحالة ونتذكر أننا بشر بل ونتذكر إنسانيتنا المفقودة، كان اختيار زيدان لكلمة فقه موفقا, لأننا اعتدنا أن يكون الفقيه في مجالات معينة دينية أو قانونية, ولكننا لم نعتد أن نسمع عن فقه المشاعر. في ملحمة العشق تلك يقول زيدان: الحبُّ ابتداؤه شغفٌ وأوسطُه اشتهاءٌ لا يُنهيه ارتواءٌ، وغاياتُه اشتياقٌ إلى رجفاتِ البدايات، قد ينقم المحبُّ على المحبوب فيؤلمه، فإن لم يتألم معه، فلا هو مُحبٌّ ولا محبوبه محبوبٌ.. أن تُحبَّ شخصاً يعنى.. أن تُكذِّبَ كُلَّ المُحيطين بكَ، وتُصمَّ أُذنك عن كلِّ مَن كنتَ تُنصتُ إليهم دوماً، وتُخالفَ كلَّ ما كنت تعتقد. ليكون المحبوبُ وحده هو المُعتَقَد، والمُصدَّق، والمُستَمع إليه.. وتلك مخاطرةٌ غير مأمونة العواقب.. - الحبُّ فيه تحليقٌ ونُبل.. وليس فيه حقوقٌ أو واجبات، صوابٌ أو خطأ، إيمانٌ أو كُفر.. - كلّما احتدمتْ أحوالنُا واحتدّتْ من حولنا، مثلما هو حالنا اليوم، اشتد احتياجنا إلى الحب.. كطوقِ نَجاة. - طريقُ الحبِّ السماوى لا يبدأ إلا بالعشق الأرضى، فإن انتقل القلبُ إلى الأفق الأعلى، صفا من مُكدّرات الحال فى زمن البدء، وتسامى عن مشوّشات الحب: الغيرة، الأنانية، وَهْم الامتلاك.. ومثل ذلك من أحوال الكائنات الزاحفة، لا الصقور المحلّقة فى السماوات العُلى. الكتاب: فقه الحب الكاتب: يوسف زيدان الناشر: دار الرواق 2015