بتنا نصحو وننام على آلام منطقة مشتعلة بالنار والدمار، كل أطرافها يتنازعون على ما يمكن أن يقتنصوه منها، حتى من لم يكن لديه حوار سار يلهث ليكون له دور، فهذه منطقة الشرق الأوسط بؤرة الأوجاع والمشكلات فى العالم، منحتها أمريكا وشركاؤها صفة القلق الدائم حتى باتت لاصقة لها، وذلك بهدف تقسيمها، كما أن لديهم عقيدة أن العرب أصحاب الثروات البترولية لا يستحقونها، فلابد أن تقطعهم إلى قطع وشظايا. هكذا قال مهندس السياسة الأمريكية هنرى كيسنجر وعليه أصبحت فعلا ودعمتها كونداليزاريس بأنه لابد من إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط الجديد، وبدأت تتحقق فعلا، بدءا من العراق التى أصبحت دموعها تسيل بين أسئلة عالقة، وبعد ما سادها الخراب باتت الاعتذارات تلو بعضها البعض، وهاهو بوش الابن يعترف بأنه أخطأ وأن ما سربته المخابرات الأمريكية كان مجرد معلومات خاطئة، وعليه أبدى تونى بلير أسفه أيضا لمشاركته فى العراق. وبالتالى لابد من مطالبة أمريكا وبريطانيا بتعويضات تعادل الخسارة التى مزقت العراق، وحولته إلى لا دولة، وإذا كنا نطالب بتعويضات تبدأ بالنفسية والاجتماعية والاقتصادية، والجيش الذى تمزق ورحل بعيدا، هذه التقسيمات لابد أن تأخذ نصيبها من التعويضات، ولدى ملامة أوجهها إلى العراق الشقيق: لماذا لا تلجأوا إلى المحافل الدولية والتى تدعى أنها مناصرة للحق، عليكم من الآن وصاعدا التوجه لرفع قضايا لأخذ حقكم ، وما أفرغ من دولة حتى أجد الأخري، فالمصيبة واحدة وإن اختلفت الأولى للقضاء على أسلحة الدمار الشامل، والثانية لمواجهة طغيان الأسد كما يدعون، فهم الذين أوفدوا الدواعش وشركاءها، الفاعل واحد فى كل هذه الدول، ولم يكتف بذلك إلا أنه توجه بالخراب إلى دول الخليج، فحرض الحوثيين فى اليمن لاستنزاف ثروات الخليج، وبات التحالف الذى شرف على عام لمحاربته، ووجه ضرباته إلى ليبيا التى لم تكن أسعد حالا من قريناتها العربيات، وعاد بكل الحيل للثأر من مصر، ولكن لن يفلح، وهذا سر تألمه لأنه لم يحقق الغرض المطلوب، هذه الدولة والتى يصحبها الاتحاد الأوروبي، وأعنى أن أمريكا استعمرته وسلبت إرادته، ولكن بالقطع سيجنى ثمار ما يفعله، لكن بذلنا كل جهدنا وطاقتنا فيما صدرته الدولة الكبرى وأمريكا من بواعث دينية باعتبار أن الدين هو الحياة الدنيا والآخرة، فسافرت بهؤلاء الخارجين إلى حيث يريدون وتهواه نفوسهم الضعيفة ودربتهم على هذا لتكون بمثابة ملهاة عما تريده هى من أطماع. والحقيقة أن هؤلاء أعيتهم الحيل ونظروا إلى ما قدمته لهم من إغراءات وتصوروا أنهم يقومون بعمل مقدس لما صدر لهم من وهم عاشوا فيه وانصب وقتنا وجهدنا على كيفية محاربتهم، وعلاج هذا الوباء القادم، وتناسينا أن هناك ما هو أخطر، فماذا إذن تفعل أمريكا فيما تراه من غضب الطبيعة باعتبارها رئيس مجلس إدارة العالم؟، فالثابت من الرؤى التى تعلن عنها الطبيعة أنها ستشمل أعاصير وزلازل وبراكين، وطقسا سيئا يصعب معه الحياة، ولن ترحم، إنها لا تفرق فلا تعمل حسابا لصغير أو كبير. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين