فى الغالب الأعم التنظيمات المتطرفة تكون صناعة أجنبية وخارجية، فمثلما صنع الإنجليز جماعة الإخوان فى 1928، وحصلت على أول خمسمائة جنيه من المحتل البريطانى، جاءت أمريكا ومخابراتها لتصنع تنظيم القاعدة من رحم الإخوان، وتم استخدام «بن لادن» و«الظواهرى» فى محاربة الروس الكفرة!.. وانتهت مهمة القاعدة فانقلب السحر على الساحر، وفجرت القاعدة برجي مركز التجارة العالمى كتخليص حق لفواتير لم تسددها مخابرات أمريكا. وبشرتنا الست كونداليزاريس وزيرة خارجية بوش بالفوضى الخلاقة فى منطقتنا، وحلمت بالشرق الأوسط الجديد والكبير، وأخذتنا العزة بالإثم ولمن صدقها، واحتلوا العراق، وتم نحر أول رئيس عربى فى الزمن الحديث فى عيد الأضحى ولم نصدق، وقسموا السودان إلى شمال وجنوب، ومازال التقسيم مستمراً، وولد تنظيم النصرة من رحم القاعدة وتلاه ميلاد داعش، واختلفت داعش مع النصرة وأيضاً القاعدة، واختلفت النصرة مع داعش وتحالفت مع القاعدة، وأطلقت أمريكا يد داعش فى العراق والشام، لنشر ثقافة التقسيم، وأمدت تركياوقطر النصرة أولاً لتقسيم سوريا، ثم داعش، وخرجت داعش عن الخط الأمريكى قليلاً ومؤقتاً، واقتربت من الخطوط الحمراء، وتماست مع الأكراد والشيعة، ولخبطت أوراق اللعب الأمريكى، فضربت طائرات البحرية الأمريكية داعش فى مشروع الدولة التى أعلنتها فى العراق والشام. وأعلنت أمريكا قيام تحالف غربى للقضاء على الدواعش المتمردين على المخطط الأمريكى، وتحولت أمريكا إلى المنطقة العربية لتمول خطة ضرب داعش، وبالمناسبة داعش لا تزيد علي عشرين ألف مقاتل على أكثر تقدير، والمفارقة أن أمريكا تريد حشد 40 دولة لمحاربة هؤلاء الخوارج، لأنهم إرهابيون، وأشاعوا الإرهاب والرعب فى العراقوسوريا، وهذا حق يراد به باطل، لأن تداعيات الإرهاب الدواعشى بدأت تتسلل إلى أوروبا وبدأت إنجلترا تشرب من نفس الكأس الأمريكى، عندما انقلبوا على القاعدة، واعتبروها مارقة، الآن داعش تخرج عن المرسوم لها، فبدأت أمريكا تعيد حساباتها مع النصرة وداعش، وبدأ الغزل لإيران وبشار الأسد، وخرج من البيت الأبيض من يطالب بالحفاظ على بشار وتأديب النصرة وداعش. ودعا «كيرى» العرب للمشاركة فى محاربة إرهاب داعش، وأصبحت قطر الممول الرئيسى لداعش أحد أركان مؤتمر كيرى، بل ستكون أيضاً من أبرز الممولين، رغم تحفظ تركيا شكلياً، ودعا هذا الموقف الأمريكى وتابعوه إلى خروج صوت وزير خارجية مصر فى الاجتماع متسائلاً لكيرى: أين كُنْتُمْ طوال الفترة الماضية عندما كانت مصر وما زالت تتعرض لإرهاب جماعة الإخوان؟ الواضح أن أمريكا لا تستحى أن تكرر عشرات المرات خداع العرب، والاستمرار فى مسلسل التقسيم، واستخدام كل الوسائل والتنظيمات الإرهابية، وتوظيف قيام الكيانات الدينية ودفع الخوارج والمتطرفين من المتشددين إسلامياً، ليكونوا كيانات إسلامية صغيرة، ويمكن جمعها تحت راية ما يسمى «دولة الخلافة»، وتستخدم كل التنظيمات ابتداء من «الإخوان» و«القاعدة» و«النصرة» و«داعش» وغيرها من التنظيمات الدينية الصغيرة، والهدف الكبيرة هو الوصول إلى شكل من أشكال الدولة الدينية الإسلامية، ليقابلها الدولة الدينية اليهودية، ويتحقق الحلم الصهيوني كاملاً، والمرسوم على خريطة الكنيست من النيل إلى الفرات، وبالفعل وصلت إسرائيل إلى إثيوبيا، والعراق تم تقسيمه بشكل أو بآخر، وسلملى على كيرى والتضامن العربى؟