دعت المعارضة السورية إلى الالتزام بالحفاظ على مؤسسات الدولة مع ضرورة إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية خلال المرحلة الانتقالية المقررة فى سوريا، مع تمسكها برحيل الرئيس الأسد ورفضها لوجود جميع المقاتلين الأجانب أو أى قوات أجنبية مسلحة على الأراضى السورية. وذكرت فى بيان لها بعد ختام جلسات مؤتمرها بالرياض الذى استمر لمدة يومين أن مختلف أطياف المعارضة السورية السياسية والعسكرية الممثلة بالمؤتمر توصلت فيما بينها إلى اتفاق على الوثيقة السياسية ورؤية موحدة لعملية التسوية وتشكيل هيئة عليا للوفد المفاوض من قوى الثورة والمعارضة السورية مقرها مدينة الرياض، لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي، وتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلى الحكومة السورية نيابة عن المجتمعين". وقال سمير نشار عضو هيئة التنسيق الوطنية إن الاتفاق بين فصائل المعارضة نص على تأكيد أن"حل الأزمة السورية هو سياسى بالدرجة الأولى وفق القرارات الدولية، مع ضرورة توفر ضمانات دولية، وإن عملية الانتقال السياسى فى سوريا هى مسئولية السوريين، وبدعم ومساندة المجتمع الدولي، وبما لا يتعارض مع السيادة الوطنية، وفى ظل حكومة شرعية منتخبة". وأضاف أنه"تم الاتفاق كذلك على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، دون أن يكون لبشار الأسد، وأركان ورموز نظامه، مكان فيه، أو فى أى ترتيبات سياسية قادمة"، مشيرا إلى أن"المجتمعين أبدوا استعدادهم للدخول فى مفاوضات مع ممثلى الحكومة السورية، وذلك إستنادا إلى بيان جنيف الصادر بتاريخ 30يونيو 2012، والقرارات الدولية ذات العلاقة كمرجعية للتفاوض، وبرعاية وضمان الأممالمتحدة، وبمساندة ودعم المجموعة الدولية لدعم سوريا، وخلال فترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها مع الأممالمتحدة". ومن جانبها، أكدت سهير الأتاسى العضو فى الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة تشديد الحضور على رفضهم للإرهاب بجميع أشكاله ومصادره، مشيرة فى الوقت ذاته إلى تأكيد المجتمعين رفضهم لوجود جميع المقاتلين الأجانب، والمليشيات والجماعات المسلحة، والقوات الأجنبية على الأراضى السورية، ومطالبتهم بطردها من أرض الوطن. جاء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أن مؤتمر المعارضة السورية فى السعودية حقق تقدما ويسهم فى زيادة فرص استئناف مفاوضات السلام الأسبوع المقبل. وأضاف كيرى أن عقد اجتماع بشأن الأزمة السورية يوم 18ديسمبر الجارى فى نيويورك "لم يحسم بشكل نهائي". فى المقابل، انتقدت إيران اجتماع الرياض. وقال حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيرانى إنه" لن يسمح بأن تقدم مجموعات إرهابية نفسها باعتبارهم معارضين معتدلين وأن تسعى إلى تحديد مصير سوريا والمنطقة. وحول مستقبل الرئيس السوري، أكد وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف أنه «إذا استمر البعض فى طرح قضية الأسد بطريقة مصطنعة كعقبة على طريق تشكيل تحالف شامل لمكافحة الإرهاب، فلا مفر من اعتبار تصرف هؤلاء يسهم بشكل غير مباشر فى الاحتفاظ بالظروف المواتية لتمدد تنظيم داعش». فى سياق آخر، ذكر أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى فى كلمته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ أن مدينة الرقة السورية، التى تعتبر المعقل الأكبر لتنظيم داعش، ستبقى على حالها تحت سيطرة التنظيم الإرهابى لفترة غير قصيرة.