بعد خروجها من المستشفي إثر إجرائها لعملية جراحية في فقرات العمود الفقري تحدثت إليها هاتفيا وجاء صوتها خافتا ضعيفا وهذا شئ طبيعي لأي إنسان يتعرض لمثل هذه الجراحة وكنت أنوي الإطمئنان عليها ثم أتركها للراحة ولكن وجدت فيها كرم الضيافة الهاتفية كما عودتنا. دائما كإنسانة قبل أن تكون نجمة لها بريقها وعشاقها ومحبوها إنها القديرة نادية لطفي صاحبة القدرات الخاصة في الأداء الفني المتميز والشكل الجذاب والصوت الذي تعرفه من بين الاف الاصوات ولذلك كان الحوار معها عبر التليفون هادئا ورقيقا كما هو في السطور التالية نريد أن نطمئن علي صحتك بعد خروجك من المستشفي? أنا حاليا في فترة النقاهة والتي تستمر لأكثر من20 يوما استمع لنصائح الطبيب المعالج لي وهو الدكتور محمد رفعت استاذ المخ والاعصاب المعروف حيث نصحني بعدم الحركة وملازمة الفراش ملازمة شبه كاملة خاصة أن مثل هذه العملية تحتاج الي الراحة التامة حتي يلتئم الجرح حدثيني عن يوم في حياتك بعد إجراء العملية? أستيقظ متأخرة من النوم وأعيش حياتي بصورة طبيعية سواء بالنسبة للطعام الذي أتناوله حيث أن العملية لم تؤثر علي غذائي أو قراءة الصحافة أو مشاهدة التليفزيون وكل مافي الامر هو عدم الحركة لفترة محددة كيف كانت صحتك قبل إجراء العملية? كنت أتابع مع الدكتور المعالج منذ سنتين تقريبا وعندما إشتد الألم تقرر إجراء العملية علي الفور لماذا لم تجر العملية في الخارج؟ أنا عندي ثقة كاملة في الأطباء المصريين ولديهم كفاءة وخبرات متميزة لكنهم يحتاجون لتوفير الإمكانيات ووجدت كل الاخلاص والتفاني في العمل منهم داخل المستشفي وأيضا من فريق الممرضين والممرضات من قام بزيارتك او الاتصال للاطمئنان علي صحتك? العديد من الاصدقاء منهم عبد الرحمن الابنودي وزوجته نهال كمال وسميحة ايوب وميرفت أمين ونجلاء فتحي وليلي علوي والهام شاهين وهالة صدقي والمخرج عمر عبد العزيز وبوسي شلبي ودنيا ذو الفقار هل تتابعين مايحدث في مصر حاليا? طبعا انا متابعة جيدة من خلال وسائل الاعلام المختلفة وأري ان مصر أكبر من كل الأشخاص والتيارات والأحزاب ومصر كبيرة وستبقي كذلك ومايحدث حاليا تهريج وأن مصر تحتاج الي جراحة عاجلة لتنظيف كل شئ ومايضحكني المشتاقون لكرسي الرئاسة الذين حقروا وامتهانوا هذا المنصب الرفيع وأصبح الزحام علي منصب الرئيس مثل الزحام علي سرادقات العزاء في مسجد عمر مكرم وكلنا سنذهب في نهاية حياتنا الي عمر مكرم شئنا ام أبينا كيف تنظرين الي ثورة يناير بعد مرور أكثر من عام علي قيامها? أقول في البداية أن الثورة معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالي وكانت حلم الشعب المصري بأكمله وقد شارك فيها كل أطياف المجتمع من الاطفال والشباب والمرأة وهي ثورة عظيمة بكل المقاييس وأتمني أن تكتمل أهدافها بأسرع وقت لتحقيق حلم كل المصريين في هذا اليوم كنت اجلس امام شاشات التليفزيون وعندما سمعت قرار التنحي لم أتمالك نفسي من الفرحة العارمة وكنت في أسعد أيامي واسعد لحظة حيث أننا انتظرنا هذا اليوم منذ اندلاع الاحداث في25 يناير والكل كان يترقب قرار التنحي في أي لحظة هل جاء قرار التنحي في وقته? قرار التنحي تأخر عشر سنوات علي الاقل فالجميع كان يعرف التدني الذي وصلت اليه البلد في السنوات العشر الاخيرة في شتي مجالات الحياة السياسية والاقتصادية, والاجتماعية والفنية وغيرها وهذا أدي الي سخط عام لدي كل طوائف الشعب فكنا ننتظر الثورة في أي لحظة وأي وقت وأعتقد أن مصر وصلت في السنوات الاخيرة قبل الثورة الي التحليل والتحلل وهي مرحلة أصعب من المرض وتصل الي الموت وقد قامت الثورة ولكن من وجهة نظري انها تأخرت عشر سنوات علي الاقل هل كان لك دور كفنانة في بداية الثورة? نعم رغم الظروف الصحية الصعبة التي كنت أمر بها قبل وأثناء الثورة الاأنني كنت حاضرة بكل ماأملك في مساندة الثورة من خلال شراء بعض الاجهزة الطبية وأرسالها الي بعض المساجد والكنائس للمساهمة في علاج بعض المصابين وكنت علي اتصال دائم بالعديد من الزملاء الفنانيين والثوار والمجتمع المدني لتشجيعهم علي مواصلة المشوار والاستمرار في الثورة حتي نحقق مانريد وتضيف أن الفنان بطبعه ثائر ومحتج وأنا كواحدة من الشعب المصري العظيم تلقيت العديد من الاتصالات من مصر والدول العربية للتهنئة بالثورة ماهو تقيمك للثورة حتي الان? لابد أن نعترف ان الثورة خرجت عن الصياغة في الكثير من الاهداف التي قامت من أجلها وأن هناك ناس انقضوا عليها رغم أن دم الشباب ما زال ينزف وتضيف لن نعود للوراء علي الاطلاق كل ما في الامر اننا نستطيع ونمتلك المقومات التي تجعلنا ان نسير بخطي أفضل مما نحن فيه الان واننا تعثرنا كثيرا منذ قيام الثورة وتجادلنا في امور وهي لا تستحق الجدال علي الاطلاق. هل تخافين علي الفن من صعود التيار الاسلامي? من يحاول ان يثير مثل هذه الاقاويل من تخوف الفنانيين من التيارات الاسلامية فهو غير واقعي ولايعرف قيمة الفن لان الفن الراقي يصل الي الصوفية والصوفية ترتقي بالانسان في سلوكه وايمانة وحبه للخير أما العمل الفني الردئ فالكل يرفضة وينبذه ولايوافق عليه علي الاطلاق نحن نريد تصحيح المسار في الفن وفي كل المجالات الاخري كيف ترين اداء التليفزيون المصري بعد الثورة هناك تغير في الاداء ولكن يغلب عليه التغير الفني والتقني وليس الفكري الذي يحتاج الي بعض الوقت والجرأة في اتخاذ القرارات مع إعادة بناء تفكيره بشكل فعال وسريع