5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمار الشريعي في حوار خاص:
مبارك بدأ طيبا وانتهي غولاً أخاف علي مصر لأنها مازالت بلا ربان
نشر في الأخبار يوم 05 - 01 - 2012


الموسيقار الكبير عمار الشريعى
أتمني ألا يگون الرئيس القادم عسگريا أو إسلامياً
مبارك گان ينتظر »طبخ« جمال گرئيس لينصبه
لن ينسي أحد نداءه الشهير مساء الأحد 03 يناير من العام الماضي عندما طالب الرئيس السابق بالتنازل عن الحكم وبأنه لن يترشح مرة أخري للرئاسة ولن يرشح ابنه لها.. وعندما تأخر الرئيس السابق في الرد علي النداء وقعت معركة الجمل الشهيرة والتي راح ضحيتها العشرات فأعلنها عمار الشريعي صراحة: الموضوع صار فيه دم وشبابنا خط أحمر وعلي حسني مبارك وبطانته أن ترحل عن مصر.. وصف الرئيس السابق بأنه كان بسيطاً في عام 28 وكان يرفض ظهور زوجته في وسائل الإعلام بأي صورة من الصور ولكنه بعد 03 سنة كاملة من الحكم صار غولاً وكذلك زوجته التي تبنت علي ما يبدو فكرة التوريث لنجلها الذي وصفه بالصلف والتعالي.. يؤكد كذلك أن سفينة الوطن في خطر فنحن حتي الآن بلا ربان ويعلم الله من يكون والشراع والدفة مازالتا تحتاجان إلي العقل.. ويقول أن موقعة الجمل كانت مدبرة بعناية وأن الثوار كانوا علي يقين بوقوعها.. وإن الثوار مازالوا في سنة أولي سياسة وجددا علي الحركة السياسية ويحتاجون إلي الوقت ويدعوهم إلي توحيد الكلمة.
ويؤكد : اختلف مع السلفيين.. وأنتظر الإخوان ففيهم من العقلاء الكثيرون.. وعن الفساد يقول انه لم يكن ولا أي أحد يتخيل حجمه أو مستواه أو من يقومون به وأننا صحونا علي كارثة كبري.
وسألته هل عبرت الأغنية عن الثورة؟
وأجابني بصراحة: لا فالثورة أكبر بكثير وسيأتي اليوم لنجد من يعبر عنها..
كان هذا الحوار مع الموسيقار الكبير عمار الشريعي.
في البداية سألته: لماذا كان نداؤك لمبارك وهل عرفته عن قرب؟
أجابني الشريعي: أول مرة قابلت فيها الرئيس السابق كان ذلك في عام 2891 عندما دعا لاجتماع ولقاء مع كبار الفنانين والحقيقة وقتها كنت صغيراً ذهبنا إلي مقر الاجتماع في رئاسة الجمهورية ولحظات ودخل علينا مبارك والحقيقة من حديثه في ذلك الوقت وكان بسيطاً وسهلاً للغاية يضحك ويناقش ويرد علي الأسئلة مهما صغرت وفي كل الموضوعات.. من فرط بساطته معنا وقفت وقلت له السؤال اللي خطر علي بالي وكان أول أسئلتي هو هل يرضيك يا ريس في عهدك تسمع أغاني هابطة فسألني زي ايه؟ فأجبته زي أغنية »است وما لبست.. وقاسو ما جه مقاسه« وقال لي دي أغنية؟ وقلت نعم يغنيها بعض الشباب الشعبيين، وسأل وقتها الدكتور هيكل وزير الثقافة والاعلام هل هذا الكلام صحيح. والحقيقة بعدها فوجئنا أن الدكتور هيكل ترك الوزارة فهل كان ذلك بسبب هذا السؤال أم لا. لا أدري ولكن تردد أنه السبب.
هذا السؤال بعد 03 سنة في حكمه قطعاً لم أكن أستطيع أن أسأله له أو أجد من يمكنني منه.
وبعد سؤالي سأله الفنان جميل راتب وقال له مش عارفين نقابلك يا سيادة الرئيس ونشرح لك مشاكلنا. فقال له ببساطة والله يا أستاذ جميل أنا طول النهار يا في المكتب أو في الشارع ألف علي البلد. فقال له جميل ضاحكاً وضحك الجميع خلاص يا ريس نقابلك في الشارع.
تطرق الحديث إلي أمور كثيرة ولكن أذكر منها أنه تحدث عن قرينته سوزان مبارك وقال بالحرف جاءني صحفي كبير يريد إجراء حديث معها ولكني نهرته بشدة وقلت له يا حبيبي أنا مراتي لا تظهر في الأحداث الصحفية أنا مش زي غيري وقلت له ابعدوا عن مراتي وصرفت الصحفي ورفضت هذا الكلام مراتي خط أحمر!.
طبعاً يمكننا أن ندرك الصورة بعد سنوات طالت حتي 1102 أصبحت سوزان »غول« شيء تاني خالص وحسني مبارك نفسه.
لم يعلق فبادرته بسؤال آخر جاء مما قاله وعرفته من أحد الزملاء عندما قال له انكم لا تقرأون الجرائد ولا تتابعون الأحداث فقلت له يا ريس حضرتك واخد فكرة غلط عننا نحن نقرأ الجرائد والكتب ونتابع التحليلات السياسية واستدلالاً علي ذلك سألته ما الموقف المصري من حرب الخليج العراقية الإيرانية؟
واستغرب من السؤال وقال اه باين انك فعلاً متابع وتقرأ وشرح ما يحدث باستفاضة ولكنه لم يعلن لنا الموقف المصري بصراحة.
كان ذلك أول لقاء فماذا عن آخر لقاء؟
كان ذلك في عام 0002 وكان أوبريت فيه أغنية »عربية يا أرض فلسطين« التي غنتها آمال ماهر شعرت من داخلي ان فيه اختلاف صحيح ان علاقتي به أصبحت حميمة جداً فقد رفع يدي معرباً عن سعادته بالأوبريت كما يرفع الحكم يد الملاكم الفائز ولكن شعرت أنه تفرعن.
قبل ذلك في أوبريت مصر البنائين طلبني بالاسم ودعاني للعشاء معه ولكوني أتحرج من ذلك لأني مريض سكر فآثرت أن أصافحه بعد العشاء واكتفي بذلك ولكنه سأل طاقم الحراسة أين عمار؟ مش هوه اللي عامل لحن الأوبريت؟
ولماذا وجهت له النداء بالتنحي وعدم الترشيح له ولأبنائه ومن أي منطلق؟
بعض فاقدي البصيرة وربما النظر أيضاً قالوا ربما يكون عمار الشريعي أدرك أن حسني مبارك سيسقط لا محالة وأنني استعملت بصيرتي وآثرت القفز من السفينة بدري بدري. وهذا الكلام غير واقعي وغير حقيقي أصلاً لو سمعوا كلامي أنا تحدثت بنبرة الصديق الخائف علي البلد وليس بنبرة غيرها قلت له يا ريس وكان وقتها مازال الرئيس أنا ملحن اخترناك أنا عمار الشريعي صاحب أوبريت طلعة جوية وانت تحبني وأنا كمان أحبك أرجوك خذ عيالك في حضنك تحدث معهم وكنت أقصد الثوار بكلام يفهموه كان ذلك يوم الأحد 03 يناير وكنت أستمع لحلقة مني الشاذلي العاشرة مساء انفعلت جداً وقلت له أنا لا أعرف لماذا التأخر والحذلقة والصلف. وكدت أبكي أو بكيت فعلاً لما تحدثت عن جيلي الذي لم يستطع أن يفعل شيئاً وجيل الشباب لما تحدثت عنهم وعن ثوريتهم وقلت أيضاً موجهاً ندائي له بلاش القرارات المتأخرة ووصفته بمن يحقن بحقنة وبعد شهر يشعر بوخزها فيقول.. أي.
حتي تلك اللحظة لم أكن قفزت من المركب كما يدعون فقد كان قلبي وإحساسي مع الشباب ولكني كنت أنتظر من الرجل كلمتين وبس »أنا ماشي وولادي لن يترشحوا للرئاسة«.. وأعتقد أنه لو فعلها وبسرعة كان سيقنع الشباب وسيتركونه يكمل مدته ولكن علي ما يبدو التأخر كان سمة عصره فجاء الرد مساء الثلاثاء يوم 1 فبراير وكان ردا لا معني له ولا أب ولا أم!!
الخطاب تعاطف معه كثيرون؟
أنا واحد من الناس لم أتعاطف معه مطلقاً ولا تسألني لماذا ولكني بذلت الجهد الجهيد حتي أقنع مجموعات الشباب أن تعود إلي منازلها وأنا أقول لهم الرجل أعلن ما كنتم تريدونه وكفاية كده.. بذلت ذلك أنا وآخرون من الآباء والأمهات ذهبوا للأولاد ولكن عند المساء وقبل الفجر شعرت أن هناك كارثة ستحدث.
أي كارثة؟
أجابني عمار الشريعي: فجر يوم 2 فبراير وهو اليوم الشهير بمعركة الجمل كنت علي اتصال ببعض الشباب بعضهم للأمانة حصل علي رقم تليفوني من الفنانة بسمة أو المخرج خالد يوسف علي ما أعتقد أو من المطرب علاء عبدالخالق وكان علي اتصال بي أكثر من 51 جبهة من الشباب فقد اكتسبت ثقتهم بعد حديثي التليفزيوني الفضائي بعض هؤلاء الشباب فاجأوني بقولهم عند الفجر يا أونكل عمار فيه هجوم يدبر للهجوم علينا ومن خمسة »اتجاهات« الدرب الأحمر وعابدين والجيزة وغيرها حاولت أن أطمئن الشباب وتوالت التليفونات وأنا أقول يا شباب ليس معقولاً أن يقول الرجل كلاماً بأنه لن يترشح ثم يضربكم؟
والحقيقة لم يتهموه هو بذاته ولكنهم اتهموا غيره فخيرتهم هل أسأل؟ فأجابوني اسأل من شئت وأنا للحقيقة تحدثت مع شخصية كبيرة وقلت له الأولاد خائفون من هجوم مدبر عليهم فأجابني المسئول هذا مستحيل.
حاولت أن أطمئن الأولاد بعد مكالمتي التي وصلت لمسئول كبير وقال لي قول لهم مافيش حاجة حتحصل ولكن عاد الأولاد يؤكدون أن الهجوم واسع وسيقع لا محالة لأنهم شاهدوا بوادره أمام بيوتهم وفي بعض الميادين الهامة وأنهم رأوا بأعينهم كيفية الإعداد له.
من هذه الاتصالات شعرت بالقلق الشديد خاصة في ظل كل تلك التأكيدات الخطيرة من شباب رأي بعينه وبالصدفة وكانت الساعة متأخرة حاولت الاتصال بمني الشاذلي مرة أخري وكانت قد انتهت لتوها من حلقة ببرنامجها مع الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وشرحت لها الحكاية بالكامل وما يقوله الشباب ولكنها »بعد الخضة« قالت لي لكنه انصرف فقلت لها ولكن أعتقد أن لديك كل تليفوناته حاولي الاتصال به، ويبدو أنها فعلاً نجحت في الوصول إليه وعادت لتخبرني أنه قال لها بالحرف الواحد: أنا برقبتي لو واحد من الولاد اتصاب أو جري له مكروه. وعدت في اتصالاتي لأخبرهم بما حدث.
المتشددون منهم قالوا علي العموم إحنا قاعدين ولن ننصرف أما الأقل تشدداً فكانوا بين الانتظار والعودة لمنازلهم وهناك كثيرون انصرفوا حتي جاء ظهر الأربعاء 2 فبراير .. في تلك الأثناء تلقيت تليفوناً من شقيقة زوجتي وتصف لي مشهد الخيول والجمال وهي تصرخ شكلهم طالعين التحرير حاملين السنج والسيوف والمطاوي وبدأت التليفونات تكشف حجم المأساة وكنت علي اتصال بأحد الثوريين واسمه الدكتور محمد اسماعيل واعتبرته »المراسل« الخاص لي من الميدان وأخبرني بحجم ما يحدث وأن الإخوان في المعركة وحدد حجمهم بأنهم يمثلون الثلثين والثوار الثلث.
الساعة 6 مساء جاءني اتصال آخر من مني الشاذلي تبكي بحرقة وتقول لي تعالي أنا مش عارفه أعمل حلقة اليوم علي الهواء فقلت لها أنا تعبان وفعلاً كنت مرهق أكثر من خمسة أيام لا أنام ولكني استجبت لها وقلت لها الساعة كام فقالت في العاشرة قبل أن أدخل الاستديو كنت قد انقلبت 081 درجة علي حسني مبارك وكل تلك البطانة الحاكمة فقد كان الخط الأحمر عندي هم الشباب.. اقتلني أنا اذبحني ولا تقترب منهم خذ مني ما تشاء لكن الشباب.. لأ كنت قلت خلاص مبارك خلص مش عاوز مبارك فسألتني مش شايف أي حل الآن فقلت بلا تردد مادام أصبح فيه دم ما بقاش فيه حل ولو الأولاد تنازلوا أنا شخصياً لن أوافق، فعادت لتسألني من فعل ذلك؟ فقلت من فعل ذلك يعرفه الشارع والثوريون جيداً فقلت وهذا مسجل اللي فعل ذلك صفوت الشريف وزكريا عزمي وربما أنس الفقي.
صباح يوم 3 فبراير استيقظت علي تليفون من عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار يتصل بي ويقول لي اطلع قول رأيك في التليفزيون الرسمي. قلت وتقطعوا علي الهواء فقال لك مطلق الحرية وأغلق انت الهواء عندما تشاء. طلعت وقلت الكلمتين اللي في نفسي واللي حاسس بيهم وعلي رأسهم انتم إعلام بيصور الكوبري والشباب بيموت في الميدان وحتي يوم 82 يوم الغضب الكبير كنتم كمن ليس عنده إحساس تذيعون أفلام اسماعيل ياسين وعادل إمام والمعركة حامية الوطيس وانكم اذعتم بيان الداخلية الذي ادعي ان كل شيء علي ما يرام وتحت السيطرة وكأن المسألة زوبعة في فنجان.. وأعطيت الاذاعة هي الأخري نصيبها من النقد.. وفي مساء الخميس 3 فبراير اتصل بي أحد الشعراء وقال لي نريدك في لجنة الحكماء الساعة 9 صباح الجمعة في مكتب إبراهيم المعلم في نفس الوقت الذي تلقيت فيه مكالمة من الشباب تطالبني بالتواجد في التحرير في الصباح كدعم لهم وذهبت إلي لجنة الحكماء وبها ناس لم أكن أعرفهم ولكنهم من الوطنيين الشرفاء وبينهم عمرو حمزاوي ود.كمال أبوالمجد وعمرو موسي والدكتورة نيفين أسعد خلصنا من الاجتماع وسألوني إلي أين ستذهب فقلت لميدان التحرير وكنت أشعر ببعض التعب فسألت طبيبي الخاص وأجابني لو رحت التحرير حتموت يا عمار وقلت له أموت أموت الموت هناك أشرف ما أنا ميت ميت. عند الميدان كانت المداخل مغلقة ولكن الولاد طلبوني أنا وعمرو موسي بالاسم لم يمنعوا آخرين من اللجنة وكان بينهم د.يحيي الجمل ومنذ نزولي من السيارة ولمدة نصف ساعة قضيتها في الميدان رأيت مصر في الميدان أجمل نصف ساعة في حياتي رأيت حب الناس بحق وحقيقي لمصر ولي شخصياً حتي من الاخوان المسلمين الذين حموا الميدان بالفعل، خلال ذلك أصبت بأزمتين ولكن البخاخة أنقذتني ثم وجدت حسين عبدالغني المذيع المشهور يطلب مني أن أقول كلمة للحشود وأحضر كرسيا أوقفني عليه وقلت للأولاد ما بقي ما هو الا صبر ساعة واللي بالي بالكم ونظامه واقع لا محالة انتم شدوا حيلكم وافتكروا الحلوة مصر بلدنا اللي كتب فيها سيد حجاب يا حلوة يا بلدنا يا نيل سلسبيل بحبك انت رفعنا رأسنا لفوق ولو الزمن ليل ما يرهبنا ليل »وولع« الميدان من الحماسة وكأن الخطيب جاب جون في ماتش رسمي.
وماذا عن يوم التنحي 11 فبراير؟
في هذا اليوم كنت في المستشفي وطلبتني زوجتي في مستشفي السلام بالقرب من ميدان مصطفي محمود وكانت في عملها بالتليفزيون لتخبرني أن هناك خطابا سيلقيه مبارك للتنحي وأن بعض الفضائيات أعلنت ذلك ووصلنا حتي التاسعة مساءً ولم يحدث شيء واستسلمت للنوم لأصحو علي هيصة كبري واحتفالات في الميدان والشوارع المحيطة وأخبروني أن الرئيس تنحي وذهب عن الحكم.
وكانت ليلة مبهجة فما سمعنا عنه فيما بعد حول هذه الأسرة الحاكمة شيء لا يصدقه عقل ده حتي ولو كانت عزبة لا يحدث فيها مثل ما حدث من كل تلك التجاوزات فقد جاء الأوان ليرحل كل طاقم الحكم بالحكم إلي غير رجعة.
في رأيك لماذا تحول هذا الرجل؟
الحقيقة إللي حواليه هم اللي حولوه لذلك والبداية كانت من علاء مبارك مصر كلها كانت تتكلم عن توحشه وأخذانه للفلوس ومشاركته لكل رجل أعمال حتي الاشاعة التي ظهرت يوم وفاة وجيه أباظة من أنه جاءت له أزمة قلبية عندما تحدث معه مبارك وقال له ماهو علاء ابنك سيبه يأكل ما انتم أكلتم كثير لوحدكم. قد تكون حقيقة الآن يمكن تصديقها.. كذلك نكتة المصروف اللي كانت تقال هو علاء جاب كل ده من فين فقالوا من مصروفه طبعاً.
كان علاء هو المتغول ثم بعد ذلك قيل أنه اختفي في ثوب اسلامي وانه التزم ولكن علاء في الحقيقة كانت له مشاريعه الخاصة بعيداً عن السياسة والحكم حتي ظهر جمال مبارك وأمه سوزان في الصورة منذ ظهورهما بدأت فكرة التوريث والسعي للسلطة وبدأت الصورة في التعامل معه علي أنه الرئيس القادم ومع مبارك علي أنه الرئيس الملك واعتقد أن تلك كانت نهاية حسني مبارك وفي رأيي ان المنحني بدأ في التحول الكامل مع عام 3002.
وعلي فكرة حسني مبارك كان يكره بشدة فكرة الموت وكان لا يريد لأحد أن يخلفه ولا حتي ابنه واعتقد أن فكرة التوريث ليست فكرته ولكنها فكرة زوجته وفكرة ابنه جمال الذي فيه من الكبر والصلف الشيء الفظيع الذي استفز به الناس وكان يمشي كما يقول المثل يا أرض اتهدي ما عليكي قدي.
هذا الابن استولي علي الحكم عن طريق لجنة السياسات بتاعته والتي احضر فيها »عيال« زيه منهم أحمد عز وغيرهم وكانوا كلهم من أصحابه أو قل »خدم« جمال مبارك.. واعتقد انه في السنوات الأخيرة كانت نظرة مبارك لابنه نظرة ملك ينظر لولي عرشه وكأنه يخرج لسانه للناس ليقول اللي سيأتي بعدي ابني انسوا يا شعب حكاية الرئاسة أنا ملككم والملك يورث ملكاً!!.
رغم انه كان يؤكد انه لا يريد توريث؟
لم يؤكد ذلك بصفة مطلقة الا في خطاب أول فبراير ولكنه قطعاً قبلها كان في انتظار »طبخ« ابنه والذي كان يتولاه صفوت الشريف ليصبح الوريث الشرعي له.
صفوت الشريف هو الذي حمل مبارك وأركبه علي ظهر الأسد مصر وجعله فرعوناً كبيراً.
وماذا بعد زوال حكم مبارك ومع قربنا من عام كامل علي الثورة؟
الله أعلم إلي أين نسير ولكني بطبعي متفائل بالأولاد الصغار بس أدعوهم للوحدة يتحدوا قليلاً ولو عرفوا كيف يتم ذلك سيكونون خيراً علي مصر كلها.
هم مختلفون لأنهم كلهم مازالوا في سنة أولي سياسة جداد علي الحركة السياسية كله لديه رأيه المقتنع به ولكنهم كلهم علي حق.
وبماذا تفسر نجاح الاسلاميين الطاغي في انتخابات الشعب؟
نجاح الاسلاميين سببه انهم تخلطوا في أعماق الشعب المصري فمن انتخب الاسلاميين هم الطبقات الفقيرة البسيطة جداً وهم كثيرون قطعاً ولذلك نجح الاسلاميون خاصة الاخوان المسلمين وفيهم من يتكلم بمعقولية جداً جداً حتي عندما التقيت بهم في بعض الجلسات قالوا افصل بيننا وبين السلفيين الذين أنا مختلف معهم فنحن فصيل إسلامي ولسنا مجموعة المسلمين والحقيقة الإخوان متفتحون فهم لا يريدون لنا العودة إلي النزاعات الفردية أو أن تذهب الدنيا الي القرن 21 أو العاشر فهم مستعدون كما قالوا إلي أن يبدأوا من الأن ومن هنا.. واذا لم يصدقوا في كلامهم فلكل حادث حديث!.
وكيف يكون في رأيك صورة التعامل بين الثوار والإخوان أو السلفيين؟
مادمنا وافقنا علي الديمقراطية فلا بد أن نذهب بالتجربة إلي آخرها وهذا كلامي للثوار أقوله بوضوح يا أولاد مادمنا كنا نطالب بالديمقراطية وهو كان مطلبنا الأول فعلينا ان نجربها للنهاية الديمقراطية فلنغط الديمقراطية فرصتها ولو وجدناها لا تمشي في مسارها الصحيح فميدان التحرير موجود .
ولكن ما شعورك بالمستقبل؟
قطعاً رغم تفاؤلي فأنا خائف ومرعوب ان احنا نمشي بظهرنا الأخوة السلفيين دعواتهم التي ترعب بعض الناس عليهم ان يعرفوا ان معاوية مات من ألف سنة وأن هارون الرشيد مات بعدما تمتع بالدنيا والحكم وأن المعتصم فتح عاموريه وتوفي وان صلاح الدين قدم ما قدم وذهب وذهبت أيامه وذهبت وحضرت حضارات أخري كثيرة وسبقتنا وتوقف بنا الزمن من هناك حضارات انطلقت لنشاهد عصر النهضة والصناعات ونحن مازلنا نبحث عن عصر المماليك والعثمانيين ليس من المعقول أن نعامل فصيل الليبراليين أو غيرهم علي أنهم من الكفار وأن سحقهم واجب كما سحق الأسلاف لويس التاسع عشر!!.
ولكن هل سنعبر هذه المرحلة؟
شوف أنا عندي ثقة لا حدود لها في هذا الشعب المصري العريق ولكن لا أعرف علي وجه الدقة كيف سنعبر الأزمة قطعاً في الاتحاد والديمقراطية السبيل لذلك.
ولكن علينا ان ننتبه إلي ان هناك سيناريوهات لتقسيم مصر السيناريو موجود ولا يمكن لأحد أن ينكره وان كنت علي يقين أن ذلك لن يحدث.
وماذا عن رئيس الجمهورية الذي تتمناه وهل ظهر؟
حتي الآن لا أعتقد وان كان لدي أمل أن يولد وان كنت اتمني الا يكون عسكرياً أو إسلامياً صرفا.
نحن نحتاج إلي ربان ماهر يزن السفينة التي نحن ومصر كلنا عليها.
وهل السفينة مازالت في خطر؟
ليس لدي أي شك نعم نحن مازلنا في خطر وخطر شديد فالسفينة لم ترس علي بر حتي الآن ونحن نقترب من ليلة الثورة 52 يناير وعام يمر وجه الخطورة انك لا تعرف الي اي اتجاه تذهب السفينة ويبدو أن هناك مجموعات من الاجندات تحاول أن تخرجنا عن طريقنا تحاول أن تحطم الأشرعة والدفة ويبدو أن حكاية الاجندات هذه قد تكون حقيقية فلا تقل لي ان ما حدث عند محمد محمود ومجلس الوزراء تم بلا تخطيط أمور مرتبة تمت بحرفية لا نتهم أحدا ولكن علي الجيش الحاكم ان يوضح لنا تلك الأمور.
وماذا عن مجلس الشعب بتركيبته؟
التركيبة باينة حتي مع انتهاء المرحلة الثالثة لكن الأمر الآن في البحث عن الائتلافات »من مع من« الاخوان والكتلة الاخوان والثوار السلفيين والثوار أو السلفيين والكتلة ومن يحقق الأغلبية حتي نري ما هي صورة مجلس الشعب القادم.
أستاذ عمار نعود للأغنية هل عبرت عن الثورة؟
بصراحة لا طبعاً لكن فيه أغان حلوة ارتبطت بها مع انها قد تكون غنيت قبلها مثل اغنية محمد منير ازاي فقد كانت قبل الثورة بعام كامل ورفض أنس الفقي وزير الاعلام في العهد السابق اذاعتها وقال لمنير بلاش النبرة اللي فيها كسره ولكن هذه الأغنية هي التي »شالت« الثورة.. كلماتها كانت معبرة وكذلك اللحن والأداء.
وهل لديك فكرة أو مشروع لاغنية؟
أنا في الحقيقة في لحظات ترقب وانتظار أعيش وأدعو أن نتخطي المرحلة الصعبة وأدعو الله ألا تتراجع مصر ولو حدث مكروه للشباب أو لمصر فسوف أحمل مدفعي وهو العود الخاص بي وسأذهب لميدان التحرير وأغني حتي أموت.
أنا عندما كنت أجري العملية الجراحية في لندن وكانت الثورة قد قامت تولدت في رأسي فكرة أوبريت أقول فيه الثورة اتخطفت كنت محبطا للغاية انها فعلاً اتسرقت وكانت الفكرة تدور حول مصر أنا لن أموت لأن في موتك موتي ومش حا انحني لان في انحنائي ركوعك وكنت بافكر ان أربط الأغنية بجيلين يتواصلان من أجل شد حيل البلد.
كما قلت كنت محبطا للغاية حتي عدت لمصر قبل يوم 91 نوفمبر بيوم وشعرت ان الثورة بخير وشعرت ان الدنيا تمطر خيراً وان ماء المطر غسلني وأعادني للثورة.
وماذا تقول للفضائيات التي لا ترعي مصلحة مصر؟
قلت لك أنا متفائل ولكني ليس في استطاعتي الفرجة علي التليفزيون أو الفضائيات أو حتي أسمع الراديو عندما افتح علي برنامج توك شو أشعر بالتعب فالكل يهاجم مصر من مفهوم خاطيء للحرية ليس هناك من يضع في اعتباره تلك الشعرة الدقيقة المهمة جداً بين الحرية والمصلحة القومية.. تقول له المصلحة القومية يقول لك انت تكبل الحرية ان بعض تلك الفضائيات للأسف يقوم بدور اعلامي مضاد للمصلحة القومية للبلد بدعوي الحرية والعدالة ورافعين راية الحرية تماماً زي ما آخرون يرفعون راية قال الله والرسول وهذا فيه خطر علي مصر وأجيالها واستقرارها.
وماذا تقول لمن يغيرون مواقفهم من الإعلاميين من النقيض للنقيض؟
الحقيقة أنا أعذر كل من تغيروا لأننا في الحقيقة كلنا لم نكن نعرف هذا الحجم الكبير من الفساد وهذه الكارثة التي كنا نعيشها وبالتالي أصبح داخلنا تناقض.
أنا شخصياً اصابني الجنون من حجم هذا الفساد ولو كان بايدي ومسكت واحد لقطعته بأسناني وهذا هو شعور ملايين المصريين الذين خرج السؤال علي ألسنتهم لماذا فعلوا بنا ذلك؟ لقد وصل بهم الحال إلي حد التعالي علي الناس خاصة ذلك الابن المبشر بالتوريث فكنت من صوته تشعر بالتعالي الفظيع الابتسامة لا تظهر علي صوته ويقولون لي انه مبتسم وأقول انه ناشف جداً.
التقيت مع بعض الإخوان المسلمين بمبادرة من محمد عبدالقدوس ماذا تم في اللقاء؟
طلب مني محمد عبدالقدوس لقاء بعض الاخوان والسلفيين وقال لي انهم يريدون الالتقاء بك ليستمعوا الي أسباب قلقي منهم والحقيقة أنا لست قلقاً من الاخوان أنا انتظر ماذا سيفعلون ولكن السلفيين تعرفهم فقد هاجموني كثيراً وأحدهم قال بالحرف: ان تغريد البلبل حلال وعزف عمار حرام.
هذا اللقاء استغرق 3 ساعات وكانت كلها حول علاقتهم بالفن والأقباط والأزهر وكنت أسأل أسئلة محددة وهم يردون وكذلك علاقتهم بالسياحة والاقتصاد.. جاءوا ليسمعوا قلقي وأنا قلت كل ما عندي حتي اطمئن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.