هنا جرت أحداث أقدم وأروع قصة حب فى التاريخ، بين إيزيس وأوزوريس، فعلى أرض جزيرة "فيله" دارت الأسطورة العظيمة التى سجلت على جدران معابدها. وفيله من كلمة "فيلاك" أى الطرف أو النهاية، حيث ظن المصريون القدماء أنها منبع النيل.. وهى ليست فقط بين أرضين، بل بين عالمين, أحدهما ينتمى للحقيقة والآخر ينبع من الأساطير. منها خرجت إيزيس تبحث عن أوزوريس فى بقاع الأرض مرتين، مرة لتبعث فيه الحياة.. ومرة لتلملم أجزاء جسده التى قطعها أخوه "ست". ومن فيله انتشرت إيزيس كأشهر ربات العالم القديم، فانحنت لها الشعوب وتسمت باسمها البلدان، فهى سيدة بلاد إثيوبيا ومنها اسم آسيا وخضع لها اليونان والرومان وشيدوا لها المعابد فى كل مكان، خاصة فى موطنها الأول، أرض "فيلة". وحتى العرب رأوها أرضا خصبة للأساطير، فجعلوها مسرحا لأسطورة "أنس الوجود" الفارس الذى حملته التماسيح إلى محبوبته الأميرة "الورد فى الأكمام" فى نهاية قصة من ألف ليلة وليلة، ليشتهر معبدها باسم "أنس الوجود". وبعد السد العالى، تنادى العالم مع خطر ارتفاع المياه لإنقاذ المعابد، فبدأت الجزيرة تودع معابدها إلى مكان آخر يبعد منها نصف الكيلومتر. ثم استسلمت الجزيرة للغرق وكأنها تهب نفسها للنهر الخالد، فداء لمعابدها المطلة الآن عل المياه التى غمرت موطن أول قصة للحب والوفاء فى تاريخ الأدب العالمى.