بعد 17 يوما من هجمات باريس الدموية، شددت فرنسا إجراءاتها الأمنية في ظل إعلان حالة الطوارئ، ومع انطلاق أعمال قمة المناخ أمس الأول. وتحولت ساحة المعارض في لوبورجيه بشمال باريس إلي ثكنة عسكرية، كما لم يتم الإعلان عن زيارات الزعماء مسرح باتاكلان الذي شهد هجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي. جاء ذلك في الوقت الذي شهدت فيه ساحة الجمهورية "لاربوبليك" بوسط العاصة الفرنسية اشتباكات عنيفة بين الشرطة وآلاف المتظاهرين، بعد وقوع أعمال عنف. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات، وكان بعضهم ملثمين. ورد المحتجون بإلقاء الحجارة والشموع علي القوات. ومن جانبه، انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند المظاهرات العنيفة قائلا إن "هذه المظاهرات غير مصرح بها، عرفنا أنه ستكون هناك عناصر مثيرة للمتاعب والذين هم، بالمناسبة، ليس لهم علاقة بالمدافعين عن البيئة". ووصف أولاند هذه المظاهرات ب"المخزية". ومن جانبه، أعلن برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي أن الشرطة اعتقلت 317 شخصا تم احتجازهم خلال أعمال الشغب التي قام بها محتجون بساحة لاربوبليك بقلب العاصمة الفرنسية باريس. وأعرب كازنوف عن أسفه حيال أعمال العنف وإلقاء المقذوفات علي قوات الأمن من قبل بعض العناصر الملثمة، واستنكر إثارة مثيري الشغب الفوضي وتخريب النصب التذكاري لضحايا هجمات باريس الكائن بساحة لا ربوبليك. وشدد علي ضرورة عدم إلهاء قوات الأمن عن مهامها الأساسية والخاصة بتأمين قمة المناخ. وأوضح أن قوات الأمن لا تخلط بين المتظاهرين أصحاب النيات الحسنة والتجمعات الأخري التي لا تخدم سوي هدف واحد، وهو استغلال التجمعات المسئولة والشرعية للقيام بأعمال عنف غير مقبولة.