تابعت بلهفة وشغف شديدين همة ونشاط د. ممدوح الدماطى وزير الآثار واصطحابه عالم الآثار البريطانى نيكولاس ريفز فى رحلات مكوكية إلى الأقصر، بحثا عن غرفة مقبرة الملكة نفرتيتى داخل مقبرة توت عنخ آمون، طبقا لنظرية افتراضية ابتدعها هذا العالم وتعجبت مما يجرى وتذكرت قول القدماء «عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة». فأخميم مدينة أثرية كاملة قال عنها د. زاهى حواس إنها أهم منطقة آثار بمصر كلها، وأن معابدها تفوق معابد الأقصر بالنسبة للضخامة. وقد باحت هذه المدينة بأسرارها منذ أكثر من 30 عاما، وظهرت بعض أجزاء من المعابد والتماثيل العملاقة فوق سطح الأرض، وللأسف الشديد فإن هذه الآثار الظاهرة للعيان لا تجد من ينتشلها، علما بأن هذا الأمر لن يكلف وزارة الآثار التكاليف الباهظة التى تنفقها على أجهزة البحث والكشف بالإشعاع الحرارى والسونارى والرنين المغناطيسى والتخريم والتنقيب داخل مقابر وادى الملوك بالأقصر وفى قلب الهرم الأكبر حاليا والتى لم تثبت لها أى نتائج إيجابية، وإننى أتساءل أليست أخميم مدينة مصرية تتبع الآثار؟ ولماذا لم يتحرك إليها أى باحثين أو مكتشفين للكشف عن آثارها؟ إن هذا الإهمال المتعمد والمتكرر من جانب المسئولين يضاعف إحباط أبناء المحافظة الذين يحلمون بالانتعاش السياحى والازدهار الاقتصادى عقب الكشف عن هذه الآثار المهملة واستغلالها، فالعمل فى بناء متحف الآثار بها والذى تم وضع حجر أساسه منذ أكثر من 30 عاما متوقف تماما ولا أحد يعرف السبب الحقيقى لهذا الإهمال والتراخى الشديدين تجاه آثار سوهاج. د. عز الدولة الشرقاوى سوهاج
محرر بريد الأهرام: لقد زرت سوهاج هذا الأسبوع، ورصدت الإهمال الصارخ لآثارها، وتألمت لحال تمثال «ميريت أمون» وهو أضخم وأكبر تمثال لامرأة فى العالم، فلقد تحولت المنطقة التى يوجد بها إلى منطقة أشبه ب الخرابة وقارنت بين الإهمال الشديد لهذه الآثار وبين الاهتمام البالغ الذى يبدونه فى مختلف دول العالم بأصغر حجر يعتقدون أن له قيمة أثرية.. والحال فى معبد أبيدوس لا تختلف عن حال آثار أخميم، فالمعبد مهمل تماما، وتكاد حوائطه ان تنهار، ويحتاج إلى جهد كبير يتناسب مع عراقته، وبنائه، ونقوشه التى تكاد أن تختفي. وإلى جانب ذلك تساءلت عما تم بخصوص نقل مقابر أخميم التى تؤكد الدراسات أنها منطقة زاخرة بالآثار، ولكن لم أجد اجابة لأنه لايوجد مسئول واحد عن الآثار فى هذه المنطقة، ولم أجد سوى عامل واحد، ألقى بعض المعلومات التى سمعها من الآخرين عن تاريخ آثار سوهاج، وراح يفسر النقوش حسب الروايات التى ترددت أمامه، فأين مرشدو الآثار ومفتشوها والمسئولون عنها؟.. لا أدرى! إن عصفور «أخميم» الموجود فى يد وزارة الآثار يجب أن تنتبه إليه وتهتم به، وبعد ذلك تبحث عن «العصافير الطائرة» فى المناطق الأخرى وفق خطة مدروسة.. أليس كذلك؟!