على مدى عقود كانت الحوادث تلقى بظلالها على السياحة فى مصر والعالم، ولأنها مجال ناعم فهى لا تحتمل الهزات، ومع احتدام المنافسة بين مصر والدول الأخري، كان نصيب مصر من السياحة العالمية نحو 1%، بينما تستحق مصر أن يكون نصيبها أكبر من ذلك بكثير، ففيها مقومات عديدة لم يحسن استغلالها، وهذا يرجع إلى الأساليب التقليدية وفى الاعتماد على الترويج لأماكن معينة وإقامة قرى سياحية وفنادق فخمة لا يرتادها إلا الأثرياء.. إن السياحة ليست مصدرا اقتصاديا فحسب، بل هى أيضا واجهة مضيئة لصورة مصر على الساحة الدولية، والمطلوب: أولا: عدم التركيز على أماكن محدودة ومشهورة، بل يجب أن تمتد الجهود إلى أماكن أخرى أثرية ودينية وطبيعية، على أن يكون النشاط على مدى فصول السنة. ثانيا: حماية المناطق الأثرية، سواء بإزالة التعديات بطريقة عادلة وشاملة لتكون أكثر جاذبية، مع التوسع فى إقامة المتاحف فى الأقاليم لعرض الكنوز المحبوسة فى المخازن أو المطمورة تحت الأرض. ثالثا: عدم الاكتفاء بأفواج السياح القادمين من أوروبا شمالا، ومن أمريكا الشمالية غربا، بل التوجه إلى آسيا شرقا، وإفريقيا وأمريكا اللاتينية جنوبا. رابعا: تطوير قطاع السياحة وذلك بتشجيع السياحة الداخلية بإقامة فنادق متعددة المستويات لإتاحة الفرصة لرحلات الطلاب والتيسير على الأسرة. خامسا: إن السياحة صناعة قابلة للانتعاش والانكماش، فهى تحتاج فى إدارتها إلى كوادر مدربة تجيد اللغات الأجنبية وأساليب التعامل مع الوفود السياحية لا إلى موظفين ينظرون إلى هذا المجال على أنه مجرد فرصة عمل. ماهر فرج بشاى الدويرى أسيوط