اعتادت جماهير نادى الزمالك على قراءة خبر هروب مدربيها، وأصبح رحيل أى مدير فنى أجنبى للقلعة البيضاء بطريقة الهروب أمرا ينتظره جماهير النادى العريق بين لحظة وأخري، سواء كان ناجحاً أو فاشلاً، ورغم أن أسباب رحيل المدربين المفاجئ متباينة بين حالة وأخرى الا أن السؤال الذى يطرح نفسه وحير الجماهير هو .. لماذا لا يعيش للزمالك مدرب؟! فالأرقام فى آخر عشر سنوات تؤكد أن الفريق استهلك عشرات الأجهزة الفنية سواء بشكل تعاقد رسمى أو بصورة مؤقتة لحين الاتفاق مع جهاز فنى جديد. وأى مدرب يكون له طلبات وشروط لقبول مهمة الفريق، وبطبيعة الحال يحدث توافق قبل اتمام التعاقد، لعل أبرزها الدعم الكامل من الادارة وحرية اختيار الجهاز المعاون والصلاحيات الكاملة، ولكن يبدو أن التدخل فى الشأن الفنى أمر أرق أكثر من مدرب للزمالك، وعدم وجود الدعم المعنوى وقت الخسائر، وأصبحت الجماهير فى حيرة أمام رحيل مدربيها أو هروبها كما يقول مجلس ادارة النادي. وآخر ثلاثة مدربين حضروا من البرتغال وهربوا جميعهم، البداية كانت مع موسم 2012/2013 مع جورفان فييرا الذى تحسن معه حال الفريق كثيراً قبل أن يرحل بسبب تجميد النشاط الكروى فى مصر فى تلك الفترة، ثم جاءت من بعده أربعة أجهزة فنية فى موسم واحد 2013/2014 حلمى طولان ثم أحمد حسام ميدو ثم حسام حسن وأخيراً محمد صلاح، وكلهم تم الاستغناء عنهم بقرار من الإدارة، قبل أن يتم التعاقد مع البرتغالى جيمى باتشيكو والذى رحل قبل انطلاق الجولة ال16 للدوري، ورغم أن رحيله كان بسبب رغبته فى تولى تدريب فريق الشباب السعودي، الا أنه أعلن وقتها أن أسباب رحيله تتلخص فى التدخل فى عمله الفنى من قبل ادارة النادى والهجوم المتواصل عليه اعلامياً مما شكل ضغطا كبيرا عليه وبعض الجواسيس داخل الفريق على حد تعبيره وخسارته من أنبى ورحيل مؤمن زكريا للأهلي، وتتشابه كثيراً أسباب رحيل باتشيكو مع موقف جيسفالدو فيريرا الذى رحل قبل يومين والتى لخصها بالتدخل الواضح فى اختصاصاته الفنية والهجوم عليه حتى أنه قال أن رئيس النادى لا يحبه، بالاضافة الى عدم حصوله على مستحقاته المادية! وهنا لابد وأن نتوقف أمام هذه الظاهرة الغريبة التى قد يكون لها أثارها السلبية على النادي، فرحيل المدربين بهذه الطريقة واستغلال وسائل الاعلام الغربية فى الترويج لأسباب الرحيل قد تضر بسمعة القلعة البيضاء خارجياً ويكون ذلك سببا فى تخوف كثير من الأسماء الكبيرة فى الحضور لتولى قيادة الفريق فنياً. هل معنى ذلك أن العلة فى ادارات النادى المختلفة، أم أنها طمع المدربين الباحثين عن رواتب أعلى فى أى مكان تاركين شرف المهنة والتعاقدات للشروط الجزائية!، صحيح أن القلعة البيضاء صرح كبير ولن تتوقف على رحيل أى من مدربيها وأنها صنعت الكثير من الأسماء التى أصبحت لامعة بعد ذلك فى عالم التدريب أو من اللاعبين، الا أن الأمر يحتاج لوقفة من مجلس الادارة لدراسة الأمر بهدوء وبعيد عن التصريحات النارية والبيانات، فالرد يجب أن يكون مدعما بوثائق تحفظ حق النادى الأدبى والمعنوى قبل المادي. مدربو أخر 10 سنوات فى آخر عشر سنوات توالى على الفريق مدربون لهم أسماء كبيرة ولكنهم فشلوا جميعاً لأسباب مختلفة الا القليل منهم، بداية من الألمانى دراجوسلاف شتيبى موسم 2005/2004، والذى حضر بعد اقالة البرتغالى فينجادا ورحل بعد ذلك بسبب سوء النتائج، ثم التعاقد مع البرازيلى كارلوس كابرال 2004/2005، ولكنه فشل فى تقديم ما نجح فيه عام 2003 حيث كانت المرة الثانية يتولى فيها تدريب الفريق، ليتم التعاقد بعد ذلك مع الألمانى ثيو بوكير2005/2006 ولم يكمل الموسم وتم منح محمد صلاح صلاحيات المدير الفنى وفى نفس العام تمت اقالته بعد 24 ساعة فقط وتعيين فاروق جعفر ولكنه لقى مصير صلاح فى نهاية الموسم، ليتم التعاقد مع البرتغالى مانويل كاجودا 2006/ 2007 والذى زادت معه مشاكل الفريق، ليتولى محمود سعد المسئولية فى نفس العام بشكل مؤقت ويتم التعاقد بعدها مع الفرنسى هنرى ميشيل 2007، وفى نفس العام تم التعاقد مع الهولندى رود كرول 2006/2007 وهو أكثر المواسم التى تعرض فيها نادى الزمالك لهزائم فى بطولة الدورى ب 9 خسائر ولكنه حصل على كأس مصر، وفى 2008 تم التعاقد مع الألمانى راينر هولمان ولم يُكمل ستة أشهر قبل اقالته هو الأخر بسبب العروض والنتائج السيئة وتولى بعده المسئولية أحمد رفعت 2008قبل التعاقد مع السويسرى دى كاستال 2008/2009، وأخطأ مجلس ادارة النادى فى هذا التوقيت باعادة الفرنسى هنرى ميشيل 2009 ولكنه فشل للمرة الثانية قبل ظهور حسام حسن كمدرب للفريق 2009/2011 وفى نهاية موسم 2011 رحل حسام بعد أن انتهى عقده ليتولى حسن شحاتة المسئولية 2011/2012 بعد نجاحه مع منتخب مصر ولكن هذا النجاح تحول لفشل ذريع مع القلعة البيضاء، ليظهر البرتغالى جورفان فييرا 2012 / 2013 ولكن الفشل فى هزيمة الأهلى عجلت برحيل المدرب ليتولى حلمى طولان المسئولية 2013/2014 والذى رحل ليتولى فى هذا الموسم أربعة أجهزة فنية سبق ذكرهم، ويتم التعاقد مع باتشيكو ومن بعده فييرا وكليهما هرب من القلعة البيضاء.