اخترع الصينيون والكوريون خلال الحرب الكورية في الخمسينيات من القرن الماضي نظاما للسيطرة على الاسرى يسمى (زن تزان)؛ وهو عبارة عن غسيل دماغ منظم ضد أسرى الحرب، وبعد عودة الأسرى الأمريكان لبلادهم اكتشف الأمريكيون أن كثيرا من أسرى الحرب بعد تحريرهم قد تغيرت طرق تفكيرهم، وبدوا وكأنهم يتعاطفون مع الشيوعية، ومنهم من كان يهرب ليعود الي الكوريين. اهتم الباحثون بهذه الظاهرة النفسية، والتى استمر الشيوعيون السوفييت فى القيام بها لإقناع أكبر عدد من الشباب حول العالم بالفكر الشيوعي، وظهرت عدة دراسات اتضح منها أن الكوريين كانوا يعرضون أسراهم الي عمليات (غسيل مخ) تعتمد على التخويف والعزل، و تقليل الوجبات وترديد الكلام وتكرار تسجيلات صوتية من خلال مكبرات الصوت تلقن الفكر الشيوعي، مما أدى الي انفصال ذهنى لدى الأسرى عن الحقيقة والطريقة التى تربوا عليها، وتحولوا الى عقول مغسولة تماما لا تدرك ما تفعل.
وفَّر هذا الأمر للكوريين أعدادا أكبر من الرجال للقتال في جبهة المعركة، وأقل عدد ممكن من الحراس للسيطرة على أسرى الحرب لديهم أثناء الستينيات، وكثر استخدام الرسائل الخفية في الاعلانات التجارية والأغاني والمسلسلات، بحيث تبث رسالة سريعة تسمعها الأذن ويلتقطها الإحساس، بحيث لا يسمح الوقت للمتلقى إخضاع ما يسمعه للتحليل أو اكتشاف الدماغ الفكرة المراد إيصالها.. ويسمى ذلك ب (السابلايم)، وإن لم تثبت حقيقة تأثيره حتى الآن في خضم الكم الهائل من نظريات المؤامرة حول هذا الموضوع.
ما فعله الصينيون أسس لقواعد لعبة (غسيل الأدمغة)، وتحويل الشخص الى وعاء خال قابل إلى ملئه بأى أفكار تريد الجهات الحاضنة له زرعها بداخله، فظهر (الانتحارى) الذى يؤمن بالأفكار التى زرعت فيه إيمانا يصل الى حد الجنون وقتل نفسه والآخرين، واستخدمت الأجهزة الاستخبارتية والجماعات والكيانات وحتى العصابات هذا النمط فى كثير من عملياتها، وفى هذه الحالة يصبح المنتحر خارجا عن كل الأعراف والقوانين كافرا بالمعتقدات والتعاليم السماوية، وليس معنيا للمغسول دماغه أو المنتحر دينه أو عرقه أو جنسه؛ أو بمعنى أدق يصبح فاقدا للأهلية والهوية والنسب، حتى وإن دلت أوراقه على موطن أو ملة أو جنس، وتصبح الجهة التى استخدمته هى المسئول الأول عما وقع من حوادث، ولا يُعقل أن نلصق هذا الجُرم فى حق الإنسانية والسلام الذى ترفضه الأديان السماوية إلى دين أو بلد، لأن الانتحارى أصبح (آلة) جوفاء فى يد من يحركه ومن يريد استخدامه لغرض ما، وفى مثل حوادث الارهاب التى يقابلها العالم يجب أن تبحث الجهات المختصة عن الأسباب والخلل وليس عن انتماء الانتحارى. [email protected] لمزيد من مقالات على جاد